مرة أخرى يصر نظام ولاية الفقيه الإيراني على المضي قدما في سياساته و مواقفه المشبوهة ضد وحدة صف الامة الاسلامية و يجنح من جديد الى دق أسفين بين أبناء الامة الواحدة من أجل أهداف ليست لها أدنى إرتباط بالدين الاسلامي الحنيف وانما لغاية تتقطر خباثة و لؤما و حقدا على دولة يشهد لها کل العالم الاسلامي بحرصها و إلتزامها بخدمة الاسلام و المسلمين وکل مامن شأنه أن يعلي من مکانة و منزلة هذا الدين الحنيف في العالم أجمع.

النظام الايراني الذي عود العالم بشکل عام و الامة العربية و الاسلامية بشکل خاص بمواقفه العدوانية المتشنجة التي تدفع بسياق الامور نحو مفترق الازمات، يعود مرة أخرى لکي يکرر مواقفه المشبوهة و المرفوضة من مسألة إستغلال شعيرة الحج لأغراض سياسية بحتة لاعلاقة لها البتة بالشعيرة و لاحتى بالدين الإسلاميzwnj; ذاته و يسعى للتشکيك في مصداقية المملکة العربية السعودية و قادتها الميامين الراشدين من مسألة الحج و إظهارهم بمواقف ماأنزل الله بها من سلطان لالشئ إلا لأجل مزاعم و ألاعيب سياسية باطلة يفوح منها رائحة بث الفرقة و روح العداء بين النسيج المؤتلف و المتماسك للأمة الاسلامية وکأن نظام ولاية الفقيه لايکتفي بالحملة الصهيونية الغربية ضد الاسلام هنا و هناك فينضم إليهم کي يزيد من تأجيجها و تسعيرها متناسيا و غافلا عن أن المملکة العربية السعودية کانت و ستبقى حصنا حصينا و درعا واقيا للاسلام و الامة الاسلامية وان مواقفها و سياساتها الحکيمة بهذا الشأن لمن الکثرة بحيث يحار المرء لأي منها يشير او عن أي منها يتحدث، وان الحکمة السعودية و مواقفها الجدية الواضحة من أية جهة تسعى للنيل من الاسلام و المسلمين بمثابة بديهية ليس لکل مسلم في کافة أرجاء العالم وانما لکل العالم برمته و هو بمثابة وسام شرف و جدارة لقادة هذه الدولة الرشيدة و على رأسها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لايأل جهدا في سبيل إعلاء کلمة الإسلام و المسلمين وتوحيدهم.

ان تلك الدعوة التأليبية المشبوهة المنطلقة من أعلى هرم نظام ولاية الفقيه و من رئيس الجمهورية نفسه بخصوص إستغلال شعيرة الحج العبادية لأغراض سياسية بعيدة کل البعد عن الدين و إطلاقهم تصريحات بالغة العداونية ضد المملکة العربية السعودية، يؤکد مجددا عزم هذا النظام من خلال أعلى المستويات على اتخاذ مواقف بالغة السلبية من تلك السياسة السمحاء و الرشيدة التي تتبعها المملکة بتوجيه و عناية خاصة من لدن خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بخصوص العلاقة مع إيران وانها لاتبتغي من وراء ذلك سوى غايات و اهداف غير سوية و لاتفيد الاسلام بشئ ماعدا بث الفرقة و الضغينة بين أبناء الامة الواحدة سيما وان مواقف خادم الحرمين الشريفين بهذا الصدد واضحة أشد الوضوح مثلما أن دعوته الکريمة للحوار بين الاديان قد أثبتت هي الاخرى حرص جلالته من أجل إظهار الدين الاسلامي الحنيف بمواقف مشرفة أمام العالم و بيان ماهيته الانسانية التسامحية الرحيمة وان تلك المواقف العدائية التصعيدية لشخص الولي الفقيه و من بعده رئيس جمهوريته تؤکد مرة أخرى و بشکل جلي ان هذا النظام يسلك کافة السبل من أجل إظهار الاسلام وکأنه و حاشاه من ذلك دين فرقة و ضغينة و عداء ومثلما تتجه أصابع الاتهام صوبهم دوما بتمويل و دعم فرق الارهاب و التضليل و الدمار و غسل الادمغة في العالم برمته، فإننا نوجه إليهم اليوم أيضا تهمة السعي مجددا لتسويق بضاعة کاسدة سبق وان ردت إليهم في عهد من کان أقوى بأسا منهم وان قادة مهبط الوحي و حملة الرسالة الاسلامية السمحاء الى العالم أجمع لهم الاجدر و الاحرص على حفظ الدين الاسلامي و صيانة اداء شعائره المقدسة على أتم وجه وليس هناك من شئ اوضح و أفصح تعبيرا عن هذا الامر مثلما يتجلى في تلك الخدمات الکبيرة و الاستثنائية المستمرة التي قدموها و يقدمونها الى حجيج بيت الله الحرام وان المملکة العربية السعودية المضيافة دوما لکل مسلم و مسلمة لن تتأثر أبدا بمثل هکذا تخرصات و مواقف مشوهة بعيدة عن روح الاسلام و معدنه الاصيل.


اننا کمجلس إسلامي عربي في لبنان ندعو قادة الدول العربية و الإسلامية بشکل عام وشيعة العرب بشكل خاص للوقوف بصلابة ضد هکذا إستغلال رخيص لشعيرة الحج من أجل مآرب مشبوهة و نحث الامة الامة الاسلامية على المزيد من اليقظة و اخذ الحيطة و الحذر من الانخداع و الانسياق خلف هذه المواقف المشبوهة التي کما أسلفنا بعيدة کل البعد عن الدين الاسلامي الحنيف ونحذر في نفس الوقت النظام الايراني من التدخل في شأن لايعنيه بتاتا والاجدى به أن ينصرف لمعالجة مشاکله و ازماته المستعصية لا أن يرهق نفسه و کاهله بأمر جديد لن يتمکن أبدا من حمله، ولوجه الله سبحانه وتعالى ننصح قادة نظام ولاية الفقيه أن إنصرفوا لأمورکم و شأنکم الخاص، و دعوا البيت الحرام لمن يخدمه بحق ومن دون تزلف و رياء.

*الامين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان.