وتتابعت المواقف العربية والدولية منددة بالمجزرة التي إرتكبتها القوات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، والتي سميت بالسبت الأسود.

وعم الغضب العارم مختلف الدول العربية من المواقف المتخاذلة لكثير منه الرؤساء الذين إشتركوا بمواقفهم التخاذلية لإبادة غزة والشعب الفلسطيني وخاصة الشعب المصري الذي هاله موقف دولته وتخاذل وخيانة رئيسها وحكومته ضد حصار غزة.

فبعد المجزرة المروعة التي أسفر عنها 300 شهيد فلسطيني فتحت السلطات المصرية معبرها بإتجاه الفلسطينيين الذين كانوا يموتون جوعاً بسبب الحصار المجحف بحقهم.. أليس كان الأجدر بالدولة المصرية أن تفتح معبر رفح للأحياء بدل أن تفتحه بإتجاه الأموات وتخفف بعضاً من معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر منذ عدة شهور وترحمهم من حصارهم الإبادي.

وكأن الدول العربية كانت تتفرج على مسرحية أعدت مسبقاً لإبادة غزة والشعب الفلسطيني الذي لا يملك حق الدفاع عن أراضيه ونفسه وتم تنفيذها من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لم تفرق بينه مدني وعسكري ولم ترحم المدنيين العزل الذين لا يملكون كسرة خبز ويناضلون ليبقوا فقط أحياء بوجه الحصار الوحشي لغزة الجريحة وتنتهي المسرحية بعد أن إتفقوا الدول العربية وقادتها على إجتماع مماطل بعد خمسة أيام كافية لتدمير كل ما تبقى من غزة المنكوبة وختمها بمجازر إبادية جماعية كهذه المحرقة الصهيونية التي تذكرنا بالمجازر التي كانت ترتكب بحق المدنيين اللبنانيين في جنوب لبنان كمجزرة قانا وغيرها من المجازر الكثيرة التي لا تنتهى ضد الشعب المناضل والمقاوم والصامد بوجه وحشية الإستكبار الخاشم.

وتعلو المواقف الرافضة لوحشية الإسرائيليين وبشاعة ضرباتها ليقف الشعب العربي ويتسائل أين كانت المواقف العربية قبل الآن؟!! هل كانوا في غفوة وسبات مؤقت برمجه العدو على مزاجه؟؟؟ أم إن تخاذلهم تركهم يخلعون الرداء العربي المقاوم ويلبسون رداء التخاذل والخيانهة ويتجردونه من كل إحساس وطني وعربي تجاه القضية الفلسطينية التي تريد إسرائيل محوها وإلغاء دولتها عن الخارطة العربية لتصبح دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة الموجودة على أراضينا الفلسطينية!!

وهذه الضربة المفاجأة لقطاع غزة ما هي إلا رد إعتبار لفشل القوات العسكرية في حربها ضد جنوب لبنان في حرب تموز التي إنتصرت بها المقاومة اللبنانية على وحشية العدو الصهيوني، ويريد هنا أولمرت أن يرجع الثقة لجيشه الجبان بإرتكاب المجازر بالشعب الفلسطيني المسالم الذي لا يملك حق الدفاع عن نفسه وأراضيه..

لكن الشعب الفلسطيني شعب مناضل ومزروع فيه روح العروبة المقاومة التي تتحدى كل إستكبار ووحشية لذلك العدو، وصمودها هو خير دليل على مقاومتها وعروبتها وستدافع عن أراضيها بدماءها ولو أبادوها كلياً لن تمحى القضية الفلسطينية وستبقى ترفرف رايتها فوق أراضيها بإنتظار الوحدة العربية الشاملة ضد العدو الصهيوني....

حنان سحمراني
[email protected]
http://hananhanan.maktoobblog.com/