اللكمة التي وجهها أحد أزلام النظام الطائفي و التخريبي في العراق وهو المدعو كريم العنزي وزير ألأمن الوطني السابق و أحد قيادات حزب الدعوة الممزق لفروع و تيارات و إتجاهات!! للسيد النائب مثال جمال الآلوسي تحت قبة البرلمان العراقي على خلفية الخلاف و الجدل حول زيارة الآلوسي لإسرائيل زيارة شخصية و ما تبع ذلك من سحب لحصانة الآلوسي البرلمانية لا تمثل إهانة للسيد النائب الحر الآلوسي بقدر ما تمثل غطرسة و إستهتار التيارات التي تحكم العراق تحت ستار الواجهات الدينية و الطائفية بشكلها الصفوي المريض. فقد أبانت تلك التنظيمات و الشخوص عن وجهها الحقيقي و أسنانها المهشمة و أنيابها و أنفضحت تبعيتها للنظام الإيراني الذي نجح بإمتياز يفوق الوصف في دحر الولايات المتحدة في عقر دارها و حقق بدماء الجنود الأميركان في العراق ما عجزت عنه فصائل و فيالق الحرس الثوري في الحروب الإيرانية ضد العراق حتى باتت الهيمنة الإيرانية على العراق بمثابة النتيجة النهائية لحرب ( حرية العراق )، و أضحت إيران اللاعب الأكبر في الشأن العراقي الداخلي عبر حصان طروادة الممثل في المعارضة الدينية/ الطائفية العراقية السابقة التي أتاح لها الأميركان فرصة الوثوب على السلطة بعد أن قدموها لهم على طبق من ذهب، فعندما يسيء كل من هادي العامري القائد العسكري لفيلق بدر الإيراني و كريم العنزيللسيد مثال الآلوسي و يتهمونه بإتهامات شتى فإن في الأمر أكبر من مهزلة هي أقرب للمصيبة، فتاريخ السيد الآلوسي النضالي طافح بكل ماهو مشرف فلقد سبق له أن إقتحم سفارة النظام العراقي السابق في العاصمة الألمانية السابقة ( بون ) محتجا على سياسة نظام صدام القمعية و قدم ما قدم من تضحيات، وقد حدث ذلك في وقت كان فيه قادة في الإئتلاف العراقي الطائفي يتسكعون على مقرات المخابرات السورية و ينشطون في التهريب عبر الخط العسكري مع لبنان!! أو يلطمون في حسينيات ( قم ) و ( طهران )، و لم يتصوروا مجرد تصور و لو في عالم الأحلام بأن الزمن العراقي الأغبر سيدور دورة غير عادية ليتحول هؤلاء بإرادة سيد البيت الأبيض لقادة و حكام و أصحاب ملايين مشفوطة من حصيلة النهب النفطي المسفوح و ليفسحوا المجال للنفوذ الإيراني بالتمدد و حيث نجح الإيرانيون في إستثمار العلاقة التاريخية و التخادمية مع أقطاب الإئتلاف لخلق مراكز قوى و دعم و حشد لوجستي متقدمة في العمق العراقي مغطاة بأغطية دينية و طائفية و في ظل حالة جهل شعبي مروع مما أفرز فشلا كارثيا على مختلف المستويات الخدمية و الحضارية و أنتج نزيفا عراقيا مدمرا و زرع جراثيم التقسيم و التشظي و التفتت.

و حينما يتحد البرلمان العراقي بمختلف فرقه و نحله و ملله و تشعباته فإن في ألأمر ما يريب فعلا و يهدف لخنق الأصوات الحرة و الوطنية البعيدة عن المحاصصة، لقد عانى السيد مثال الآلوسي من تطرف العصابات السلفية و الإرهابية ذات المنطلقات الفاشية و فقد ولديه أمام ناظريه ووقف وقفة رجولة و بطولة قل نظيرها، و يريد التيار الطائفي المتطرف الآخر ( الصفوي ) حاليا الإجهاز على السيد الآلوسي نفسه لأن النظام الإيراني لا يغفر لأحد أن يكفر به و قد يغفر ما دون ذلك!!

و قد أثبت السيد الآلوسي بأنه خصم عنيد لذلك التيار المتهستر الطاغي و العدواني و الذي يمتلك أدوات إرهابية عديدة ليس في العراق فحسب بل في عموم المنطقة العربية و الخليجية تحديدا، و رغم أن المعادلة السياسية السائدة في العراق لا تتيح أبدا للنظام العراقي مجرد التفكير بالهجوم على إسرائيل أو إعلان حالة الحرب التي أضحت من الماضي و الأحزاب الطائفية الحاكمة لا تستطيع أبدا الخروج عن ذلك السياق و الإتفاقية الأمنية التي ستوقع مع الولايات المتحدة ستجعل من إمكانية الحرب ضد إسرائيل من الأحلام المستحيلة الحدوث و ينطبق هذا التوصيف على جميع الأحزاب ذات الشعارات الزاعقة شيعية كانت أم سنية أم قومية أم يسارية!

لذلك فإتهامات التخوين ضد الآلوسي لا تعدو سوى أن تكون مجرد إبتزاز رخيص لأحزاب و جماعات فقدت مصداقيتها و لم تعد تلجأ سوى لسوق الشعارات المنقرضة، العالم العربي بأسره لم يعد في حالة حرب مع إسرائيل و النظام السوري في طريقه للسلام مع الدولة العبرية بوساطة الباب العالي التركي أو بغيره! و لا خيار أمام شعوب المنطقة سوى السلام ووفقا للشروط الإسرائيلية و موازين القوى لا تسمح بغير ذلك.

أما فيلق بدر و قوات حزب الدعوة و بقية فصائل اللطم و ضرب السلاسل و السيوف فليس أمامها سوى سوق الإبتزاز و التهديد و الوعيد.. وهي بضاعة الفاشلين!

داود البصري

[email protected]