الرئيس بشار: فخامة الرئيس اهلا و سهلا فيك في بلدك الثاني سوريا ونتمنى ان تشکل هذه الزيارة انطلاقة طيبة للعلاقة بين بلدينا وشعبينا على کل الاصعدة.


الرئيس طالباني: اشکرك فخامة الرئيس على هذه الحفاوة البالغة التي استقبلت بها وکل هذا الترحيب الحار الذي لم ولن نستغربه عن سوريا. في الحقيقة کانت سوريا على الدوام بمثابة البلد الاول لي حيث کنت على الدوام وعلى مدى العقود المنصرمة اتلقى انا کجلال الطالباني ومعظم العراقيين کل الدعم من سوريا الشقيقة رئيسا وحکومة وحزبا وشعبا، لقد کان الرئيس الراحل حافظ الاسد رحمه الله الذي جمعتني به ساعات لاتحصى من اللقاءات والاجتماعات خير صديق وحليف لي شخصيا ولکل العراقيين. وانا ايضا کلي امل ان تتوج هذه الزيارة مرحلة جديدة بيننا وان نبدد الغيوم الداکنة التي تتجمعت في سماء هذه العلاقات بعد سقوط صدام.


الرئيس بشار: لکن مع السف هذه الغيوم کانت تاتي دائما من الجانب العراقي حيث کانت تاتي على شکل اتهامات ظالمة ومستمرة منکم انتم والامريکان باننا نقف وراء احداث العنف في العراق.
الرئيس الطالباني: انا شخصيا لم اتهم سوريا يوما بذلك واذا عدتم الى تصريحاتي ترون اني کنت دائم الحرص على الاشادة بسوريا وبالدعم الذي تلقيناه منا قيادة وشعبا، فکيف بنا الاساءة الى تلك العشرة وبعد ان شربنا من مية الفيجة..؟ اما فيما يتعلق باحداث العنف في العراق فاننا لم نتهم سوريا کدولة لکن کانت هناك دائما دلائل على من يستغل سوريا وحسن ضيافتها للانطلاق منها لممارسة العمليات الارهابية في العراق.


الرئيس بشار: فخامة الرئيس خلينا نکون صريحين هناك في العراق اعمال ارهابية تحدث وربما انطلق بعض منها عبر سوريا، وهذا شيء ادناه وندينه دائما، لکن هناك ايضا عمل مقاوم للاحتلال وهذا عمل شريف لايسعنا الا ان ندعمه ونسانده ونبارکه.


الرئيس الطالباني: اذن فخامة الرئيس خلينا ننطلق من هذه النقطة کبند اول لجدول اعمال اجتماعنا هذا، وطالما هناك اقرار منکم بان بانطلاق کلا النوعين من العنف من او عبر سوريا فانه يتوجب علينا ان نتوصل الي تصور مشترك اکيفية التعامل معهما وبالتالي الى قيام الاليات المناسبة لطريقة التعامل تلك. بالنسبة للمقاومة نحن کنا انفسنا مقاومين ونقدر مشروعية العمل المقاوم لاسيما عندما لاتکون هناك وسيلةاخرى للنضال السياسي. نحن في العراق الجديد نفتح الباب امام کل من يريد المشارکة في العملية السياسية وان نعمل معهم على انهاء الاحتلال، وانا ارى على سبيل المثال بان المکان الطبيعي لقيادة قطر العراق لحزب البعث هو ارض العراق والمشارکة في العملية السياسية. اما بالنسبة للارهاب الاتي الينا عبر سوريا والذي اکدنا دائما على عدم تورط سوريا في ذلك فانه يتوجب علينا اقامة اليات مشترکة محکمة لوضع حد له.


الرئيس بشار: انا في الحقيقة سعيد لسماع هذا الکلام ومتفق معه، لاسيما بالنسبة للشق الاول المتعلق بالحوار مع المقاومة العراقية، والذي لابد ان ياخذ مسارا تفاوضيا وتصالحيا ولا مانع لدينا من ان نستضيف مثلا مؤتمرا للمصالحة بينکم وبينهم هنا في دمشق وستلقون کل الدعم مني شخصيا ومن الدولة السورية. اما بالنسبة للعمليات الارهابية التي تقولون انها تنطلق من سوريا ومن دون علمنا فان ذلك يحدث في الحقيقة ليس فقط عبر سوريا، بل عبر کل الدول المجاورة لکم، ومع ذلك فاننا لم يکن يوما لدينا مانع من العمل المشترك لمواجهة ذلك وفي الاتجاهين لاننا ايضا في سوريا نواجه بعض الانشطة الارهابية القادمة الينا عبر الحدود مع العراق.


الرئيس الطالباني: اذن اقترح فخامة الرئيس تشکيل لجنة مشترکة برئاسة وزيري الداخلية للشروع مباشرة في تناول ملف الارهاب والانشطة الارهابية وبحث امکانية الاليات المناسبة لذلك. اما بالنسبة لملف کيفية تناول موضوع دعمکم للمعارضة والمقاومة فانا اود ان استمع الى شروطکم وافکارکم في هذا المجال.


