كان التحذير في السابق للأطفال والصبيان أن لا تلعبوا بالنار، فالنار تشوه وقد تميت، أما في العراق اليوم، اصبح اللعب بالنار (لعب عيال ) ولدينا جدول طويل ما بين مفخخة و ناسفة وقاصفة،ما جرى وما يجري من نقاش حول قانون الأنتخابات، فهو لعب بالمتفجرات من طراز أول.

المراقب لما جرى ويجري يلاحظ أن معظم القوائم الكبيرة كانت لا تحبذ القائمة المفتوحة، والتي تعني أن من حق المواطن وليس التنظيم السياسي تحديد من يمثله في مجلس النواب، ومعظم القوائم الكبيرة والتي قدمت ما قدمت من ضحايا للخلاص من النظام السابق لم تستطع وليومنا هذا الخلاص من شباك عنكبوته في مواضيع الأمرية والسيطرة والدكتاتورية فهي مجموعة سلوكيات أختزنها العقل العراقي للعشرات من السنين، والتخلص منها لا يتم بين ليلة وضحاها، ولن يتم بطريقة عشوائية بل عن طريقة مسائلة العراقي والقائد السياسي العراقي لنفسه وسلوكه، نعود من جديد لقضية المتفجرات، بعد أن أعلن السيد السيستاني موقفه من القائمة المغلقة والمفتوحة،وأنه الى جانب القائمة المفتوحة، اعلنت جميع الكتل السياسية تأيدها العلني للقائمة المفتوحة،ولكن الموقف الحقيقي للعديد منها العمل من أجل أجهاض القائمة المفتوحة عن طريق وضع العثرات والجرجرة في النقاش وتقديم الأقتراحات تلو الأقتراحات المختلفة بحيث تاهت ألأمور على اللجنة القانونية في مجلس النواب وعلى رئيس المجلس وللتخلص من المسؤولية والحفاظ على أحترامه لنفسه ومعرفته من نوايا البعض راح يلقي الموضوع على عاتق المجلس الأمني، وبينما مجلس النواب دستوريا أعلى سلطة تشريعية والمجلس ألأمني لا وجود له في الدستور، وهكذا تم دفع قانون الأنتخابات الى المجهول مرة أخرى.


ما هي أحتمالات الوضع :
سوف يقال لم يعد وقت لأن موعد ألأنتخابات قريب ولذا نعود الى القانون القديم والقائمة المغلقة وهذه حقيقة العديد من القيادات السياسية التي لا تجرؤا ألأعلان عن موقفها الحقيقي خاصة بعد أعلان السيد السيستاني موقفه وهذا ما قد يثير ضجة وتكون أحدى المتفجرات لنقول من نوع اللاصقة


وقد يقال لم يعد هناك من وقت ويجري تأجيل الأنتخابات الى أن نجد طريقة للأتفاق،وتعتبر الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال وهناك بين الكواليس تدور همسات عن اتفاقات داخل مجلس النواب بين بعض الكتل الكبيرة للأطاحة بحكومة المالكي والمجئ بحكومة مهمتها الأشراف على ألأنتخابات، وهذه من نوع المتفجرة الناسفة.
وتثار قضية كركوك، وهي ليست بالجديدة وتثار في كل أنتخابات، وفي كل مرة يعاد النقاش من جديد ولا يبنى على تجارب سابقة، وما يرافق النقاش حول كركوك من مقاطعة للأنتخابات وأنسحابات وتهديدات، وهذه قذيفة هاون بعيدة المدى قد تكون أطلقت من داخل الحدود أو من خارجها.


وتثار قضايا وقضايا فقط من أجل أضاعة الوقت منها مثلا زيادة عدد مجلس النواب، ومنها الموقف من مفوضية ألأنتخابات، ومنها قضية ألتعداد السكاني لبعض المحافظات،المهم بالنسبة للبعض تأجيل ألأنتخابات أو العودة للقانون القديم.

بعيدا عن المتفجرات بأنواعها المختلفة، ايتها السيدات وأيها السادة أعضاء مجلس النواب الأعزاء يا من وضع أهل العراق ثقتهم بكم،برروا هذه الثقة وأتخذوا موقف جريئا من أجل السلم ألأهلي وبناء العراق وأبحثوا عن صيغة توصل لمجلس النواب من ينتخبه ألناس في العراق.


أتسائل وما الخطأ في أعتبار العراق دائرة أنتخابية واحدة، عن هذه الطريقة حلت مشكلة كركوك، ولا حاجة في هذه الحالة بحث أن كان تضخم سكان كركوك أو كربلاء أو غيرها من مدن العراق، والدائرة الأنتخابية الواحدة تضمن للعراقي حقه في انتخابات عراقية وليست مناطقية، فالأنتخابات المناطقية جرت في أنتخابات مجالس ألمحافظات، ومجلس النواب المنتخب سوف يشرع قوانين لكل العراق وليس لهذه المنطقة أو تلك،فهو مجلس نواب عراقي لكل العراق ومجالس المحافظات تشرع القوانين فيما يخص المحافظة. وعن ةهذا الأسلوب نكون قد أنتهينا من موضوع أنتخابات كركوك، وأنتهينا من المشاكل ألأخرى.

أمل أن يسمع البعض، وأمل أن يقرأ البعض، وأمل يضع أعضاء مجلس النواب وقياداتنا السياسية العراق، كل العراق أمام ضمائرهم،،أما أن نسير في طريق بناء الدولة الفدرالية العصرية أو ندخل في متاهات، تزيد من مأسي العراق وشعبه، وتعطل بناء الدولة العراقية وقد تكون المتفجرات من الضخامة بحيث تفجر مجلس النواب نفسه فاللعب بالمتفجرات، أخطر من اللعب بالنار.

الدكتور فاروق رضاعة