يقوم العقل السياسي العربي بمهاجمة الرئيس بوش مستخدماً جملاً انشائية جاهزة وشعارات ايديولوجية عدوانية بعيدة عن الواقع وادائه السياسي الهادف الى خدمة مصالح وطنه الولايات المتحدة الامريكية، ويتم النظر اليه كما لو انه يعمل لحسابه الشخصي أو انه مجرد حاكم يتم اسقاط صورة حكام العالم الثالث عليه.


فالرئيس بوش يعمل ضمن سياقات مؤسساتية ضخمة يجمعها كلها هدف وطني واحد وهو العمل من اجل مصالح أمريكا في تحقيق المزيد من المكاسب، وتجنيبها الضرر، وهو محكوم بدستور وقوانين ورقابة صارمة من الكونجرس والصحافة والشعب، ولايمكن ان يتصرف على شاكلة حكام العالم الثالث مثلما يصوره العقل السياسي العربي.


والسؤال الذي يطرح نفسه في ختام الفترة الرئاسية لرئيس بوش هو : هل كان وطنياً مخلصاً لمصالح بلده؟

والجواب نجده في طبيعة الاداء السياسي لبوش الذي أتصف بالأستجابة الشجاعة للتحديات الكبيرة التي هددت مصالح أمريكا، فالرئيس بوش تعامل مع الاخطار والتحديات التي هددت وطنه بدافع وطني شريف وهو خدمة مصالح بلده الولايات المتحدة الامريكية والدفاع عنها، وقام بالرد على هجمات الارهاب الاجرامية ضد امريكا وسحق جراثيم الارهابيين في العراق وافغانستان وطهر الارض من أعداد كثيرة منهم، واستمر في حربه الدفاعية المشروعة رغم كل الاعتراضات الغوغائية، وقاد حربه المقدسة من اجل السلام والأمن ومحاربة شرور الأرهاب ببطولة وبسالة رائعة.


وأهدى الرئيس بوش للشعب العراقي الحرية وانقذه من القمع والإبادة الجماعية، وماحدث بعد التحرير من مشاكل وفساد اداري ومحاصصة وقتال طائفي... يتحملها العراقيون الذين فشلوا في استثمار فرصة الحرية لبناء وطن يقوم على العدالة والقانون ومبدأ المواطنة والديمقراطية الحقيقية، وتتحملها ايضا المخابرات الايرانية والسورية التي دعمت الارهاب والمفخخات والحرب الطائفية... فبوش أنجز مهمته في تحرير العراق والبقية تقع على عاتق العراقيين الذي ترك لهم حرية تقرير مصيرهم.


لقد امتياز الرئيس بوش بعدة صفات رائعة من مزايا القادة العظام، فهو كان واضحا في أهدافه ومصمما وثابتاً في قراراته، ولم تثنه الأصوات المحتجة على ادارته عن مواصلة السير في محاربة الارهاب وحماية وطنه، وتحمل كامل المسؤولية من اجل مصالح بلده وهذا منتهى الاخلاص والوطنية.

خضير طاهر
[email protected]