لم يبرح لبنان بعد اختفاء السيّد موسى الصدر مواقع التخندق والتخندق المضاد والموت المجّاني حتى مؤتمر الطائف الذي نتج عنه عودة الإستقرار والدولة، ثمّ العودة مجدّداً بعد غزو العراق واستصدار القرار 1559 الذي صرّح الرئيس الأميركي أنّه شخصيّاً والرئيس الفرنسي جاك شيراك نصّاه، بالطبع عقاباً لسوريا التي رفض رئيسُها أن يتعاون أثناء وبعد غزو العراق مثلما فعل برويز مشرّف الرئيس الباكستاني أثناء وبعد غزو أفغانستان، وبالطبع لحسابات أميركا أوّلاً وأخيراً، فالقرار 1559 هو الطريق التي مهّدتْ لاغتيالات في لبنان على رأسها اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وها هو لبنان على شفير حافّة لها أوجه كم تشبه تلك التي سبقت ومهّدتْ للحرب الأهليّة اللبنانيّة وانطلاقتها في 13 نيسان 1975.

فماذا نقول في حضرة السيّد موسى الصدر المغيّب منذ ثلاثة عقود تقريباً غير أنّ لبنان لا يزال يهوى تلك اللعبة الجهنميّة: لعبة الهروب من الدبّ من أجل الوقوع في الجبّ أو الهروب من الجبّ من أجل الوقوع بين مخالب الدبّ، وطبعاً بمشيئة من quot;سياسيينquot; وquot;رجال دينquot; متنفّذين.


يقول صوت في إعلان بثّته فضائيّة quot;ألـ بي سيquot;: quot;مشْ قليلهْ إنّكْ تكونْ لبْنانيquot; وفعلاً quot;مش قليلهْquot; فأن تكون لبنانياً يجب أن تهوى لعبة الهروب من الدبّ إلى الجبّ والعكس، وهذه لعبة جهنّميّة لا يهواها إلاّ المعتوه.
ربّما حيث هو السيّد الصدر أكثر إطمئناناً ممّا حيث هو لبنان في هذه الأيّام.

شوقي مسلماني

[email protected]