بيروت: اعلنت المديرية العامة لجهاز الامن العام في لبنان الخميس ان وزارة الداخلية التي يتبع لها هذا الجهاز سمحت الخميس بعرض فيلم برسيبوليس الذي يتعرض للوضع في ايران، في الاراضي اللبنانية. واوضح بيان الامن العام بهذا الصدد ان وزير الداخلية حسن السبع هو الذي اعطى الاذن بعرض الفيلم في قاعات السينما في لبنان.

وجاء في البيان ان وزير الداخلية حسن السبع quot;طلب من المدير العام للامن العام (اللواء وفيق جزيني) توضيحا حول هذا الأمر، وبعد اطلاعه على التوضيح قرر الوزير الموافقة على منح الاجازة لعرض الفيلم المذكور على الاراضي اللبنانية وفق القوانين المرعية الاجراءquot;. وكان اللواء جزيني اعلن لوكالة فرانس برس الاربعاء ان quot;الفيلم يتهجم على الاسلام ونظام معين هو النظام الايراني وان عرضه قد يخلق حساسيات مع الدولة المقصودةquot;، نافيا ان تكون جهات معينة وتحديدا حزب الله قد اثرت على قراره.

وحرص جزيني على القول في الوقت نفسه ان الامن العام quot;لم يمنع الفيلم بل يتريث في عرضهquot;. وصباح الخميس قال مسؤول في الامن العام quot;اعطينا موافقتنا على السماح بعرض فيلم برسيبوليس في قاعات السينما اللبنانيةquot;. واثارت هذه المسألة ضجة خصوصا عندما دان وزير الثقافة طارق متري في تصريح صحافي الاربعاء منع عرض الفيلم، واوضح انه طلب من وزير الداخلية العمل على السماح بعرضه.

واوضح بيان الامن العام ايضا ان quot;لا صحة للاجتهادات والتفسيرات والمواقف المتكررة دائما حول خلفيات شخصية او سياسية او فئوية او مذهبية عند اتخاذ اي قرار بحق اي فيلم او مطبوعة لجهة السماح او المنع بل الالتزام باحكام القانون الموجودquot; في اشارة الى ما يتردد عن تعاطف مدير عام جهاز الامن العام اللواء جزيني مع حزب الله.

وفاز هذا الفيلم مناصفة بجائزة التحكيم خلال مهرجان كان عام 2007. وقد رشح لجوائز الاوسكار عام 2008 واعدته الفرنسية الايرانية ماريان ساترابي. وانجزت ساترابي الفيلم مع فنسان بارونو. وهو يعرض للقمع الذي كان يمارس في عهد الشاه، وايضا لحملات القمع والاعتقال والاعدام التي حصلت بعد اعلان الثورة الاسلامية في ايران بقيادة آية الله الخميني.

وتعرضت ساترابي لمضايقات من قبل السلطات الايرانية ما دفعها الى مغادرة بلادها الى النمسا ثم الى فرنسا ولم تعد ابدا الى ايران. ونددت حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد بهذا الفيلم واعتبرته مناهضا للاسلام ومناهضا لايران، الا ان نسخة منه طالها مقص الرقيب عرضت مرات عدة في ايران.

باريس ترحب برفع الحظر في لبنان عن فيلم يخص إيران

ورحبت وزيرة الثقافة الفرنسية كريستين البانل اليوم برفع الحظر في لبنان عن فيلم برسبوليس، وقالت الوزيرة في بيان صدر عنها quot;نرحب بقرار السلطات اللبنانية السماح بعرض الفيلمquot;، وأشادت بالعلاقات بين فرنسا ولبنان في مجال السينماquot;، وأشارت بهذا الصدد إلى التعاون اللبناني ـ الفرنسي بإنتاج فيلم (سكر بنات) الذي خرج في الصالات الفرنسية العام الماضي

وكان مكتب الرقابة في مديرية الأمن العام اللبناني منع عرض الفيلم الذي نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي العام الماضي. ويتناول الفيلم عمليات القمع في إيران في ظل حكم الشاه، وينتقد أيضا التوقيفات والإعدامات في السنوات التي تلت الثورة الإسلامية الإيرانية.

ونقلت صحيفة (لوموند) عن وزير الثقافة اللبناني طارق متري في تصريح أدلى به أمس إنه لم يشاهد الفيلم بعد، ولكنه قال quot;إنها مسألة مبدأ، طالما أن العمل لا ينتهك الأمن العام ولا الأخلاق ولا يمس بالإسلام ولا يحض على العنصرية فلا سبب لمنعهquot;. وأبدى أسفه لـquot;قانون بالٍ يمنح الأمن العام سلطة اعتباطيةquot;، ويطرح مشاكل يوميا. وذكر متري أن وزير الداخلية حسن السبع استدعى مدير الأمن العام وفيق الجزيني وطلب منه توضيحات حول منع الفيلم فأبلغه الأخير بأن الفيلم يسيء للجمهورية الإيرانية، واعتبر متري ذلك quot;حكما سياسيا ذاتياquot;، ونوهت الصحيفة بأن المقصود بهذا هو تعاطف الجزيني مع حزب الله.