ـ سيّدي...
* نعم! ماذا جرى؟؟
ـ الهجوم إبتدأ...
* جهزوا الهليكوبتر، فوراً!
ـ لمَ، سيّدي؟
* لكي ألتجيء إلى إيران!!!
ـ سيّدي، أنا كنت بصدد نقل خبر الهجوم البرّي على غزة و...
* يقصف عمرك وعمر غزة، قصف! إعتقدتُ أنّ صهري عملها معي!!
ـ المعذرة، سيادة الرئيس. كان من المهم إعلامكم بالنبأ..
* طبعاً، هذا النبأ مهمّ. بل قل أنه بشارة!
ـ بشارة؟؟
* بـ.. شـ.. ا.. ر.. ة!! هل سمعتني جيدّاً؟
ـ الحقيقة، يعني في الواقع...
* أنتَ تتساءل، يا رئيس مكتبي، لمَ هوَ خبرٌ سعيد؟
ـ نعم، سيّدي.
* لأنّ إسرائيل ستتورّط في حرب طويلة الأمد..
ـ طويلة الأمد؟
* بل قل مستنقع. كما هو حال الأمريكان في العراق ؛ يعني أربع خمس سنوات، على الأقل.
ـ وما هو الضرر من إسرائيل، ما دمنا سمن على عسل منذ أربعين خمسين سنة؟!!
* ولكن، لا تنسَ المحكمة الدولية!
ـ وهل ستعقد المحكمة في تل أبيب، سيّدي؟
* ربّنا يسمع منك، إنه سميعٌ مُجيب!!!
ـ وإذاً، فما هيَ المشكلة؟
* ألم يقل رئيس المحكمة ذاك، اللعين، أمام مجلس الأمن، أنّ الأدلة ستكون جاهزة حتى الصيف؟
ـ قصدكم، سيّدي، أنّ المجلس عندئذ سيكون مشغولاً بغزة؟
* نعم، وسيقول رئيس مجلس الأمن لرئيس المحكمة الدولية : quot; في الصيف ضيّعتَ اللبن quot;!! قه قه قه
ـ رائع، سيّدي..
* وإذا إنتهت حربُ حماس في الصيف، فسيشعلها حزبُ الله في لبنان. أوكي!؟
ـ سيادتكم مخطط عبقري..
* معلوم! وهل كان سهلاً وصولي إلى رتبة فريق أول ركن!!
ـ لقد أشعلت الأرضَ تحت أقدام المحكمة الدولية، من العراق إلى لبنان إلى فلسطين إلى...
* إلى أمريكة نفسها!
ـ يعني، نقدر نقول أنّ الأزمة المالية، العالمية، هيَ من تخطيط سيادتكم؟
* والله، فيك تقدّر!!!
ـ سيدي، كنت دائماً أتساءل : هل من العدالة أن يحكم رجل صغير، مثل بوش، بلداً عظيماً مثل أمريكة ؛ فيما يحكم رجل عظيم، مثل سيادتكم، بلداً صغيراً بحجم سورية؟؟
* إننا أمة عظيمة ذات رسالة خالدة...
ـ وحدة حرية إشتراكية!
* وعلّمنا العالم، كله، معنى الحرية : quot; متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً quot; ؛ كما يقول عمر بن الخطاب صلى الله عليه وسلم!!!!
ـ هل سيَردُ هذا القول في خطابكم، أمام القمة العربية الطارئة؟
* تقصد، خطابنا القومي الهام والشامل! على فكرة، هل تمّ تنقيح هذا الخطاب؟
ـ تفضلوا سيادتكم، وإطلعوا عليه..
* هم م م. عبارات قوية، مزلزلة، بحجم معركة غزة!
ـ وخاصة عبارة quot; أنصاف الرجال quot;، التي سيفرح بها سماحة السيّد أبو علي و...
* وعلى قول المثل : quot; من قلة رجالنا أسمينا ديكنا أبو علي quot;!!!! قه قه قه
ـ سيّدي، ما رأيكم لو وضعنا هذه المرة عبارة quot; أرباع الرجال quot;!؟
* فكرة، والله!
ـ وهذا ما سيُفرح الأخ مشعل، قائد المقاومة الباسلة..
* بالمناسبة، هل أتممتم تفاصيل إستشهاد هذا الأخ، بعبوة ناسفة من وضع الموساد الصهيوني؟!!
ـ سيّدي، الخطة جاهزة تقريباً. ولكن معلومكم، تمّ تأجيل إستكمالها بسبب أحداث غزة و...
* معلوم، معلوم! أصلاً، من المهم أن يكون هناك فاصل زمني، مريح، بين إستشهاد الأخ مغنية وهذا الأخ ؛ حتى ما نقع في دائرة الشبهات والشكوك و.. الخ!!
ـ سيّدي، عذراً لهذا السؤال : لماذا لا يبادر الموساد، بنفسه، إلى تنفيذ هكذا إغتيالات، عندنا؟
* عندنا أو عندهم ؛ على أيدينا أو على أيديهم.. فما هو الفرق ما دام طريق الشهادة واحدٌ!!!!
ـ صدقت، سيّدي، وكما قال أبوكم الخالد : quot; الشهداء أكرم بني البشر quot;.
* أكرم بني البشر.. قه قه قه.

دلور ميقري

[email protected]