بعد ( خراب البصرة ) أعترف بوش بالأخطاء التي تم تنبيه الأمريكان اليها منذ الأيام الأولى للتحرير. حين كانت في بداياتها. من قبل الذين أدركوا أن تركها دون حل جذري وسريع، سيجعل عملية بناء عراق ديمقراطي حر بمثابة ضرب من الخيال..
وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس. سبقت رئيسها الأعتراف بوجود أكثر من ( ألف خطأ ). ولكن لا هي ولا جورج بوش ذكرا ولو خطأ واحد من تلك الأخطاء الكارثية التي لولاها لما اُزهقت الأرواح البريئة لعشرات الآلاف من الأبرياء وصار لدمائها الزكية نهر ثالث بجانب الدجلة والفرات..
الحقيقة هي أن حجم الأخطاء ليس بذالك الرقم المهولي المخيف بل أنها لا تتجاوز عدد أصابع اليدين وربما يد واحدة فقط.
وهي تتعلق ب
1- الحدود
إذ ترك مفتوحاً دون مراقبة أو حتى الإغلاق، المتعارف على إتخاذه عند وقوع حوادث طفيفة بين رجال النظام والغاضبين عليه. فكيف إذن والنظام اُزيل من جذوره.
كنت شاهداً على كيفية دخول الشاحنات المحملة بألاف السيارات. حيث كان مسؤول الحدود ( يطمغ ) الأوراق التي يضعها السواق أمامه. وهو جالس في مكتبه دون أن يكلف أحداً من موظفيه بتفتيشها ليأكد خلوها من الإرهابيين والأسلحة.!!!!


2- وسائل الإعلام
كان ولا يزال مسموح لها التحرك بحرية دون وضع الضوابط لإسلوب عملها، وغض نظر الأمريكان عن تحقيقاتها ولقاءآتها المحفزة للقتال. و إطلاق سراح (الإعلاميين ) الذين تبين تعاونهم مع القتلة والمجرمين نزولا عند دعوات منظماتهم المشكوك في نياتها المعلنة. تعتبر من الأخطاء القاتلة التي يجب وأدها في المرحلة القادمة..


3- الجيش العراقي.
حله دون سابق إنذار للمنتمين اليه بالإختيار ما بين قبول الوضع الجديد وخدمته او التقاعد. خلق فراغاً أمنياً كان بإمكان الكثير ممن لم يكن لهم سوابق إجراميه فيه وكان ولائهم للوطن وليس للطاغية أن يشغلوه لحين الغربلة.


4- مقتدى الصدر.
وهو الموضوع الرئيسي لمقالنا هذا.
حدثني أحد القريبين من الواقعة ما يلي..
دخل حازم الشعلان ( وزير الدفاع في حكومة أياد علاوي ) مكتب علاوي غاضباً وبيده ورقة إستقالته. بعد أن قدمها إلى رئيسه قال. أرجوك الموافقة عليها فلقد صرت لا أطيق الوضع، فكلما هيئت جنودي للقضاء على مقتدى وأعوانه وأعلنت ذلك لوسائل الإعلام وإذا بقائد أمريكي يحذرني من القيام بالمهمة ويهددني بضرب جنودي من الخلف لو لم أنفذ أوامره. لست خائفاً على نفسي ولكني لا اُريد لرجالي أن يقتلوا غدراً..
وأضاف قائلاً عن لسان الشعلان: لو لم نقض على هذا الأرعن وجماعته لما قاموا ويقومون به يومياً من أفعال إجرامية حالاً، عندئذ يحق للذين يصفون ملاحقتنا للإرهابيين في فلوجة بالطائفية، أن يؤكدوها
فإلى جانب مذكرة قبض بحق مقتدى لإصادره أمر قتل الشهيد عبدالمجيد الخوئي. فلدينا وثائق تؤكد بعثية غالبية جيشه المهدوي وتعاونه مع هيئة علماء المسلمين كي لا تطبق الديمقراطية والحرية والمساوات في العراق الجديد لأنها مخالفة لشرائعهم الدينية.!!!


