وكما فضائح مطربة البوب الأمريكية المراهقة برتني سبيرز،التي ما فتئت أن تكرس نفسها كوجه للحضارة الاجتماعية الفنية الأميركية فمن فضيحة مثيرة حتى تأتي بأخرى تتقدم على الفضائح المسبوقة،وهكذا وأرجو أن يكون الربط موفقا ً،نجد الجهالة في المجتمعات الشيعية التي تعيش في جنوب العراق على الخصوص،وإذا كانت تخمة الغنى والظروف النفسية التي تتبعها هي التي تدفع ببرتني سبيرز أن تتصرف على النحو الذي نراه،كونها مشهورة في كل العالم وخاصة في أوساط المراهقين،فأن العوز المادي والثقافي والروحي والتربوي هو الذي يدفع بمراهقين مثل سنها في العراق الجنوبي لكي يموتوا الآن،فرسول المهدي المنتظر قد ظهر وأعلن عن نفسه،على الرغم من إن رسول المهدي السابق الذي تم قتله مع أتباعه وهو عبد الزهرة الكرعاوي خريج أكاديمية الفنون الجميلة / بغداد قسم المسرح ومغني غير محظوظ حسب ما يقال، أما رسول المهدي المنتظر الجديد هو مهندس مدني من البصرة واسمه أحمد حسن ويلقب نفسه باليماني،ولقب اليماني يرتبط بخرافات شيعية تقول أن شخص أسمه اليماني سوف يسبق ظهور المهدي بسنوات ليجيش جيوشه ويعد العدة لانتصاراته،والله أعلم والعالمين في أمور الدنيا وليس الدين.

صرعات المجتمع الجنوبي العراقي ترتبط شديدا ً بالمذهب الشيعي،وحسب التخلف الجاري وعدم المسؤولية والبطالة الهائلة وقوة السلاح وبيارق العشائر وفساد الشرطة وسطوة الحكومات المحلية التي يمثلها مجلس أعلى شيعي تابع لإيران،فالصرعات تلك تخرج على بقايا البشر من المتعلمين في الفكر والتقليد والعادات والسلوك وكأنها الفتح في الخروج من أزمات العصر الدامي الشاذ ّ،فحين ُتشكل المخدرات والعنف الداخلي السري وغياب العلم والموضوعية في مجتمعات مقموعة كالعربية السعودية والخليج،نرى إن المراهقين في مناطق عربية عديدة أما يلجئون إلي الانتحار قتلا ً وتقتيلا ً بوسائل الله التي يقربها ويقرها لهم شيوخ الدين السعوديين وشيوخ الدين الذين تستضيفهم قطر ودول أخرى،أو إلى الانتحار في الدفاع عن مجيء مخلص لهم من أولئك الفاسدين حسب تصور رجال دين آخرين،وكلهم أفذاذ في الدفاع عن دين واحد، هو الإسلام.

وفي الحالتين لانجد إلا ضحايا آخرين يضافون إلى ضحايا البشرية المعذبة، فالسنّة الوهابية يقتلون الشيعة في العراق والباكستان ولبنان باسم الإسلام الحنيف، بينما تقوم قيامة الشيعة في الرد العنيف في الخطب والدسائس وشج الرؤوس،فيظهر المهدي المنتظر بينهم بين الحين والآخر لكي يحمي رعيته ويخلصهم من الموت الزؤام على أيدي أعداء الإسلام،فالمهدي المنتظر له علامات قبل ظهوره ومنها فساد الناس وعدم طاعتهم لأنفسهم والله،وكذلك غيهم الشديد وظلمهم لأنفسهم وباقي الخلق،وهي الإيديولوجية السحرية نفسها التي تعتدمها بعض الفرق المسيحية في أميركا وباقي فرق الكنائس في البلدان والجزر المسيحية الأخرى في التنبؤ بظهور المسيح المخلص من الكوارث والفساد والمحن.

كان رسول المهدي الأول في العراق الأميركي هو الشاب المغني عبد الزهرة الكرعاوي، أما رسول المهدي الجديد فهو مهندس مدني من البصرة وأسمه أحمد حسن،وأميركا على ما يبدو تحب ٌ الصرعات الفنية والدينية،مما أنتج حبا ً لدى حلفاؤهم من الشيعة العراقيين في الإقتداء بفنون الصرعات التي أما أن تخلف الدماء الكثيرة أو الغباء الهائل.

واصف شنون