أعلن بوش عن إستراتيجيته الجديدة في العراق وإرسال عشرين ألف جندي أمريكي الى هناك ويهدف من وراء هذه الإستراتيجية كما يدعي لدعم القوات الأمريكية وقال إنها لحفظ أمن بغداد وبمعنى آخر أنه يريد تركيز هذه القوات في بغداد وعلى ما يبدو لإحتواء المقاومة العراقية المتزايدة والدليل ماحدث الأسبوع الماضي في شارع حيفا بوسط بغداد حيث قصفت الطائرات بعض المواقع قيل أنها مأوىً لبعض الإرهابيين.

يبدوا أن شبح الفشل يطارد بوش في العراق ولهذا أعلن عن عزمه لإرسال مزيد من الجنود وهذا إعتراف ضمني بالكثير من الأخطاء التي كانت نتيجتها الفشل الأمريكي، وهذا يجعلنا نتساءل، هل إرسال القوات للتصدي للدعم الإيراني للميليشيات الشيعية هناك؟ أم أن ذلك للتصدي للدعم السوري للمقاومة العراقية؟، يبدوا أن هناك تحضير ليس فقط لإيقاف الدعم السوري والإيراني بل لضرب إيران أوسوريا أو كلاهما، ونفكر في ذلك ضمن كلمة إستراتيجية وهذا يعني أن الخطة طويلة الأمد وكلما تطرق بوش الى الوضع في العراق فإنه يؤكد على عدم الإنسحاب من هذا البلد قبل أن تتحقق الأهداف التي من أجلها كان الغزو.

ولنجاح خطته الإستراتيجية كان لزاماً عليه إجراء بعض التعيينات الجديدة للإدارة الفاشلة وهذا تسويق لفكرته قبل أن يترجل عن قيادة أمريكا والتيار اليميني المتطرف الذي عاث في العراق فساداً وفي أفغانستان والصومال وغيرها من البلدان وكأن بوش لم يرتوِ من الدماء العربية والإسلامية.

وشملت هذه التعيينات قائد جديد للقوات الأمريكية في العراق كما أنه عين وزير جديد للدفاع خلفاً لدونالد رامسفيلد، وشملت أيضاً نغروبونتي الذي إستلم حقيبة الإستخبارات المركزية، كما عين أيضاً زلماي خليل زاد كمندوب لأمريكا لدى الأمم المتحدة خلفاً لجون بولتون الذي إستقال من منصبه.

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو، هل سينجح؟، أم سيفشل؟، ولاسيّما أن الديموقراطيين أصبحوا أكثرية في مجلس الشيوخ، فإذا نجح فإن ذلك يعني أن الديموقراطيين موافقون على إستراتيجيته الجديدة، أما إذا فشل فهذا يعني أن الديموقراطيين غير موافقون على تلك الإستراتيجية.

أحد المحللين يقول إن تعزيز القوات هو لتأكيد الإنسحاب للقوات الأمريكية في نوفمبر2007م، كما حدد الموعد الرئيس بوش نفسه برغم أننا نشك في هذا الموعد الذي قد يتأجل مرات ومرات، أما البعض الآخر من المحللين فيقولون إن إرسال المزيد من القوات لمزيد من الدمار والقتل في العراق أو لجر إحدى دول الجوار الى الساحة ليبرر إستمرار وجود القوات الأمريكية التي تعالت الأصوات لسحبها أو ليبرر ضرب تلك الدولة، ويبدوا أن الزيادة لفشل مهمة المالكي وقواته التي أفصحت عن طائفيتها وفئويتها ونفهم ذلك من سياق تهديدات كونداليزا رايس لحث المالكي للوفاء بتعهداته.

وهنا يخطر على البال السؤال التالي، هل هناك علاقة بين إعدام صدام حسين وتصاعد المقاومة؟ أم أن هناك علاقات أخرى؟، فإذا كان الجواب بنعم فإن الحاجة الى المزيد من القوات أصبح ضرورياً من وجهة نظر القادة العسكريين لحسم الموقف، أما إذا كان الجواب بالنفي فهذا يعني أن زيادة القوات لتثبيت الإحتلال تمهيداً لتقسيم العراق الى دويلات طائفية متناحرة ليبقى العم سام مسيطراً على خيرات المنطقة ويبقى إعدام صدام حسين عبرة لمن يريد أن يعتبر.

مصطفى الغريب