بشار إبراهيم من دبي:بإصرار غريب، أردات قناة الجزيرة الفضائية إقناعنا بالخطأ الفادح الذي ارتكبته، فكررته بالصوت والصورة/ الكتابة الغرافيكية.. ،وعلى الرغم من أن أدنى مشاهد نبيه (وهي سمة عامة للمشاهد العربي)، سوف ينتبه إلى ارتكابها ذاك، فإن قناة الجزيرة بدت ذاهلة عن أي تدقيق في خطأ معلوماتها، حتى أنها أعادت نشر الكتابة الغرافيكية الدالة على ما معناه أن (فيلم laquo;ملح هذا البحرraquo; نموذج للصعوبات التي يعانيها الفيلم الوثائقي)..
نعترف أن العنوان مليء بالنوايا الحسنة، ولا يريد إلا الخير، إذ يبدو أن قناة الجزيرة أرادت الإشارة إلى المعيقات والصعوبات التي تواجهها صناعة الفيلم الفلسطيني.. ولكن أن تحوّل قناة الجزيرة فيلم laquo;ملح هذا البحرraquo; للمخرج الفلسطينية آن ماري جاسر، من فيلم روائي طويل، إلى فيلم وثائقي، فهو أمر مدعاة للاستغراب..

من فيلم quot;ملح هذا البحرquot;
ترى كيف أمكن لقناة الجزيرة ذلك، والمشاهد المنتقاة من الفيلم تدلل، بوضوح لا لبس فيه، أن الفيلم روائي، دون أدنى شك في ذلك؟..
وترى كيف أمكن لقناة الجزيرة المضي في الخطأ، وثمة معلومات تتوارد طيّ التقرير تتحدث عن أطراف من حكاية الفيلم، تلامس ما يدور فيه، خاصة بصدد الفتاة الفلسطينية التي تعود من الولايات المتحدة الأمريكية للبحث والمطالبة بإرث جدها؟.. وتخوض مغامرات بهذا الصدد!..
خطأ قناة الجزيرة هنا يغدو خطيئة، خاصة وأنها تدعي امتلاك أسباب المهنية والحرفية في عملها!.. هذه المهنية التي تنطلق من معرفة، وتروم تقديم معرفة.. فكيف يمكن الوثوق بمهنية من يتحدث عن فيلم ما، دون التمييز بين أن يكون الفيلم روائياً أو وثائقياً، خاصة وأن الفيلم ليس مجهولاً، ولا نكرة، بل هو الفيلم الفلسطيني الذي حاز سمة الحضور في مهرجان كان السينمائي الدولي، في احتفالية فلسطينية مميزة، ونال جائزة في مهرجان أوسيان للسينما العربية والآسيوية في الهند، وهو الآن قيد العرض والمشاركة المميزة في العديد من المهرجانات، أقربها مهرجان قرطاج السينمائي الدولي..
في قناة الجزيرة، يخطئ من يتولّى الإعداد، وكأن لا علاقة له بالسينما الفسلطينية.. ويخطى من ينجز الكتابات الغرافيكية، وكأنه لم يشاهد الصور المتحركة التي يتضمنها التقرير.. وتخطئ المذيعة، دون أدنى التفاتة للعلاقة بين ما تقرأ مما بين يديها، وما تعرضه الصور على الشاشة!..
خطأ قناة الجزيرة هنا هو خطيئة..
ولكن لماذا لا تمتلك قناة الجزيرة، وهي التي تدعي المهنية والحرفية، مستشاراً سينمائياً يدلها إلى أخطائها؟!..