محمد الحمامصي: (تغريبة مصرية .. سيرة شعبية معاصرة) عنوان المسرحية التي صدرت هذا الأسبوعللكاتب محمد أبو العلا السلاموني عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهي تغريبة مسرحية مكتوبة في إطار شعري تراثي يحاكي شكل السيرة الشعبية ويسير علي نهجها ويستلهم بنيتها التراثية المتميزة كمحاولة لتأصيل شكل مسرحي مصري له هويته القومية وبنيته الشعبية.
وتدور وقائع التغريبة في إحدى القرى المصرية، حيث مقهي القرية ودوار العمدة، وتعبر عن البطولات الشعبية في وجدان الشعب المصري ضد مظاهر الفساد في المجتمع وضد سلبيات عصر الانفتاح.
يشير المؤلف في استهلاله للمسرحية إلي أن قصة الجندي العائد من الميدان بعد سنوات إثر إصابته وفقد الذاكرة تيمة شهيرة في تراث الأدب العالمي هي أيضا نفس تيمة بطل السيرة الشعبية عندنا في تراثنا العربي والتي تعبر عن غربة البطل واغترابه عن أهله ومجتمعه وأفكاره أو التنكر لهم، كما حدث لعنترة والهلالي وسيف بن ذي يزن والزير سالم وغيرهم من الأبطال الشعبيين ولعله من المدهش حقا أن هذه القصة أو القيمة مازالت تنطبق علي بطلنا المعاصر، أعني جندي نصر أكتوبر، ذلك البطل الذي نسيناه أو تناسيناه في غمرة همومنا الاجتماعية والسياسية حتى أصبح غريبا عنا وقائعها منا لا نكاد نذكره أونتذكره أو حتى نحتفي بذكراه في عمل فني كبير جدير بما حققه لنا من بطولات أو انجازات مثلما احتفينا قديما بأبطال السيرة الشعبية في مقاهينا وأجراننا وسامرنا أو كما يحتفي العالم المتحضر بأبطاله من خلال فن السينما والأعمال الروائية والدرامية والملحمة العظيمة.
ويضيف السلاموني: من هنا جاءت هذه التغريبة المصرية المعاصرة التي يعيشها بطلنا المصري منذ سنين لتعبر عنه وعن محنته معا لعلها تذكرنا وتحرك فينا نخوة البطولة وتبعث فينا الروح التي افتقدناها والتي نحن في أمس الحاجة إليها أو تعيد إلينا الثقة والعزم في مواجهة ما نعانيه من خطوب وضغوط وإحباطات علي المستويين المحلي والعالمي.
الجدير ذكره أن محمد أبو العلا السلاموني له ما يقرب من ثلاثين مسرحية عرضت علي جميع مسارح الدولة، وكتب للمسرح الخاص والقومي والاستعراضي والمدرسي وحصل علي العديد من الجوائز منها جائزة الدولة في الآداب عن النص المسرحي، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي وجائزة أفضل نص مسرحي من منظمة الأليسكو في مهرجان قرطاج الدولي بتونس عام 1995 وغيرها.