لفتت افتتاحية صحيفة يومية بغدادية استغرابي ودهشتي كثيرا حيث تحدثت عن اهمية العراق القوي ولكن في فقرة من الافتتاحية يقول السيد رئيس التحرير :quot; الدهشة يأتي من الطرف الداخلي العراقي الذي يطالب الدول التي تبيع السلاح للعراق بضمانات عدم استخدامه ضده..!؟و هذه المواقف لاتكشف عن مواقف وحسب بل عدم الاعتراف بالتغيير الديمقراطي الذي حصل في البلاد quot;.


اليس حقا هذا مثير للاستغراب؟ عندما يتهم الكرد(بصورة غير مباشرة ) بعدم الاعتراف بالتغيير الديمقراطي في العراق الجديد؟ فالتاريخ قبل الجميع يتحدث وسيتحدث بان الكرد كانوا الركيزة الاساسية لديمومة التغيير في العراق الجديد وهم كانوا القلعة الحصينة للديمقراطية وترسيخها في عموم العراق ولايزال الكرد هم الضامن للديمقراطية وهم النصير الاقوى للقوى الليبرالية والديمقراطية في البلد، ومجرد العودة الى سجالات اعداد مسودة الدستور العراقي قبل عرضه على الاستفتاء تثبت حقيقة الموقف الكردي المدافع عن الديمقراطية في العراق الجديد.


وعودة الى افتتاحية الصحيفة البغدادية نقول ان هناك اختلافا كبيرا في وجهة نظر الكرد وكاتب الافتتاحية، الكرد يريدون عراقا قويا ذات سيادة، ولكن اي نوع من العراق القوي ومن هنا تكمن فحوى الاختلاف.
الكرد يريدون عراقا قويا بالديمقراطية ومبادئها.
الكرد يريدون عراقا قويا وموحدا بدستوره وليس بسلاحه.


الكرد يريدون عراقا قويا مبني على مبدأ قبول الاخر وليس عراق يريد فيه البعض فرض ارادته على الاخرين.
هذا هو اختلافنا مع السيد كاتب الافتتاحية الذي يعتقد بان العراق الجديد سيكون قويا فقط بالسلاح و الجيش.
ونذكر السيد كاتب الافتتاحية بان اصرار اغلبية الاطراف في العراق في ان يتبوأ منصب وزير الدفاع شخصية مدنية كان الهدف منه تغليب مفهوم القوة الديمقراطية في العراق على القوة العسكرية.


مع كل ذلك الموقف الكردي من قوة العراق لايعني ابدا باننا لانريد جيشا مدربا ومجهزا بكل الوسائل التي يمكنه الدفاع عن الديمقراطية و الحكم الدستوري في البلد بل الكرد ساهموا باعتزاز من اجل بلوغ هذا الهدف النبيل.
نتمنى ان لايخلط البعض هذه الاوراق بهذا الاسلوب ويقفز على الحقائق والوقائع الموجودة على ارض الواقع.


الكرد ليسوا معصومين من ارتكاب اخطاء في العراق الجديد لكنه من المجحف اتهامهم بانهم يقفون بالضد من التغيير الديمقراطي في العراق خاصة ان الوثائق قبل الحقائق تثبت ان الكرد هم الداعم الرئيسي لعملية التغيير في العراق عبر المسيرة الدستورية والديمقراطية وما يطالب به لم ولن يخرج عن الدستور.


الكرد من حقهم عرض مخاوفهم من تجهيز جيش باسلحة ثقيلة اثبتت ازمة خانقين ان بعض قادته و عناصره لايلتزمون باوامر رؤسائهم.


عراق قوي ديمقراطيا و دستوريا من مصلحة الجميع و وحدته وسيادته واستقراره وهذا هو عين الصواب اما عراق قوي بقوة جيشه وعسكره فقط بعيدا عن المفهوم الدستوري والديمقراطي فلن يخدم الا الذين يريدون الاستمرار في محاولات فرض اراداتهم على الاخرين وعاقبتهم معروفة سلفا.


مايريده الكرد هو عراق قوي في نظامه الديمقراطي يكرس الامان والعيش الرغيد للعراقيين عموما و ما من شيء يضمن هذا الهدف سوى الالتزام بالدستور وتطبيق جميع بنوده على ارض الواقع وعراق ضعيف تتلاعب فيه القدرات الخارجية والداخلية ليس في مصلحة الكرد كما اخوتنا العرب.

محمد عثمان أمين
*كاتب وصحفي كردي