سابقت الرياح بشهرتها التي تحكي أساطير وروايات تراثية قديمة ممزوجة بالتراث العربي القديم مع رائحة التفاح والعنب والورد والتنباك العجمي. لها طقوسها وجلساتها الممتعة والمميزة التي يشتاق إليها العاشقون لها، وإلى سماع خرير المياه في أسفل الزجاجة مع تصاعد الدخان يملأ الجو بعبيرها ويدخل في خياشيمهم لتطربهم بإيقاع الطرب الأصيل للنارجيلة العربية!!!

النارجيلة، أو الأركيلة باللبنانية... إنتشرت بشكل غريب مؤخراً في لبنان وأصبح لها محلات خاصة وتوصيلات quot;ديليفيريquot; إلى البيوت والمكاتب، وتحولت إلى تقليد إجتماعي حتى أصبح حضورها إلزامياً مع كل جلسة شعبية أكانت في المقاهي أو في المطاعم أو حتى في المنازل، حتى أصبح البعض يأخذها معه في سيارته أينما ذهب ليتسنى له تدخينها متى ما سنحت له الفرصة بذلك!!

وهي بذلك تعدت كونها رغبة في التدخين بل أصبحت موضة عصرية بين أبناء الجيل الجديد من فتيات وشبان يرون فيها أداة ووسيلة ترفيه وتسلية تهدئ من أعصابهم وتغير مزاجهم إلى الأفضل وتعطيهم الثقة بأنفسهم وبعض الرجولة والأنوثة في إعتقادهم الشبابي!!


ويتناسون في الوقت نفسها مخاطرها الجمة ومضارها الصحية الكثيرة التي تفتك بأجسامهم الندية وتحولهم إلى بؤرة أمراض لتنهك صحتهم مع مرور بعض السنوات ليتملك المرض بهم..

فالنارجيلة لا تختلف عن السجائر ضرراً بل إن مخاطرها أكثر بكثير من مضار السجائر وبالتالي فإن من يأخذ نفسا واحدا منها فإنه يعادل علبة سجائر كاملة ضرراً!!

ولكن الأكثر خطورة في هذه الظاهرة تعاطي الأولاد لها الذين لا تتخطى أعمارهم الثانية عشر فتراهم في الشوارع وفي المحلات المخصصة لبيع النارجيلة يتناولونها كالكبار وحتى أمام أعين أهاليهم لأنها بإعتقادهم أصبحت عادة مكتسبة لديهم من قبل الأهل الذين لا يهمهم صحة أولادهم...

ولكي نتفادى هذه الظاهرة يجب أن نقوم بحملات توعية ثقافية للجيل الجديد ونسلط الضوء على مخاطر التدخين ومضاره على صحة أطفالنا وعلينا قبل فوات الأوان لذلك، ونجعل بذلك الناس يخففون من تعاطيها وإستعمالها ونبذها تماماً فيما بعد حفاظاً على الناس والمجتمع والبيئة.

حنان سحمراني
http://hananhanan.maktoobblog.com/