تعتبر الدول العربية مجتمعة او متفرقة غنية بثروات طبيعية وبشرية تمكنها من تقديم افضل سبل العيش لمواطنيها. وتمكنها كذلك من تقديم ماينظر اليه في هذه الدول على انها كماليات للعيش او ترف زائد فيما باتت من ضروريات العيش مثل منزل لكل اسرة مع وسائل نقل ميسرة للجميع عامة كانت او خاصة ووسائل اتصال ايضا ميسرة للجميع دون رقابة ومدارس ورياض اطفال تحتوي على اخر مبتكرات التعليم وتوزيع عادل للوظائف يضمن عدم فوضى التعليم العمل وبالتالي السرقات. اضافة الى نظام رقابي نزيه لايستثني احدا من قوانينه. وفوق ذلك ذلك توفر دستورا يكتبه خيرة مواطنيها من خبراء وحكماء يراعي حقوق الجميع اقليات واكثرية يمكن الاقليات من الشعور تحت حماية هذا الدستور بانها اكثرية ايضا.

لكن من خلال نظرة عابرة او معمقة لكل الدول العربية اليوم نجد ان معظمها توفر ماذكرناه في اعلى المقال انما فقط لعوائل الحكام والحواشي المحسوبة عليها فقط بينما يكدح غالبية المواطنين في بؤس العيش لايستطيعون الحلم حتى بما لدى غيرهم من الشعوب وهو في الواقع حقهم لكن جشع وطمع الحكام الذي لاينتهي جعل هؤلاء المواطنين المساكين يظنون ان الشعب في خدمة الحاكم وكل مايعمله يجب ان يكون لتوفير افضل سبل العيش له ولذويه ولمحظياته ولحواشيه.

فلا نزاهة في اي دولة عربية اليوم والمال العام ملك تام للحكام يتصرفون به كما يشاؤون. ولغياب الدور الرقابي عليهم عمدوا لدعم الارهاب رغبة او رهبة ونشروا الارهاب في كل العالم. واصبح الاسلام الذي هو دين اكثرية الشعوب العربية دينا مطاردا في العالم. والفيلم الذي عرضه مؤخرا النائب الهولندي خيرت فيلدرز خير دليل على ذلك وغيره على الطريق.. واصبح يقرن الاسلام بالارهاب بسبب فساد الحكام وتغاضيهم عن محاسبة المتشددين الذين سرعان مايتحولون لارهابيين تطال نيرانهم حتى من دعمهم من هؤلاء الحكام.

وبات مصطلح الاسلامفوبيا يكرر الاف المرات حول العالم اليوم.

ولو نظر هؤلاء الحكام لاسباب ذلك لوجدوا ان المشكلة تكمن اصلا فيهم فمستوى معيشة شعوب المنطقة انحط واضمحل بسبب صرف ثروات البلاد على الاهواء ونشر الحروب والكروب وشراء الاسلحة لاستخدامها ضد بعضهم البعض او ضد افراد الشعوب نفسها.

في وقت تدرس فيه الدول المحترمة لشعوبها ولنفسها حركة تقدم اقتصادها ونموه ونمو سكانها مستقبلا نجد الدول العربية ينظر حكامها لعجلة التدهور تسرع انحدارا دون ان يهتموا او يتدخلوا للاصلاح بل يلقون السبب على شعوبهم المقهورة بتربعهم على كراسي الحكم مطاردين كل من يكشف الحقيقة ويطالب بحقوقه حتى بات بعضهم ينظر لنفسهم كإله يجب عبادته. بينما تتداول شعوب العالم السلطة كل اربع سنوات سلميا بما فيها دول المنظومة الشيوعية سابقا فهل يتعظ هؤلاء الحكام؟

اخير.. قيل ان فساد السمكة من فساد رأسها.. وفساد الشعوب من فساد حكامها.

فهل يتعظ الحكام؟

لقد ايمعت لو ناديت حيا
ولكن لاحياة لمن تنادي
ونار لو نفخت بها اضاءت
ولكن ضاع نفخك في الرماد ِ

عدلي أبادير يوسف
رئيس منظمة الاقباط متحدون
زيورخ