اعتدنا عند دراستنا للادب العربي على دراسة جانب من هذا الادب اطلق عليه ادب المقاومه حيث ان مجال هذا الادب هو القضية الفلسطينية وتفرعاتها وما حملته من نكبة ومعانات وبغض النظر عن تقييمنا لمستوى هذا الادب وما قدمه من دور في مسار القضية التي تناولها فان حظور هذا الادب كان ماثلا عبر مختلف مراحل المسار الفلسطيني الامر الذي جعله فاعلا ومؤثرا ويتماشى مع الرؤى الفلسطينية المعتادة وعلى هذا الاساس نحن ندعوا الى استحداث ادب يماثل من حيث الشكل ادب المقاومة الا انه يختص بقضية غاية في الاهمية وتمثل هاجسا عالميا كبيرا انها قضية الارهاب.


بعدما هدد الإرهاب نسق الحضارة الإنسانية واستهدف قيمها ومبادئها العظيمة ولان مكافحة الإرهاب هدف نبيل ومنطق يفترض ان يساهم به الجميع فان من الضروري.

توزيع المهام ليتمكن الجميع من المشاركة في هذا الجهد الإنساني ولان الكفاح ضد الإرهاب لا يقتصر على جانب واحد من جوانب النشاط البشري ولا يتحدد باطار معين كون الخطر كبير وهائل فان من الضروري التصدي له بمختلف الوسائل المتاحة التعليمية والاعلامية والدينية والاقتصادية والامنية والثقافية خصوصا وان هذه الوسائل تكمل بعضها بعضا وتحرك جهدا رصينا لدحر الإرهاب مدركين ان أي كفاح لا يتضمن هذه الأبعاد سيجعل الارهاب قادرا على رده لاسيما وهو يمتلك الحاضن الثقافي والاجتماعي ويعشش على ظروف منطقتنا السيئة ولعل هذا مما سوف يشجعه على التمادي والنمو اكثر مستغلا ظروف الاحتقان الحضاري التي يمر بها العالم وحالة الكراهية التي تلف الجميع لدفع الناس بعضها على بعض ولهذا السبب لابد ان يحمل الكفاح ضد الإرهاب عدة ثقافية ليواجه تأثيراته في هذا المجال مستعينين بالبعد الإنساني لإبراز:

(1) العلاقة المتينة بين كل بني البشر وقوة الرابط الإنساني بينهم.

(2) ظلامية الإرهاب وتفاهة أنساقه.

(3) تناقض الإرهاب مع المنطق البشري أما كيف يتم ذلك؟ فمن خلال المناهج الدراسية والبرامج الإعلامية والنشاطات الثقافية وبالتأكيد سوف يكون للأدب مكانة مهمة في هذا الشأن لما يوفره من مادة ثقافية تساعد على دحض أجندة الإرهاب وتفنيد أطروحاته ما يضعنا أمام مهمة نبيلة تتمثل في المساهمة في هذا الأمر وتشجيع الكتابات الأدبية المناهضة للإرهاب أو التي تضع هذا الهدف كقيمة أساسية لها وهذا الأمر يتطلب:

(1) إقامة مهرجانات خاصة بمكافحة الإرهاب.

(2) استحداث جوائز تهتم بالنتاج الأدبي الذي يتصدى للإرهاب.

(3) استحداث مؤسسات ثقافية تعنى بهذا الأمر كدور نشر وصحف ومجلات.

(4) استحداث صفحات ثقافية ضمن الصحف الموجودة خاصة بهذا الشأن وبالتالي يمكن لهكذا جهود ان تسهم بشكل من الأشكال في مواجهة الموجة الإرهابية التي يشهدها العالم متمنيا من حكومات المنطقة ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام المبادرة في هذا الشأن والمساهمة في الحملة العالمية لمكافحة هذا الداء الرهيب.

باسم محمد حبيب