بين قتل أبو القعقاع وجولة رون بن بشاي!
حجز المواطن السويدي ناصر الغزالي.

بالتأكيد نحن كسوريين لن يحالفنا الحظ في أن نعرف ماذا يجري في مدننا الرئيسية وفي وضح النهار. الصحافي الإسرائيلي الجريء رون بن بشاي وجولته التي قام بها في سورية، والتقط صورا له في ربوع وطننا الحبيب، الذي لا يستطيع أن يتسلل بالدخول إليه أي معارض سوري منفي قسرا أو طوعا، كما أنه بخروجه من سورية وعودته إلى إسرائيل سالما غانما، كما يقال عندنا نحن العرب. وبعد عودته بأيام تمكنت المخابرات السورية من منع الناشط الصديق ناصر الغزالي مدير مركز دمشق للدراسات الحقوقية والمدنية*، والمقيم في السويد ويحمل الجنسية السويدية أيضا!


حيث كان ناصر الغزالي في جولة داخل سورية ضمن وفد اللجنة العربية لحقوق الإنسان بخصوص وضع اللاجئين العراقيين في سورية- وهذا الخبر على ذمة المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان. أنا شخصيا لست ضد فتح البلد أمام الصحافة الإسرائيلية. ولكن هذه الخطوة تحتاج إلى دراسة اقتصادية، من مالك الاقتصاد السوري! يدخل السيد رون بشاي ويخرج مع صوره ولقاءاته بالمواطنين السوريين، والإعلام الرسمي السوري! يعتقد أن الأمر حدث في بلد آخر. وأنا حمدت الله أن الرجل خرج قبل أن تكتشفه المخابرات السورية، وإلا كنا الآن أمام أعراس وطنية على قدرة مخابراتنا من جهة، وأمام وضع تتدارس فيه القيادة السياسية بماذا ستستبدل رون بشاري قبل أن تعيده إلى إسرائيل؟ ربما بإلغاء المحكمة الدولية؟ أو بإعادة الجولان المحتل؟ أو الضغط من أجل انتخاب العماد ميشيل عون رئيسا للبنان؟ فالخيارات كثيرة! والتي لم تمنع أيضا من اغتيال رجلهم المدعو أبو القعقاع في وضح النهار وفي مدينة حلب! بعد خروجه مؤمنامن صلاة الجمعة! وأمام حشد من المصلين، ومن تلامذته، اكتشفنا أن له تلاميذ أيضا، وهم من قاموا بالقبض على الجناة وتسليمهم للأمن السوري، وها نحن ننتظر نتائج التحقيق! الذي يقول بعضنا، ويتراهنون على أن التحقيق سيخلص إلى نتيجة مفادها- أن القاتل مختل عقليا!

والنائب السابق المعارض رياض سيف! محاصرا بمرضه العضال، ممنوع من السفر للعلاج. كحال بقية النشطاء السوريين الممنوعين من السفر. وأنباء تتسرب عن لقاء برعاية قطرية أميرية بين السيدة وزيرة خارجية إسرائيل والسيد وزير الخارجية وليد المعلم، في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة- كان ينقص السوريين وساطات قطرية! رغم نفي الخبر من قبل كل الجهات، ولكن ما يهمنا هنا هو تسريب الأخبار عن سورية، فكل شيئ بات قابل للتصديق بعد أن ينظر المرء إلى هذا الجزء من اللوحة السورية الآن. ومن لا يعرف أبو القعقاع فهو من أشد المتحمسين للإرهاب في العراق وفلسطين ولبنان!

وتسربت أنباء عن علاقته بفتح الإسلام لم يتم التأكد منها. وهو أيضا من ساهم كثيرا في إرسال شباب سوريين للموت في العراق. والرجل له موقف من المحكمة الدولية في اغتيال رموز الاستقلال اللبناني، ويعتبرها وسيلة من وسائل الضغط على سورية. كما أن له دروس في المسجد، ومديرا للثانوية الشرعية في حلب، ولا يستطيع رجل تسلم هذا الموقع! إلا إذا كان من عظام الرقبة! ومرضي عنه تماما. نعتقد أن هذه اللوحة تشير بما لا يدع مجالا للشك مدى الهشاشة التي وصل إليها وضع البلد هذا من جهة، ومن جهة أخرى يشير إلى أن السلطة لا تريد أن تمتلك ولو حدا أدنى من إرادة الإصلاح، ولا تريد التراجع قيد أنملة عن سياساتها الأمنية وغير الأمنية في التعاطي مع أوضاع البلد سواءا كانت عادية أو حساسة.
* ومن المعروف أن الصديق ناصر الغزالي له موقف متشدد جدا تجاه السياسة الأمريكية في المنطقة. ومن قدماء الناشطين في مجال حقوق الإنسان في سورية والوطن العربي.

غسان المفلح