يقول أحد العارفين بخفايا تقريب النظام السابق لمحمد صادق الصدر ( والد مقتدى ) اليه. هي أن المرحوم ( ابو القاسم الخوئي ). والد الشهيد عبدالمجيد الخوئي. رفض طلب الطاغية صدام بقبول عناصر بعثية في مدارس الحوزة العلمية النجفية. فسأل عن الذي يمكن الأعتماد عليه. على أن يكون بدرجة ( آية الله ) لتهميش دور المرحوم الخوئي كمرجع شيعي فأشير له (محمد صادق الصدر) الذي هو إبن عم الشهيد محمد باقر الصدر. الذي يقال بأن صدام و أخيه برزان، هما اللذان قاما بقتله مع شقيقته بنت الهدى بعد تعذيبهما.
يسترسل الملم قائلاً..
أن أجهزة الأمن قدمت لصدام سيرة حياة محمد صادق الصدر بعد إعدام إبن عمه. إذ لم يروا عليه أية علامة تأثر لمقتله و لا في تصرفاته ما يدل على أنه يعمل ضد النظام. بل العكس يبدوا وكأنه تخلص ممن كانت الأضواء تتجه اليه دون عائلته لذلك فهو الشخص المؤهل لتمرير ما يهدف اليه النظام لتمزيق تآلف الطائفة الشيعية.
وصار لصدام ما رفضه ( الخوئي ) عندما قبل محمد صادق الصدر كل المبعوثين من طرف النظام في مدارس حوزة النجف الأشرف ليصيروا بعد تحرير العراق جنود ( المهدي ) في جيش مقتدى للإساءة إلى سمعة الطائفة كناكري جميل لمن خلص العراق من الذي اُلصقت به الطائفة الاُخرى زوراً..
قد يتساءل البعض ما هذا الهراء. إذا كان ذلك صحيحاً فلماذا قام صدام بقتله؟؟؟؟
الجواب يعتمد على نظرية ( المؤآمرة ). الموثقة في هذه الحاله. وهو.
المع والضد يتفق على أن صدام حسين هو نتاج أمريكي محض. ولما أكتشفوا بأنه أخذ ( يتريش ) قرروا التخلص منه. وهكذا فعل هو بوالد المعتوه بعد أن جاءه ( الوحي ) ( كما كان دوماً ) لقتل من يشك في أنه أخذ ( يلعب إبذيله ).
إيران هي التي دفعت المعتوه ( مقتدى ) لقتل عبدالمجيد الخوئي تخلصاً من المواقف والطروحات التي إرتشفها من والده بحصر المرجعية الشيعية في النجف الأشرف وليس ( بقم ) التي هي قبلة عائلة ( الصدر ) كما قريبهم في لبنان حسن نصر الله..
التخلص من متقدى وجيشه المهدوي، إنما هو إجتثاث لبذور الخبث الإيراني من على أرض العراق المقدسة وبعده لا طائفية تذكر عند ملاحقة الإرهابيين والقتلة. لأي دين ومذهب إنتموا..
مخطيء من إعتقد أن أحد الذين نفذوا حكم الإعدام بالطاغية هو المعتوه ( مقتدى ). فلو دققتم بالفيلم جيداً لسمعتم تلفظ صدام بإسم مقتدى متهمكاً عندما هتف المعتوه. الذي كان أمامه بحياة والده.
لو قدر لصدام المزيد من الوقت لأكمل قائلاً
ألم تكن أنت الذي أتيت بعباءة والدك ( المتبركة ) لولدي عدي في المستشفى بعد إصابته؟؟
فيا أيتها الخطة الأمنية الجديدة. تؤكلي على الله وإبدأئي بفدائي صدام وقائدهم الإيراني الهوى مقتدى ولا تنسي المرور على آولئك الذين مذهبهم غير العراق...


محمد عمر علي