تناقلت بعض وسائل الاعلام العربي خبر غاية بالخطورة من خلال بيان صادر من مكتب الفنانة الجميلة هيفاء وهبي ترفض فيه نقل تفاصيل حفلة زواجها على الهواء مباشرة لعدد من القنوات العربية. اجزم ان الكثير من فحول العرب لم ينم تلك الليلة ليس بالضرورة بسبب هذا الرفض، بل بسبب ذلك الخيال العربي الخصب والذي تصب كل مجاريه في بحر العواطف، فكيف اذا كان الخبر يخص ليلة زفاف هيفاء وليس غيرها. كما اني اجزم ان الكثيرين منهم رددوا quot; ياليتنا كنا معكم quot; وايضا ليس بالضرورة معكم بالحفلة.

عرف عن الجميلة هيفاء انها تراعي حقوق المواطن العربي بكل اخلاص وتفاني وتمنحه جرعات خياليه قل نظيرها خاصة بين قمة عربية واخرى، فتساعد بقصد او بدون قصد الانظمة العربية من خلال تخفيف وامتصاص غضب الجمهور العربي، هذا الجمهور quot; المستعجل quot; و الذي يريد تحرير القدس بليلة واحدة دون أن يراعي أليات النضال واولويات الجهاد، خاصة بعد ان صدرت فتاوى جديدة تؤكد ان موضوع القدس لم يعد عاجلا مستعجلا بل الاوجب تحرير العراق اولا وهذا التحرير لايعني حسب فتاوى مراهقي الافتاء اخراج القوات الاجنبية بل طرد أهل العراق الحقيقيين من بلدهم تحت مبررات شتى لم يعد ابرزها ان هولاء فرس مجوس صفويون. بل ان هولاء اصلا اخطر على الامة من بني صهيون!!. وهنا يبرز دور هيفاء وهبي كجامع موحد نادر اجتمعت عليه الامة وتوحدت عليها الكلمة. فلا خلاف ولااختلاف على هيفاء.
لكن الخلاف يبدا من اعلى مسؤول حتى ماتردد عن دخول نحو 200 خروفا من مصر لغزة عبر الانفاق.

وبالمناسبة وطالما وصلنا الى انفاق غزة لم اعرف لماذا الاعلام العربي أنشغل بشكل كبير بالمشكلة التي وقعت بين حزب الله ومصر وتجاهل موضوع حفلة هيفاء مع العلم ان في الموضوع الاول ابرز الاعلام العربي كل طاقاته البذيئه من خلال استخدام quot; أرقى quot; انواع السب والشتائم بمفردات كان مجرد تناولها في المجالس الخاصة يعتبر quot; عيبآ quot; فكيف تحولت الى هذه العلنية وبهذا الشكل المخجل من كتاب وصحف وقنوات تدعي التطور والرقي وايضا تدعي انها quot; قومجيه quot;.

وفي هذه الحالة انا قادر على الجزم دون أدنى تردد ان هزه واحدة هيفاء وهبي تعادل كل هولاء الذين حولوا اسبوع الخلاف بين حزب الله ومصر الى منجم من بؤر الشتائم البذيئة المخجلة. لان هيفاء على الاقل تمارس مهنتها بشكل علني وهي توحد الامة اما ارباب الشتائم سلوكهم لايطابق أدعائاتهم وهذا نوع من النفاق الجمعي وهو ايضا نوع من الانفصام الجمعي والتراجع الجمعي.

لذلك فان هيفاء هي العنصر الرابح في هذه المعادلة وهذا يضيف عليها عبئا اضافيا بان تراعي حقوق الانسان العربي الذي غيبته الانظمة العربية، وابسط حقوق هذا المواطن على هيفاء ان يشاهد على الهواء مباشر حفلة زواجها مع حصولها على ضمانات او خارطة طريق بان حدود هذا المشاهد ستقف عند اعتاب باب غرفتها الخاصة مع زوجها المرتقب. ومع الامنيات الجميلة.

محمد الوادي
[email protected]