يعتبر رئيس شركة مايكروسوفت لصناعة الكومبيوتر بيل غيتس مثالاً للتكامل الانساني من حيث القدرات الإبداعية، والقيم النبيلة التي يحملها ويدعو اليها، وهو يستحق ان تدرس سيرته الذاتية في المدارس العربية ويقدم قدوة حسنة لكافة الأجيال.


وضرب غيتس مثلاً رائعا لايصدق حينما تخلى عن ادارة شركة مايكروسوفت ومليارات الدولارات وتفرغ هو وزوجته لإدارة مؤسسته الخيرية التي يصرف عليها من أمواله الخاصة وبعض التبرعات التي تصله!


وطوال فترة صعود نجم غيتس العلمي والمالي لم نسمع عنه أية أشاعات تربطه بفضائح مالية أو فساد من نوع معين أو علاقات نسائية، وهو في غمرة أنخراطه في عالم الكومبيوتر لم ينس واجباته الانسانية أذ أسس هو وزوجته مؤسسة خيرية لمساعدة الفقراء وتمويل البحوث العلمية التي تكافح الامراض المستعصية.


والسؤال الذي يجب ان نطرحه على أنفسنا هو : لماذا لم ينجب الوطن العربي انساناً بهذا المستوى الأخلاقي الراقي الذي يصل الى درجة القداسة في التكامل والكرم والشعور بالمسؤولية حيال البشر جميعاً؟


أين هم الأثرياء العرب الذين يكرسون أنفسهم لعمل الخير وخدمة الناس برغبة وحب واستمتاع؟


وشخصية غيتس ليست حالة نادرة، بل هي نتاج تربية المجتمع الأمريكي العظيم القائم على أسس احترام المعرفة والعلم، والأندفاع في عمل الخير والأستمتاع به، فهو نتاج حضارة مجتمعه، ففي أمريكا يتربى الفرد منذ صغره على حب الأنخراط في أعمال الخير والشعور بالأستمتاع في تأديتها، ولهذا نرى غيتس ترك عمله في شركته وتفرغ لعمل الخير كي يشعر بالمعنى الحقيقي لحياته في تأدية هذه الرسالة في مجتمع يقدس عمل الخير.

خضير طاهر

[email protected]