لم يعد حماس الولايات المتحدة لاستخدام الخيار العسكري او التلويح به ضد ايران كمان كان في السابق وسط حديث عن مراجعات تقييمية لاجهزة الاستخبارات في واشنطن حول قصة النووي الايراني برمته.

الولايات المتحدة اليوم تبحث عن اقتناص مواقف سياسية من طهران، لقاء وقف الحديث في المسالة النووية، او الترويج لتوقف ايراني مباشر عن استئناف برنامجها النووي.

القضية اذا تحولت الى صفقة سياسية تتعهد فيها اسرائيل بدولة فلسطينية قابلة للحياة، لقاء وقف جزئي وفاعل للبرنامج النووي الايراني من قبيل وقف تخصيب اليورانيوم كخطوة اولى.

وبعيدا عن حقيقة هذه التحركات فان الامور تجري في اسرائيل باتجاه تهيئة الاجواء لسينارية من هذا القبيل تكون فيه اسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات على صعيد القضية الفلسطينية لقاء وقف تهديد النووي الايراني الذي طالما شكل صداعا مزمنا.

في اسرائيل يتندرون بمقولة شمعون بيريس quot; لن نكون وحدنا من يدخل النووي الى المنطقةquot;، الاسرائيليون اليوم يجدون صعوبة في تصديق امكانية تخلي ايران عن مشروعها وطموحها النووي مقابل تعهدات وحبر على ورق اسرائيلي امريكي.

في المقابل فان الكلفة المرتفعة لهكذا صفقة تجعل منها مهمة صعبة غير قابلة للتطبيق في نظر كثير من الاسرائيليين، فايران تطالب فضلا عن قيام دولة فلسطينية على الجانب الغربي من نهر الاردن، وضع حد لاحتلال الجولان وفتح مفاعل ديمونا امام مفتشي الوكالة الدولية.

الملفت ان العروض الايرانية للولايات المتحدة لم تتوقف حتى في عهد بوش، وفي ايامه الاخيرة داخل البيت الابيض عرضت طهران ثلاثة عناصر كاساس لاتفاق ينهي التوتر في المنطقة هي تجميد النووي وتبني المبادرة العربية للسلام ووقف دعم منظمات حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله. لكن ادارة بوش بطبيعة الحال رفضت العرض.

حتى في الايام التي تلت 11 سبتمبر كانت عروض ايران السخية تتوالى على الادارة الامريكية للمساعدة بل ممارسة دور كبير في واد الارهاب لكن بوش فضل اعتماد طريقته المسماة بمحور الشر.

سياسة العقوبات التقليدية لم تؤت اكلها، واوباما يؤمن باستدارة سياسية للتعاطي مع طهران عبر الحوار على اساس المصالح المشتركة ويبقى ان تلقى هذه الصفقة قبولا من كافة الاطراف.

*كاتب وإعلامي أردني