لا أدري متى ولكن الأكيد هو منذ أمد بعيد وشيعة علي يشقون رؤوسهم بالسيوف ويدمون ظهورهم بالزناجيل ويحمرون صدورهم باللطم وتبح أصواتهم بصراخ / يا ليتنا كنا معكم /..
معلنين بكل ذلك، أسفهم لعدم تواجدهم مع إمامهم الحسين وآل بيته السبعون ( ع ) في ساحة الوغى حين طُوقوا من قبل عدة آلاف من جيش بين اُمية في واقعة الطف بكربلاء قبل 1400 سنة. عارضين عليه الخيار ما بين مبايعته ليزيد كخليفة على المسلمين او القتل. فرد بمقولته الشهيرة / لو ان دين محمد لا يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني / فأستشهد مع كل رجال وأطفال آل بيت رسول الله وأنصاره القلائل ليمثل بأجسادهم الطاهرة شر تمثيل...
( كنا ) فعل ماضي ووجوده بعد يا ( ليتنا ) يجعله تعجيزياً. بل مستحيلاً لا يتمسك به سوى من يدرك جيداً إستحالة حدوثه لذلك فالإصرار على إطلاق الجملة في كل ذكرى عاشوراء ليس إلا هروباً من ما يجب عمله بترجمة الأهداف التي ضحى الإمام من أجلها لحياة الدنيا. بناءها ونشر الحب والسلام فيها..
الرسول هو الذي بشر الحسين بالجنة وجعله سيد شبابها. فيا لها من منزلة. فلماذا إذن كل هذا النحيب وجلد الذات لإستشهاده..
تمنعوا جيداً بنبوءة الرسول في قوله ( سيد شباب الجنة ). أي أنه تنبأ بموت الحسين وهو شاب. وهذا ما له حدث قبل أن يصير كهلاً او هرماً فوجبت ( الهلهلة ) له وليس ( الولولة ) عليه، التي يرتزق الدجالون بمناقبها اليوم..
من منا لا يأمل نفسه الذائقة الموت بجوار الحسين وآل بيته؟!!..
كم كان كبيراً الشيخ أحمد الكبيسي في رده على أحد المتصلين ببرنامجه حين عاتبه لذمه قتلة الحسين وآل بيته بقوله.
( يا بُني لا أرد عليك إلا بالدعاء لك في أن تحشر مع قتلة الحسين وأن اُحشر أنا معه )..
فيا سادة يا كرام.
إتركوا صراخ / يا ليتنا ( كُنا ) معكم / الماضوية..
وإدعوا لأجل أن ( تكونوا ) مع خلودهم في المستقبل بعد عمر مديد..

حسن أسد