الحماقة في عالم السياسة واردة جدا، ولعل أقرب الأمثلة لنا هي حماقة صدام حسين عندما أقدم على غزو الكويت، وعلى ضوء ما نعرفه من طبيعة الميليشيات الكردية من عدوانية وتهور وتاريخ طويل من الجرائم بحق العراق، لنا ان نتوقع حماقات عسكرية ترتكبها الميليشيات الكردية في كركوك أو ديالى أو الموصل.

و من الضروري طرح هذا السؤال: لمن تميل موازين القوى في حال حصول حرب بين العراق والميشليات الكردية؟


- من حيث عدد السكان العراق يزيد عدد سكانه على العشرين مليون نسمة في مقابل خمسة ملايين كردي.


- العراق بيده ثروات النفط وغيرها وهو قادر على تغطية تكاليف الحرب، بينما الأكراد لاتوجد لديهم موارد اقتصادية فهم يعيشون على أموال العراق.


- العراق لديه جيش متمرس وصاحب خبرة طويلة في التصدي للميليشيات الكردية واستطاع فرض الأمن والأستقرار في شمال العراق منذ عام 1975 لغاية احداث غزو الكويت وفرض منطقة الحضر الجوي من قبل الأمم المتحدة عام 1991 الذي أتاح للميليشيات الكردية معاودة الظهور.

- في العراق الأن وحدة وطنية كبيرة وغليان شعبي كبير ضد تصرفات الاحزاب الكردية المهينة والمذلة للعراقيين، ولأول مرة بعد سقوط نظام صدام يتوحد العراقيون ويتصدون بقوة للأطماع الكردية.

- العراق دولة معترف بها دولياً، في حين ما يسمى أقليم كردستان لايتمع بالشرعية الدولية، وأية حركة منه في استعمال السلاح يعتبر تمردا وخروجاً على قوانين الدولة العراقية.


- العراق لديه حدود دولية وميناء، بينما الميليشيات الكردية ليس لديها حدودا مفتوحه فهي مخنوقة ومحاصرة بين كماشة: تركيا وايران وسوريا والعراق.


- العراقيون لديهم دافع وطني واخلاقي وديني للقتال والدفاع عن حياة العراقيين وشرف النساء من تعدي وجرائم الميليشيات في كركوك والموصل وديالى.


طوال تاريخ المعارك بين العراق والميليشيات الكردية، ثبت ان هذه الميليشيات ليس لديها قضية عادلة، وانما أطماع حركتها أجهزة المخابرات الروسية والايرانية والسورية وغيرها، وان الميليشيات الكردية سرعان ما تنهار امام ضربات الجيش العراقي الباسل وتهرب من ساحة المعركة، ففي عام 1975 إنهار الأكراد خلال 48 ساعة وسلموا أسلحتهم للجيش العراقي، وفي عام 1991 كذلك أنهزم الأكراد وجاء مسعود البرزاني وجلال الطالباني الى بغداد لإعلان التوبة وطلب المغفرة من المجرم صدام حسين، ولكن سرعان ما تمردا على سلطة صدام عقب صدور قرار الحضر الجوي للأمم المتحدة وتوفير الحماية للأكراد.


وفي حال حصول معركة بين العراق والميليشيات الكردية، فأن هذه المعركة سوف لن تكون معركة الحكومة العراقية وحدها، وانما هي معركة الشعب العراقي الذي أهانه الساسة الأكراد وأذله بأطماعهم وسلوكهم وحتماً سيكون موقف الولايات المتحدة الأمريكية مع العراق، فمصالحها معه، وكذلك الشرعية الدولية مع العراق في حربه ضد الميليشيات الكردية، فهل ستكون نهاية الأحزاب الكردية وميليشياتها قريبة؟

خضير طاهر

[email protected]