رسالة إلى الإخوة التركمان..تزامنا مع زيارة رئيس الجمهورية الى كركوك

كان يوم الثاني عشر من الشهر الحالي، الذي صادف الجمعة الماضية، وبالرغم من الفاجعة الأليمة التي ألمت بكركوك، جراء الإنفجار الذي وقع في مطعم عبدالله، يوماً مميزاً لتركمان كركوك، لأن رئيس الجمهورية ومع أنه كان يسأل باستمرار عن أحوال المصابين ويبدي أسفه لحدوث هذه الكارثة، ففي الوقت نفسه، إجتمع مع أربع مجاميع تركمانية تمثل الساحة السياسية التركمانية.
كنت حاضراً في قسم من هذه اللقاءات ورأيت مدى حرص رئيس الجمهورية على سماع آرائكم ومطاليبكم، بل رأيت عن كثب كيف يحيل أمام أنظاركم، المسائل الإدارية منها الى المسؤولين في إدارة كركوك بشكل منفتح ويجد لها الحلول بشكل مباشر، كحكم بينكم.
ورأيت حينما بحثت مسألة إستخدام اللغة التركمانية، فإن فخامته أعرب عن مساندته لكم، مع إن المسؤولين في كركوك أوضحوا أن هذه المسألة عند الحكومة الفدرالية في بغداد ولم ترد عليها حتى الآن، وسمعنا جميعاً حين أمر بتلبية هذا الطلب أينما تستطيع الإدارة ذلك وفق الدستور.


سمعت حينما تم التطرق إلى الإتفاقية الأخيرة بين الأطراف السياسية في كركوك حول نسبة متفق عليها لتوزيع المناصب والوظائف الإدارية، فإن رئيس الجمهورية أعرب عن دعمه لهذا الإتفاق بحيث يتم توزيع المناصب في كركوك من أعلاها الى أدناها، وبهذا الصدد سمعنا معاً رد المسؤولين الإداريين في كركوك أن التأخير والقصور يرجع الى الحكومة الفدرالية في بغداد.


كما سمعت عتب مسؤول حزبي تركماني في قضاء داقوق بأنه لم يتم تعويض عدد محدد من المتضررين في ذلك القضاء وفق المادة 140 وكذلك توضيح ممثل المادة 140 الذي قال بأنه منذ مدة لم تبق الأموال لدى لجنة التعويضات ولم ترسل حكومة بغداد اي مبلغ للتعويض، وليس من المقرر ارسال اي مبلغ من بغداد بهذا الخصوص حتى اقرار ميزانية العام المقبل.


من جانب آخر سمعنا معاً رأي رئيس الجمهورية الذي قال أن العدالة في كركوك تتحقق بتقديم المزيد للتركمان لأنهم الأكثر تضرراً.
كما دعا رئيس الجمهورية ممثلاً عن حكومة إقليم كردستان وهو وزير الإعمار، لحضور جانب من الإجتماعات وأوصاه أمام جميع الحضور بأن تولي حكومة الإقليم إهتماماً أكثر بالمناطق والأحياء التركمانية في كركوك مثل حي تسعين وقرية بشير.
لم أقدم هذه الأمثلة لنقل أخبار الإجتماعات الى القراء، بل أقصد منها الإشارة الى أنه حينما تسود روح التفاوض والتفاهم والتقارب والإجتماع والعمل المشترك لخدمة كركوك والكركوكيين، فان الكثير من المشاكل الموجودة في كركوك الى اليوم والتي هي موضع إنتقاد جميع الأطراف سوف تعالج، مثل مسألة تعويض المتضررين من سياسات الترحيل القسري للتركمان والكرد من كركوك، والجلب القسري للعرب وكذلك التباطؤ في عمل لجان حل النزاعات الملكية الذي أصبح مشكلة لإدارة كركوك، وتنفيذ المشاريع العمرانية في المدينة والأقضية والنواحي والقرى التابعة لها، لأن دوائر كركوك تواجه الكثير من المشاكل حين تريد تخصيص قطعة أرض لبناء مؤسسة خدمية مثل مدرسة او مستشفى.


وهذه الروحية التي برزت بجهود جميع الأطراف وخاصة جهود رئيس الجمهورية الذي يعمل منذ مدة طويلة بهذا الإتجاه، هي بداية مشجعة ومفرحة وعلى جميع مكونات كركوك ولاسيما الأحزاب السياسية التي لها تمثيل في مجلس المحافظة والأقضية والنواحي، التمسك بها وجعلها أرضية مثمرة لمعالجة جميع القضايا الأخرى في كركوك بما فيها مسألة تنفيذ المادة 140 بشكل يصب في مصلحة الكركوكيين ومصلحة جميع العراق في الوقت نفسه.


وفي ختام هذه الرسالة، أذكر ممثلي التركمان بمقترح رئيس الجمهورية الذي أوصى بتشكيل وفد مشترك من تركمان كركوك للذهاب الى بغداد وحل المشاكل العالقة هناك عن طريق التحاور مع رئيس الوزراء، وأبلغهم بأن فخامته سيكون داعماً لهم هناك أيضاً ويسخر جهوده ونفوذه بهذا الإتجاه.
ايها الاخوة.. أليس ما حدث يوم الجمعة الماضيـ، الذي كان يوم التركمان بامتياز، بداية لظهور افق جديد؟
نحن نراه كذلك ومتأكدون من أنكم أيضاً سترونه بهذا الشكل.

آزاد جندياني
*قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني