إن ادانة quot;داوود الشريانquot; للاتحاد الدولي للصحفيين دون اي معرفة بالاتحاد وعمله (10 شباط) لا يفيد سجل quot;الحياةquot; وسمعتها كصحيفة متميزة بالبحث عن الحقائق وتعبر عن افكار ناضجة. لو أن quot;الشريانquot; تحامل على نفسه وقام بابسط عمليات البحث لكان قد عرف بأن الاتحاد الدولي للصحفيين هو أكثر المدافعين صلابة وأعلاهم صوتا في الدفاع عن حقوق الصحفيين في الشرق الأوسط، وأنه الجسم الممثل لغالبية جمعيات واتحادات الصحفيين في المنطقة.

إن الاتحاد الدولي للصحفيين في طليعة المطالبين بمحاسبة اسرائيل على ما اقترفته بحق الإعلام في غزة، وأدان الاتحاد جميع الأطراف المذنبين بترهيب الصحفيين سواء كان ذلك في العراق أو في فلسطين. ويربط الاتحاد الدولي للصحفيين اقواله بأفعاله، من خلال تنفيذه برامج عملية مثل برامج التضامن والمساعدة الانسانية.

إن عملنا في مجال الصحافة الأخلاقية الهادف إلى انهاء استخدام الإعلام في إذكاء نار الصراعات ودعم الطائفية السياسية يلقى دعما واسعا من قبل جمعيات الصحفيين واتحاداتهم عبر المنطقة.

لكن quot;داوود الشريانquot; ليس مهتما بأي شيء من هذا. إن اهتمامه متركز على الجغرافيا. إنه يسأل لماذا البحرين؟ لماذا ليست مصر، أو الكويت، أو لبنان؟

إن مجرد طرحه مثل هذا السؤال يظهر كيف أنه فشل، أو أنه غير مهتم، في فهم السبب الجوهري للصحافة الأخلاقية ndash; العمل على مساعدة الصحفيين في تفكيك الرابطة المسمومة بين الإعلام والصراع السياسي في المنطقة.

إن تعليقه التحقيري واللامبالي عن الاتحاد الدولي للصحفيين (والذي يعترف بأنه لا يعرف عنه شيئا) حيث يقترح بأنه يمكن تشبيهه بشركة quot;اوف شورquot; مجهولة هو إهانة لشبكة اعضائنا في المنطقة العربية الذين يقودون هذه المبادرة والذين يعملون من أجل تطوير الصحافة في المنطقة.

تعمل مبادرة الصحافة الأخلاقية على تشجيع الصحفيين لأن يكونوا مسئوولين. إنها ترجوهم أن يتأكدوا من أن المعلومات التي يقدمونها موضوعة في سياقها الملائم. ويقدم ما كتبه quot;الشريانquot; مثلا صارخا عن الصحافة التي تخذل قرائها بعدم إخبارهم كامل القصة. إن هذا النوع من قلة الاهتمام بالحقيقة ووضعها في السياق الملائم هو الذي يحط، منذ عقود، من شأن الإعلام في المنطقة.

تعمل جمعيات واتحادات الصحفيين العربية للخروج من ظلال هذا النوع من الصحافة. وقد أظهرت هذه المنظمات في المؤتمرات التي عقدتها السنة الماضية في الدار البيضاء وقبل أيام في دبي بأنها ملتزمة باستقلالية الصحافة، وبرؤية جديدة للإعلام قائم على القيم وعلى أخلاق تواصل تمكن الصحفيين من الارتباط بقضايا مجتمعاتهم وألا يظلوا ضحايا سلبيين خاضعين للسياسة.

يمكن لتعليقات كاتبكم الاحتقارية أن تكون تلبية لحاجته الداخلية بالتعبير عن مرارة سياسية، إن من حقه ان يقول ما يفكر فيه حول دول الخليج، لكن قادة الصحفيين يعرفون جيدا بأن كل دولة عربية تواجه مشاكل متعلقة بالنضال من أجل حرية التعبير. كما أنهم لا يستغفلون أنفسهم بالاعتقاد بأن القضية الأساسية، كما يقترح الشريان، هو اين يقع المكتب.

الشيء الأكثر أهمية هو النضال القائم داخل الصحافة من اجل الاستقلالية والنوعية. إن الاتحاد الدولي للصحفيين فخور بأن الصحفيين العرب يقفون من أجل حقوقهم ndash; إنهم يقومون بهذا في تونس والمغرب، كما يقومون به في البحرين والإمارات.

إنهم يبنون تضامنا طازجا وملهما في هذه الأوقات الصعبة، وهذا مدعاة للتفاؤل وبالتأكيد فإن هذا الموضوع يستحق اهتماما أكثر جدية من قبل صحيفتكم.

ايدين وايت
أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين