اختارت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو يوم 8 يوليو الماضي مقر المقامات البهائية في عكا وحيفا بإسرائيل كآثار عالمية مثل سور الصين العظيم وأهرامات الجيزة. تم الإختيار بعد خوض مسابقة عالمية تنافست فيها أماكن أخرى على مستوى العالم أجمع، هذا خبر عالمي.


وهناك خبر مصري أن الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري مزمع أن يخوض معركة المنافسة على كرسي أمين عام منظمة اليونسكو.

ما الرابط بين الخبرين السابقين؟

الرابط بين الخبرين هو هذا السؤال إلى السيد فاروق حسني:
ما الهدف من دخولك معركة الترشيح كأميناً لليونسكو؟

1.هل تبحث عن حلول مبتكرة لمشاكل الثقافة في العالم وتعمل على تنمية روح التعاون والإخاء والمحبة بين البشر على اختلاف عقائدهم وثقافاتهم؟ وتشمل المصلحة العامة لمصر وصورة مصر عالمياً؟
2.أم أنك تبحث عن المناصب الباهرة والكراسي المزركشة؟ وهنا أنت تسعى لمصلحتك الفردية وصورتك الشخصية؟

الفنان فاروق حسني إن كان هدفك الأول فإليك نصيحتي:

1.أنت لك صوت هام في الحكومة المصرية، تلك الحكومة التي تريد أن تحسن صورتها في العالم أجمع، حيث أنها مازالت تحارب وترفض فئة البهائيين المصريين، تلك الفئة المهضوم كل حقوقها، رغم أن العالم أجمع يعترف بهم وبديانتهم وبأماكنهم المقدسة.


2.جماعة المصريين البهائيين جماعة نظيفة السلوك والفكر، فليست لها أغراض سياسية أو طموحات عالمية مادية. تعاليمهم تمنعهم تماما من الخوض في المعارك وكافة الأمور السياسية. كل ما يسعون إليه هو التعامل معهم إنسانياً فهم من حقهم كمواطنين مصريين الحصول على أوراقهم الثبوتية التي تتمشى مع المواطنة التي تنادي بها الدولة.


3.إن قضية البهائيين المصرية المصيرية الآن هي الورقة الرابحة على الساحة التي يمكن أن تستفيد منها الحكومة إذا أعطتهم حقوقهم في المواطنة الكاملة. إن العالم أجمع يشهد الآن كيف نقبل أو لا نقبل الآخر المختلف مع دين الدولة الرسمي؟؟؟!!!


4.العزيز فاروق، إذا أردت الفوز باليونسكو فعليك أن تجعل العالم يعترف بأنك آهلاً لهذا المنصب بأعترافكم بحقوق مواطنة هذه الفئة. وإن لم تفعل كحكومة وتعترف بحقوق هذه الفئة فكيف تسعى للحصول على هذا المنصب وحكومتك لا تعطي مواطنيها حقوقهم؟ وكيف يجروء اليونسكو على انتخابك أميناً له وأنت كوزير وعضو فاعل في الحكومة المصرية تعمل على التفرقة بين أبناء الوطن الواحد؟


5.أنت من رجال صنع القرار في الحكومة المصرية فعليك بالمطالبة باعطاء هذه الأقلية حقوقهم، فهي ليست منحة أو هبة وطنية، إنها حق إنساني وحق على الدولة أن تعطيه لأبنائها دون النظر لدين أو لون أو جنس.

الفنان فاروق حسني، إن كنت تسعى للتنمية الثقافية العالمية كمدخل لرقي البشرية فهذا أحد الأسباب القوية التي تجعل الدول التي لها حق اختيارك أن توافق عليك. أما إذا أصرت الحكومة المصرية ـ وأنت عضو فاعل فيها ـ على موقفها من رفض إعطاء الحقوق المدنية والإنسانية للبهائيين المصريين والأعتراف بديانتهم وحقوقهم كمواطنين، فأنت وحكومتك تسعون نحو مزيد من الكراسي المزركشة على حساب تنمية ثقافة البشرية وهو ما ترفضه الدول الراقية التي يهمها قيمة الإنسان أهم من الشخص المُختار.


أيمن رمزي نخلة
[email protected]