من على مشارف الحدود اللبنانية، من منطقة الناقورة الجنوبية إنطلق عرس تحرير الأسرى، بعد أن قطفت المقاومة اللبنانية ثمرات نصرها الإلهي من حرب تموز بتاج العزة الذي توج بعملية الرضوان لتبادل الأسرى المقاومين، فأعادت بها أسراها الأحياء والشهداء من داخل الأراضي المحتلة الفلسطينية، وعلى رأسهم عميدهم المناضل سمير القنطار الذي بقي حوالي الثلاثين عاماً معتقلاً في سجونها، ليتنسم عبير الحرية بعودته إلى أحضان الوطن.

فشهدت الأراضي اللبنانية أكبر عرس تاريخي إنتصاري حققته المقاومة الإسلامية اللبنانبة منذ إنطلاقها، بعد أن كان العدو الإسرائيلي في حيرة من أمره بشأن مصير الأسيرين اللذين كانا في عهدة حزب الله. والذي ظل مصيرهما غامضاً إلى آخر لحظة من عملية التبادل وكان يترقب أي إشارة أو خبر من قبل طائرات الإستطلاع التي كانت تجوب وتخترق جو الاراضي اللبنانية كل يوم تقريباً من دون أي أمل يذكر!!

إلى أن تفاجأ وصدم برؤية أسيريه في تابوتين بدل أن يكونا حيين، لتشتعل ثورة غضبه وغضب شعبه من تصريحات واعدة بالإنتقام ولينقلب الرأي العام الإسرائيلي على روؤساه متهمين إياه بالفشل في حرب تموز عسكرياً وإستخبارتياً مطالبين بالإنتقام لجنودهم الأموات، بعد أن تكبد بهزيمته الخسائر المادية والبشرية من جنود ومدنيين وإنكسار لم يعرف له مثيلاً...
فإنتصرت المقاومة مجدداً وأقيمت الأعراس الوطنية في معظم الأراضي اللبنانية، لتخبر الجميع ممن وقف برأيه ضدها في حرب تموز أن من ضحى بأبنائه ودمائهم ليس ميليشيا إرهابية بل مقاومة وطنية ومقاومة عربية شاملة ضمت كل عربي شريف ومقاوم.

فهذه العملية التبادلية للأسرى شملت الشهداء العرب الفلسطينيين وعديد من العرب المناضلين المختلفة جنسيتهم مع شهدائها وأسراها العائدين من أراضي الإحتلال وفي مقدمتهم رفات الشهيدة الفلسطينية دلال مغربي، ولتخبر الحكام العرب النائمون عن القضية الفلسطينية وما يجري داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من دمار وقتل وعذاب وشهداء كل يوم أن وراءها من يدافع عن تلك القضية المنسية، ويعيد أبنائها من الأسر.

فهؤلاء الحكام ليس لديهم من هاجس سوى التذلل للعدو والتمهيد للتطبيع معه ضد أي حركة مقاومة وطنية في أي بلد مقاوم كان!!

وهذا الإنتصار الجديد للمقاومة اللبنانية الذي تحقق بفضل سواعد المقاومين الأبطال ودماء الشهداء السابقين والعائدين جعل العدو الإسرائيلي يفكر ألف مرة قبل أن يخطو خطوة واحدة نحو أراضينا اللبنانية ويعيد الحسابات في خططه العسكرية والسياسية ليكشف أن إنتصار المقاومة الثالث كسر معادلة أن الإحتلال الإسرائيلي لا يقهر ولا يهزم.


حنان سحمراني
http://hananhanan.maktoobblog.com/