تناقلت وکالات الانباء الخبر الخاص بضبط سفينة ايرانية کانت محملة بالاسلحة ومتوجهة لليمن، خبر سوف يجد الکثير من الآذان الصاغية الى مراميه و ابعاده الخطيرة وهو سيوضح مرة أخرى النوايا العدوانية لنظام ولاية الفقيه الإيراني ضد الدول العربية و سعيها الدؤوب للنيل من استقرارها و امنها الاجتماعي و القومي من أجل أجندة مبيتة لاتخدم سوى مصالح النظام الايراني ذاته.


وبالنسبة لنا کمجلس اسلامي عربي خبير و مطلع على دقائق و تفاصيل التورط الايراني في مختلف دول المنطقة، فإن ضبط سفينة إيرانية محملة بالاسلحة و في مکان محدد يثبت و بشکل قاطع النية المبيتة للنظام الايراني ويضعها مرة أخرى و شعاراتها البراقة في مواضع التهم سيما وان قيامها بصب الزيت على النار لن يکون مجديا و لامفيدا لأي طرف من أطراف الصراع في اليمن سوى النظام الايراني نفسه الذي يبدو انه وعن طريق نقل الفتن و المؤامرات الى حدود عربية جديدة ينوي ان يبعث رسائل جديدة الى عواصم معينة على وجه التحديد خصوصا وانه طفق يلعب في ساحات لم يکن بإمکانه سابقا من الوصول إليها بسهولة لکنه وبسبب من تداعيات و تداخلات الاوضاع السياسية على مختلف الاصعدة فقد تمکن لسبب او لآخر من النفوذ لمناطق جديدة لکنه وعلى الرغم من تأکيداته السابقة على أنه لايتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، فإن ضبط هذه السفينة و بهذه الصورة المريبة تدل و بشکل قاطع ان نظام ولاية الفقيه في إيران ماض قدما في سياساته العدوانية ضد المصالح الخاصة للأمة العربية و امنها القومي وان وصولها الى البحر الاحمر و عبثها في تلك المنطقة يدل على ان هذا النظام مصر تماما على تنفيذ مخططاته العدوانية الشريرة وان اهدافه الاساسية مازالت محددة بالدول العربية و الاسلامية وليس الکيان الصهيوني و الولايات المتحدة الامريکية حسبما يعلن في وسائل الاعلام للإستهلاك الاقليمي و الاسلامي.


ان التدخلات الخطيرة و الاستثنائية التي قام و يقوم بها النظام الايراني في مختلف البلدان العربية و الاسلامية باتت مبعث قلق و توجس غير عاديين لکل الاطراف بدون إستثناء، وان الايام قد أثبتت ان هذا النظام لايرعوي أبدا عن مخططاته و نواياه العدوانية الشريرة أبدا على الرغم من تأکيداته بهذا الصدد وانه يمارس خدعه و حيله المختلفة من أجل سياسة کسب الوقت الذي يجيدها بدهاء والتي يخدع من خلالها العالم برمته واننا في المجلس الإسلامي العربي في لبنان نحذر مرة أخرى و بشدة من مخططات هذا النظام و ندعو البلدان العربية الى أخذ المسألة هذه على محمل الجد و تدارسها بالصورة التي ينبغي لها ومن دون ذلك فإن النظام الايراني لن يقف عند حدود معينة وان الضعف و التراخي العربيين أمامه يدعوانه للمزيد من السعي العدواني المحموم بحثا عن مناطق نفوذ جديدة لفرض إملائات جديدة على مختلف الاطراف العربية و الاقليمية و الدولية.


ان السؤال الذي لابد من طرحه و التوقف عنده ملية هو؛ هل ان هذه السفينة الايرانية کانت الاولى والاخيرة من نوعها وهل ان النظام الايراني لم يبعث بسفنquot;عدوانية شريرةquot;أخرى للدول العربية کالكويت والبحرين والسعودية والإمارات وحتى قطر؟ ان منطق العقل و الحکمة يؤکدان من دون أدنى شك من أنها ليست السفينة الاولى ولن تکون الاخيرة لنظام يکمن سر بقائه في تصديره للإرهاب يمينا و يسارا.


*الامين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان.