السؤال يتعلق بالفرق بين الوسائل والغايات، ويلقي الضوء على عملية تقدم الوسائل على الغايات، وماينتج عن هذا الخطأ من مشاكل فكرية واجتماعية وسياسية ودينية فتاكه.

اذ ما شهده تاريخ البشرية من صراعات وتعصب وكراهية وحروب داخل الوطن الواحد، وبين الدول.. هو نتيجة لخلل تقدم الوسائل على الغايات وإستعباد المسميات الدينية للانسان بعيدا عن غاية الجميع وهي الارتباط بالله بعلاقة حب وطاعة لمبادئه وقيمه.

فالدين هو مجرد وسيلة للوصول الى الله، ولكن يلاحظ ان غالبية البشر في مختلف الديانات والأزمنة.. نراهم يعبدون المسميات الدينية وينسون الله، فالتعصب للطائفة والدين يسيطر على وعليهم ومشاعرهم وسلوكهم، وهذا التعصب يوقعهم في خطأ توهم إحتكار الايمان والحقيقة، واقصاء الاخر المختلف والنظر له بعنصرية وكراهية.

وفي كافة الديانات والطوائف.. نجد ان صورة الله ضعيفة، والبارز هو أسم الطائفة أو الدين، والشخص المؤمن لايعرف شيئاً عن حقيقة صفات الله ومبادئه وقيمه، ويتم اختزال الله والنظر اليه من منظور الطائفة أوالدين، بمعنى يتم تفصيل الله حسب رؤية رجال الدين لهذه الطائفة او ذاك الدين، ويصبح الله وسيلة فقط لمنح البركات والنعم والجنة لأصحاب هذه الطائفة وذاك الدين.

في حين يفترض ان يكون الله هو الغاية بعيدا عن المسميات الدينية بوصفة الخالق الذي يدعونا الى السلام والمحبة واشاعة مبدأ الاخوة الانسانية بين البشر، فعندما تتجه العقول والمشاعر الى الله الواحد يختفي التعصب والكراهية وادعاءات إحتكار الحقيقة والايمان، والاسلام والمسيحية واليهودية وغيرها من الديانات والمذاهب والطوائف هي مجرد مسميات ووسائل للوصول الى غاية البشر جميعا هو الله المحبوب الأعلى الذي يجب ان نتوحد على الارتباط به ومحبته.

خضير طاهر

[email protected]