الرئيس بشار: بالنسبة لملف الارهاب لا مانع لدي من تشکيل هذه اللجنة على ان تراعي مخاوف البلدين في هذا المجال کون الامر ليس في اتجاه واحد بل في الاتجاهين. اما بالنسبة لموضوع المقاومة العراقية فلا شروط لنا حول ذلك، فنحن ندعم کل ما من شانه ان يقرب فيما بينکم وان تتفقوا وتتوافقوا معهم على ما هو الخير للعراق ولسيادة العراق و وحدته و خلاصه من الاحتلال.


الرئيس الطالباني: فخامة الرئيس انا في الحقيقة ممنونك حول هذه النقطة وساقوم شخصيا بلقاء وحوار کل عراقي معارض في سوريا يود المساهمة في العملية السياسية الجارية في العراق والعمل معنا على انهاء الاحتلال، وسابدأ مع الاخوة في قيادة قطر العراق، لاسيما وان البعض منهم اصدقاء و رفاق قدامى. في الحقيقة انا متفائل جدا في هذا المجال بعد مبارکتکم لمثل هذا التوجه. اما بالنسبة للشق الامني فان لدى الاخ وزير الداخلية قائمة باسماء بعض المطلوبين من ازلام النظام السابق من الموجودين في سوريا ويستغلون حسن ضيافتکم لهم ومتورطين في اشاعة الارهاب في العراق، ارجو ان تاخذوا مطالبتنا لهم بعين الاعتبار لما يمثلوه من خطر مباشر على امننا في العراق.


الرئيس بشار: ليس لدي فکرى عن الموضوع وعن هذه الاسماء، لنترك الامر لتقدير وعمل اللجنة الامنية المشترکة وندرس الامر بعد ان ترفع تقريرها.


الرئيس الطالباني: حسنا سنبت في الامر في اجتماعنا القادم. ولدينا ايضا فخامة الرئيس طموح في مساهمة سوريا في اعادة بناء العراق من خلال الشرکات السورية واستثماراتها في العراق وکذلك تنشيط الحرکة التجارية والنقل والثروة المائية، واقترح المباشرة في قيام لجان في هذه المجالات.


الرئيس بشار: هذا من واجبنا في سوريا تجاه العراق ومن دواعي سرورنا و ساعطي الضوء الاخضر لکل المسؤلين في الدولة لتسهيل کل ما يتطلب ذلك و يا اهلا و سهلا.


الرئيس الطالباني: شکرا جزيلا فخامة الرئيس وهذا هو ما عهدناه من سوريا دائما. لدي في الحقيقة امر اخر مهم اود بحثه مع فخامتکم وهو ما هو ممکن ان اقوم به لخدمة قضية الحوار بينکم وبين الولايات المتحدة الامريکية والذي هو بلا شك امر تعتبرونه غاية في الاهمية والخطورة بالنسبة لامنکم وامننا وامن المنطقة.


الرئيس بشار: اولا اشکرکم على هذه البادرة، لکن المشکلة يا فخامة الرئيس ليست عندنا بل عندهم، انهم لايريدون الحوار، وان ارادوه فسيريدونه بشروطهم، وهذا مالايمکن ان نقبل به.


الرئيس الطالباني: لقد جاءني في الحقيقة السفير زلماي مودعا في الاسبوع الماضي في مقر اقامتي في کوردستان ونقل لي وبالحرف الواحد رغبة ادارته في الشروع في الحوار معکم حول العراق، وعندما سالته عن شروطهم قال لا شروط لنا فيما اذا اقتصر الحوار على العراق فقط.


الرئيس بشار: وهذا هو شرط بعينه، ونحن في سوريا لا نؤمن بتجزئة الحلول والمشاکل، فامور المنطقة ومشاکلها حسب تصورنا مترابطة متداخلة متشابکة لايمکن تجزئتها، وعلى اية حال لم نوصد نحن يوما باب الحوار واهلا و سهلا فيهم متى ارادوا وجاؤوا فهم يعرفون عنواننا وان ارادوه بلا شروط فاهلا وسهلا وان جاؤوا بشروط فلنا نحن ايضا شروطنا.


الرئيس الطالباني: اذن لا تقبلون بالحوار اذا اقتصر فقط على العراق


الرئيس بشار: لا انا قلت اما بلا شروط او بشروط متبادلة، اي باتفاق مسبق على جدول الاعمال.
حسنا فخامة الرئيس سانقل ردکم هذا مع التاکيد على استعدادي الکامل والدائم لبذل کل ما يطلب مني لخدمة قضية الحوار بينکم وبين الامريکان في اي وقت، فانا قلبي على سوريا کما هو على العراق.


الرئيس بشار: شکرا شکرا فخامة الرئيس و اهلا سهلا فيك في الشام. اتمنى لك وللاخوة اقامة طيبة وانشاالله نبحث بقية المواضيع في الجولة القادمة.


الرئيس الطالباني: شکرا لکم فخامة الرئيس.

آسوس جمال قادر

[email protected]