ربطت شبكة الإنترنت العالم كله حتى أصبح كقرية صغيرة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، تخاطب صديقا خلال ثوان وهو على بعد ألاف الأميال وكأنه يسكن في الغرفة المجاورة لك، بالإضافة إلى أن الشبكة العنكبوتية اخترقت كافة حواجز حجب المعلومات، فما تحجبه السلطات في موقع أو فضائية يجده من يريد في عشرات المواقع والفضائيات، مما جعل الانترنت أكبر تهديد للسلطات القمعية والمستبدة في العالم ، توظف ألاف الموظفين لمتابعة ما يكتب عنها وضدها، فيكون ردها بحجب المواقع حينا، أو نشر التهديدات بأسماء وهمية ضد من تريد،أو كتابة التعليقات على مقالات معينة تؤيد وجهة نظرها وتهاجم منتقديها، وقد أصبح مؤكدا أنه في أغلب أجهزة المخابرات هناك مكاتب خاصة تعجّ بالموظفين والمختصين لمراقبة شبكة الانترنت. لذلك فبقدر ما هي نعمة الشبكة العنكبوتية إلا أنها نقمة من نواح عديدة.

ماذا حدث لبريدي الإليكتروني:

من أوجه هذه النقمة... أنه تم السطو على بريدي الإليكتروني الذي ينشر في نهاية كل مقالة لي في إيلاف منذ عدة سنوات وهو:
[email protected]

وتمّ ذلك منذ ظهر يوم السبت الموافق السادس عشر من أغسطس الحالي، بحيث ما عدت قادرا على فتح الإيميل أو التعاطي من خلاله، مما يؤكد أنه تمّ السطو عليه من لصوص الإنترنت كما أكدّ المهندسون المختصون، وذلك ربما لاستعماله في أغراض مشبوهة، لذلك أعلن للجميع أنني لست مسؤولا عما يصل لأي زميل أو جهة من بريدي الإليكتروني المذكور أعلاه اعتبارا من الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم السبت الموافق السادس عشر من أغسطس لعام 2008 ، وسأعلن عن بريدي الجديد في وقت لاحق. ورغم ذلك تظلّ نعمة الإنترنت أكبر وأثمن من نقمتها... فلنعمل على الاستفادة من نعمتها والحذر من نقمتها..وسلامي للجميع ما عدا لصوص الانترنت الناقمين، فمهما تصاعدت نقمتهم ولصوصيتهم لن يثنونا عن الاستمرار في رسالة آمنا بها من أجل الخير والعدالة والحرية والمحبة والمساواة.