طبعاً الملتقى السعودي ليس له علاقة بالانتخابات الأمريكية!، ولا يدعم مرشح ضد أخر!.. ولسنا مع الحزب الديمقراطي ولا الجمهوري!.. وبالنهاية ما حد دري عنا ولا جاب خبرنا.. ولكن من خلال متابعاتي اليومية للحزبين الكبيرين وللتقارير الإعلامية عن المعسكرين.. ومن خلال مشاهداتي لبعض القنوات التلفزيونية خاصة قناتي quot;السي إن إنquot; و quot; فوكسquot; يزداد إعجابي بأخلاق القوم وتعاملهم مع بعضهم البعض والاحترام الكبير الذي يمنحوه للطرف الأخر بغض النظر عن الاختلافات التي بينهم..

المرشح الديمقراطي quot;باراك أوباماquot; يؤكد على خصوصية الأسرة وعدم الزج بها في العلمية السياسية وذلك في تعليقه على الجنين الذي تحمله ابنة السابعة عشر، وهي البنت الكبرى للمرشحة الجمهورية لنائب الرئيس، على الرغم من أن هذه الحادثة قد يستفيد منها المعسكر الديمقراطي في سباقه للحصول على كرسي الرئاسة.. بل وأكد السيد أوباما أنه في حال ثبوت تورط احد من أعضاء حملته الإنتخابيه في هذه الحادثة واستغلاله لها فسوف يتم طرده في الحال!..

السيد quot;ليبرمانquot;.. الديمقراطي الشارد والداعم حالياً للمرشح الجمهوري تكلم عن الإعصار الذي ضرب ولاية لويزيانا.. وأكد على ضرورة دعم المتضررين بعيداً عن الحسابات الإنتخابيه أو الانتماءات الحزبية..

جموع الداعمين للحزبين وأنصارهما من المعلقين السياسيين والإعلاميين وغيرهم يطرحون نقاطهم وتحفظاتهم ووجهات نظرهم مُغلفة بقدر كبير من الاحترام والتقدير للأطراف الأخرى.. بل وغالباً ما يبدءون أحاديثهم وتعليقاتهم بذكر إيجابيات الطرف الأخر وخدماته لبلده ثم بعد ذلك ينتقدونه بشكل مؤدب..

التقارير الإعلامية مستوى المهنية فيها عالي جداً.. والحيادية متواجدة بشكل كبير دون الانتصار لطرف ضد أخر.. باستثناء ربما قناة quot;فوكسquot; التي فيها تطرف مُبالغ فيه..

ومع تلك المتابعات اليومية يأتي سؤال لا أملك إجابة مقنعة أو شافية.. هذا السؤال عن مدى الاحترام الذي يمكن أن نطرحه في مجتمعاتنا العربية ndash; والسعودية بالذات - بأمانة تجاه الأطراف التي نختلف معها أو لا نتفق مع قناعاتها!!.. أين الاحترام والتقدير لمن يختلف عنا في ملبسه أو عقيدته أو حتى توجهاته سواء كانت توجهات علمانية أو أصولية أو مذهبية!!.. أين العدل في الخصومة دون أن نَفْجُر بالأخر من خلالها واستعداء الآخرين عليه!!.. لماذا لا نبدأ في ذكر المحاسن والإيجابيات قبل أن نوغل في السلبيات والمثالم!!

الملتقى السعودي صورة مُصغرة لمجتمعنا السعودي والعربي.. وأعضاء الملتقى عينة من ذلك المجتمع لكنها عينة نفترض أنها نموذجيه أو هكذا يجب أن تكون من خلال مستوى تعليمها وتفكيرها.. هذه العينة التي نفترض أنها ستقود المجتمع يوماً ما.. بل يجب أن تقود المجتمع وتغرس بذور الاختلاف الصحي والبناء السليم للنقد الهادف بعيداً عن الحزازيات الإقليمية أو الاختلافات المذهبية أو الانتصارات القبلية..

الحياة الأمريكية فرصة لنا كمبتعثين لتعلم أصول الحوار والاختلاف.. ومشاهدة التعامل الإيجابي للأطراف المتصارعة عن قرب.. فالحكمة ضالة المؤمن.. ولا عيب أو حياء في أن نستفيد ممن سبقونا بمراحل في علومهم الإنسانية واختراعاتهم العلمية.. فكما قُدنا العالم من قبل.. فسنة الحياة أن ننقاد من غيرنا لعل القدر يبتسم لنا يوماً لنستلم زمام القيادة مرة أخرى..

الدكتور خليل اليحيا

المشرف العام على الملتقى السعودي في أمريكا

http://khaleelya.maktoobblog.com