الوقائع على الارض تؤكد على نجاح اسرائيل بدرجة ساحقة في تأديب عملاء ايران في غزة ولبنان، ففي غزة تم تلقينهم درسا لن ينسوه ووجهت لهم ضربات قاصمة سحقت أوكارهم الارهابية وهدمت أنفاقهم، وحصلت اسرائيل على ضمانات ومكاسب جديدة تمثلت في تعهد دولي واسع لمراقبة الحدود مع مصر، وتم خنق ما تبقى من عملاء ايران في غزة بعد ان أنفضحت مؤامراتهم على الشعب الفلسطيني وتسببهم في مأساة الخراب وسقوط الضحايا المدنيين.


أما في لبنان فقد شاهدنا حالة الذعر والهلع والصمت التي لازمة عملاء ايران هناك، بل أكثر من هذا حرص هؤلاء العملاء على توفير الحماية لإسرائيل ليل نهار ومنع اطلاق النار من قبل الفصائل الفلسطينية المتواجدة في جنوب لبنان، وحالة الجبن والهلع التي ظهرت على عملاء ايران في لبنان مؤكد انها ليست تعبيرا عن (( الشعور بالقوة والزهو بالنصر الإلهي )) وانما هي أعلان صريح بالإذعان والاستسلام والأعتراف بقوة الخصم والخوف منه.

وليت اصحاب الأصوات المؤيدة لعملاء ايران ان يأتوا بأدلة اخلاقية ودينية ووطنية... تبيح التعامل مع ايران وسوريا والمتاجرة بدماء ملايين البشر ومصيرهم ووضع مستقبل فلسطين ولبنان رهينة في سوق المساومات السياسية الرخيصة.

أما عن الأدلة الاخلاقية الدينية والوطنية التي تبيح الفرح بهزيمة عملاء ايران ومحاربتهم فهي.. لايوجد في المباديء ما يبرر العمالة لدى ايران وسوريا وبيع الأوطان لهما، ولايوجد في الاسلام ما يبرر رهن حياة ومصير ملايين البشر بيد ايران وسوريا وجعلهم جسرا تعبران عليه لتحقيق ألاعيبهما، فأسرائيل اقوى دولة في المنطقة، والحكمة والعقل والمنطق يقول لابد من ملاحظة موازين القوى ومصلحة الشعوب عند التعامل معها، ثم انها مستعدة لعقد اتفاقية سلام مع الجميع، فلماذا الانتحار في محاربتها، ومن يقول ان اسرائيل ليست قوة مرعبة عسكريا.. أسأله لماذا جبن وصمت عملاء ايران في لبنان ولم يحاربوها لو تكن مرعبة ونجحت في تأديبهم؟

طبعا مؤامراة ايران وسوريا سوف لن تنتهي عند هذا الحد، فالمؤامرة الكبرى القادمة ستستهدف مصر هذه المرة، فمصر مهددة في السقوط بيد ايران، واذا كان يصعب على ايران تدبير انقلاب عسكري، فأنها استطاعت اختراق الشعب المصري بواسطة علاقتها مع الاخوان المسلمنن، وتكوين لوبي من المثقفين والكتاب المصريين المترزقة الذي يطبلون للاطماع الايرانية، وقد نجحت ايران في وضع اقدامها بين صفوف الشعب المصري بفضل الاغراءات المالية، ومواقف الاخوان المسلمين وحثالة المرتزقة، وليس امام الدولة المصرية ألا رفع القبضة الحديدية والضرب بقساوة على رأس كل من يكتب أو يصرح أو يتعاون بصورة مباشرة مع ايران.

ان السياسية هي فن استثمار اللحظة، وهذه اللحظة التاريخية تفرض علينا استثمارها لمحاربة الارهاب والمؤمرات الايرانية - السورية حتى لو اضطررنا الى التعاون مع اسرائيل فلا يوجد ما يمنع من التعاون معها طالما كان الهدف شريفا ونبيلا وهو الدفاع عن أوطاننا وأمنها واستقرارها، بوجه العدوان الايراني - السوري وتوابعهما من التنظيمات الارهابية.

خضير طاهر

[email protected]