شنت محموعة من الكتاب في وسائل الإعلام المصرية هجوما عنيفا على الفلسطينيين تحت لافتة الخطر الفلسطيني على الأمن القومي المصري. وقال أنصار شالوم في مصر إن الفلسطينيين لديهم مخطط لاقتحام معبر رفح والعبور إلى سيناء تمهيدا للزحف فيما يبدو على القاهرة.

وحذر آخرون من حركة شالوم الآن وليس غدا من أن الفلسطينيين يجروننا إلى مواجهة غير محسوبة العواقب مع إسرائيل لكننا بعون الله لن ننجر لأننا غير قابلين للجر من أي احد! وظهر خبراء على شاشات التليفزيون يحذرون من تدفق آلاف الفارين من القصف الإسرائيلي على حدودنا الشرقية مما يستوجب التصدي فورا لأي تدفق من هذا النوع!


وما يعلمه الجميع أن الفلسطينيين في غزة يتعرضون لعدوان إسرائيلي غير مسبوق استخدمت فيه طائرات الإف 16 والأباتشي والمدفعية الثقيلة والصواريخ ضد المدنيين والأهداف المدنية. والمؤكد أنه لا يوجد أي تكافؤ بين إسرائيل رابع اكبر دولة مصدرة للسلاح في العالم وبين المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها بما فيها حركة حماس. ولا أحد يتوقع أن تنتصر فصائل المقاومة على جيش إسرائيل لكنها سوف تكبده خسائر بشرية كبيرة وربما تتمكن من أسر عدد من جنوده مع بدء العمليات البرية.


والآن وبعد ان دخلت الحرب أسبوعها الثاني مازالت إسرائيل عاجزة عن فرض شروطها على الفلسطينيين في حرب قال وزير دفاع إسرائيل إنها لن تكون سهلة. صحيح أن الحسابات غير الدقيقة لحركة حماس لعبت دورا في هذه الحرب المجنونة التي خلفت مئات القتلي والجرحي ودمرت أجزاء واسعة من قطاع غزة.والمؤكد أن حماس لم تكن تتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي بهذا الحجم من النيران في مواجهة الصواريخ محدودة التأثير التي اطلقتها على المستوطنات الإسرائيلية.


لكن لا يمكن أن تلوم الفصائل الفلسطينية على لجوئها للسلاح في مواجهة قوات الاحتلال ردا على الحصار والتجويع والإذلال المستمر رغم التزامهم بالتهدئة. والمؤكد أن إسرائيل هي المسئول الأكبر عن المجزرة الدائرة حاليا في غزة بسبب استخدامها المفرط وغير المتكافئ للقوة وبحصارها وتجويعها لأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في القطاع.


لا أحد يطالب مصر بالحرب نيابة عن الفلسطينيين. ولا أحد يوافق على التورط في مغامرات عسكرية تنفيذا لأجندات خارجية. ولا يوجد من يدعو للتورط في صراع عسكري لم يتم الإعداد له بشكل جيد. لكن لا اقل من الوقوف مع الأشقاء في الشدة بالدعم السياسي وتقديم المساعدات الإنسانية والعمل على وقف العدوان.


كنا نتمنى أن تطالب شلة كوهين في وسائل الإعلام المصرية بوقف إطلاق النار بدلا من تخاريفهم حول التهديدات الفلسطينية للأمن القومي المصري. وكنا نأمل أن تتوجه إدانتهم لإسرائيل بوصفها قوة احتلال تستخدم الطائرات والمدفعية الثقيلة والدبابات والصواريخ ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. كنا نتمنى ان يلوم هؤلاء الجلاد وليس الضحية بدلا من مطالبة الفلسطينيين بالانبطاح في مواجهة عدوان آلة الحرب الإسرائيلية.


لكن عزائنا أنه لا أحد يصدق ما تطرحه شلة كوهين في وسائل الإعلام المصرية لأن الجميع مقتنعون أن إسرائيل هي التهديد الحقيقي للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم!

عبد العزيز محمود