بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 08-03-2007م إنطلقت القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة في إبراز دور المرأة في هذا القرن وأعلنت الأمم المتحدة أن العنف بحق النساء مستمر في جميع القارات والثقافات وهو إعتراف بإخفاق جميع دول العالم في معالجة مشاكل المرأة وما تتعرض له من تمييز وعنف وإنتهاك لحقوقها في كل المجالات وهو إعتراف لم يكبح جماح إستغلال النساء ووقف العنف ضدهن.

وإنتشرت الظواهر السلبية الشاذة والممارسات التعسفية الأمر الذي يحتاج الى أن تبذل الجهود الحكومية لمحاربة تلك الممارسات ولابد أن تبذل الجهود الإجتماعية لتحرير المرأة من الرجل الذي إستغلها أبشع إستغلال وأستخدمت المرأة في وسائل الدعاية والإعلان لترويج العديد من المنتجات بهدف زيادة المبيعات والنمو الإقتصادي وأصبحت المرأة كسلعة تباع في سوق النخاسة وأستغلت المرأة أيضاً في دور البغاء ومنحت العديد من الحكومات تراخيص لإفتتاح تلك الدور وممارسة الأعمال الجنسية مقابل حفنة من الدولارات.

كما أستغلت المرأة في الأفلام الإباحية تحت مسمى الفن وعلى مرأى ومسمع الجميع ولم تحارب تلك الممارسات الشاذة بحق المرأة بل أصبحت سمة من سمات هذا العصر الذي يسير فيه العالم نحو الهاوية ولم تسن القوانين الصارمة التي تمنع أمثال تلك الأعمال المشينة بحق الإنسانية والحضارة المادية.

وهناك تمييز ضد المرأة في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية وغيرها في كثير من الدول وكأن المرأة مخلوق من جنس آخر كما أن التمييز واضح ضد المرأة في مجالات كثيرة من العمل والتمييز في معدلات الأجور رغم أنها تؤدي نفس العمل وبكفاءة أكبر في مجالات كثيرة وتستقبل مؤسسات رعاية المرأة العديد من الحالات التي تتعرض فيها المرأة للعنف والتحرش الجنسي وكذلك ظهرت في العديد من الدول ظاهرة زنا المحارم والتحرش الجنسي ضد النساء وتستقبل بعض العيادات الخاصة حالات كثيرة وقد تكون الأسباب الموجبة لهذا العمل كثيرة منها قسوة الآباء والأمهات بحق المرأة ويتقبلها المجتمع ولايستنكرها لأن بعض العادات والتقاليد تقوم على تهميش دور المرأة في المجتمع.

ومن الأسباب أيضاً رفقاء السوء والفقر والجهل والقنوات الفضائية الهابطة وضعف الوازع الديني وعنف زوجة الأب وعدم وجود قوانين وأنظمة كافية وضعف عنصر الجزاء فيها فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

وفي العديد من الدول تنتشر فيها جرائم الشرف بحق المرأة رغم أن الفاعل هو الرجل وتتعرض المرأة للزواج القسري وبالإكراه وفي بعض الدول تمنع المرأة من الخروج للعمل أو الى الأسواق أو الأماكن العامة.

وتتعرض المرأة الفلسطينية في سجون الإحتلال لشتى صنوف التعذيب والتحرش الجنسي والعنف والقسوة وماتزال السجون الإسرائيلية تعج بالعديد من الأمهات من النساء والفتيات.

وفي العديد من الدول تضاعفت حالات الإغتصاب ضد المرأة وكذلك إرتفعت أعمال العنف ضدها في الدول المتقدمة كما في دول العالم الثالث وأصبحت المرأة ضحية الرجل وكأن منطق القوة هو السائد في هذا القرن من الزمان وهناك جرائم كثيرة تتعرض لها المرأة كظاهرة الختان المنتشرة في كثير من الدول الأفريقية العربية منها وغير العربية.

وفي بعض الدول تمنع المرأة من قيادة المركبات وكأنها أصبحت حكراً على الرجال وحدهم رغم أن الأديان السماوية لم تمنع المرأة من القيام بأعمالها مساوة للرجل الذي يتمتع بالكثير من الحقوق ويمتنع عن آداء الواجبات التي ينبغي أن يلتزم بها.

والسؤال الآن ماهو دور المرأة في قبول أو معارضة الإنتهاكات ضدها؟، وكيف تتحرر من كل تلك الظواهر السلبية التي سوف تنعكس حتماً على مستقبل البشرية؟

ونوجه صرخة بإسم المرأة في وجه العالم ضد كل من يحاول إنتهاك حقوقها أو القيام بالعنف والتحرش الجنسي ضدها.

مصطفى الغريب

كاتب فلسطيني