على الرغم من التسريبات الاعلامية التي كانت بين الحينة والاخرى والتي كانت تشير الى علاقات عراقية اسرائيلية وان مسؤولا عراقيا مهما داخل الحكومة العراقية كان يتولى ملف هذه العلاقات، فان احدا لم يكن يعلق على تلك الاخبار او التسريبات الا بان هذه المعلومات غير صحيحة.


وفجأة يعلن في اسرائيل بان العراق مشاركة ايضا مثل بقية الدول العربية الاسلامية في مؤتمر مكافحة الارهاب.واعلنت بغداد بعد ذلك ان المشاركة العراقية في مؤتمر الارهاب بتل ابيب كانت متمثلة بمثال الالوسي وهو نائب في البرلمان العراقي.وقد تحدثت الصحف الاسرائيلية عن اعمال المؤتمر وعن اهمية الساحة العراقية في موضوع مكافحة الارهاب.

ووضح النائب العراقي بان حضوره كان بصفته الشخصية وان مشاركته في المؤتمر يدل على النضج السياسي العراقي.
الان وبعيدا عن التصديق او التشكيك ما ادلى وما يدلى به ( النائب العراقي) حول عدم وجود علاقات سرية وبعيدا عن تصريحاته بانه يمثل نفسه وليس العراق.


لنا الحق ان نتساءل لماذا احدثت سفر المسؤول العراقي انقساما داخل البرلمان العراقي كما قيل ؟ ولماذا وجدت غالبية اعضاء البرلمان العراقي ان السلام مع اسرائيل مرفوض وهو يعلمون ان كل الدول العربية لها علاقات مع تل ابيب فحتى سوريا التي تحتل اسرائيل اراضيها المتمثلة بمرتفعات جولان ومزارع شبعا تتفاوض مع اسرائيل.


فهل حقا العراق او الشعب العراقي ككل غير راغب باقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل ؟ام الموضوع متعلق برفض ايراني حيث علق النائب الالوسي بعد رفع الحصانة عنه يوم الاحد بان اي صوت يعارض العلاقة العراقية -الايرانية ينتهي الامر به الى قرار مشابه.

فهل ما سبق يوضح لنا بأن رغبة التطبيع من وجهة النظر العراقية غير موجودة اصلا وهل المجتمع العراقي ككل الممثل باحزاب البرلمان العراقي يرفض اي سلام عربي -اسرائيلي.؟ام ان هذا الرفض الشديد من حكومة نوري المالكي هو بسبب النفوذ الايراني داخل العراق؟


المفارقة الغريبة هو ان العراق ليست من دول المواجهة و ان العرب اصلا منقسمون على الذي كان يجمع بينهم ويوحد موقفهم فلماذا هذه الحملة الشعواء على زيارة البرلماني العراقي الى تل ابيب!


هل يستطيع اذن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومن معه ان يساهموا في المنظومة الامنية الاقليمية وفق طبيعتها وليس وفق مقتضيات مصلحة ايران او دول اخرى!!


وهل تتحلى القيادة السياسية العراقية بالجرأة الكافية لمصارحة شعبها عن حقيقة اتصالاتها مع تل ابيب؟
على حكومة جواد نوري المالكي ان تفسح مجالا اوسع للنظام السياسي العراقي كي يلعب دورا اكبر في مستقبل الشرق الاوسط وخاصة ان العراق تحتاج الى توازن جديد لا بد تكون قاعدته عريضه تشمل دولا اخرى لمواجهة التهديد الامني القادم من الشرق،وايضا العراق جزء من الكل وتاثيره واضح على مستقبل عملية السلام في المنطقة فما الضرر في تفعيل هذا الدور؟!

ان اعتراف العراق بدولة اسرائيل شأن عراقي اضافة الى كونها الشأن الوطني والاهم وبهذا المعنى فان بغداد معنية بها وستتحمل مسؤولية تاريخية، خصوصا وانها تمثل حتى يومنا هذا والى حد بعيد العرب جميعا.

راوند رسول