الكُتاب العرب والنظرة المتبادلة (2)
rlm;laquo;rlm;الردحraquo; وسيلة الحوار الأبرز بين الكتاب العرب والخليجيين

الكُتاب العرب والنظرة المتبادلة (1)
خلف علي الخلف: ما عبر عنه بعض الكتاب السعوديين حول تأكيد وجود قوالب تعبيرية جاهزة، وتسميات مكرسة، وسقيمة، في ذهن الكاتب العربي عن الخليج والكتابة الابداعية الصادرة منه، أمر يستحق التوقف قليلاً؛ خصوصًا مع تأكيد آخرين منهم على وجود الارتزاق النقدي العربي في الكتابة عن كتاب خليجين، لا يوجد في كتابتهم ما يستحق التناول وإهمالهم لتجارب مبدعين تستحق المتابعة؛ لإن تلك التجارب لا تقف خلفها وتساندها نقديًا أموال rlm;laquo;rlm;سخيةrlm;raquo;rlm;! بينما رأى آخرون منهم أن على الكاتب الخليجي أن لايحتج على نظرة الكتاب العرب له؛ لأنه لم ينتزع استقلالية المثقف؛ فهو لا زال هشًا وتابعًا للمؤسسة الرسمية...

وكانت إيلاف قد توجهت لعددمن الكتاب العرب حول النظرة المتبادلة بين الكتاب العرب والخليجين وسوء الفهم الذي يشوبها... في الجزء الأول تحدث عدد من الكتاب السعوديين حول هذه القضية؛ وفي هذا الجزء يتحدث عدد من الكتاب العرب... وقد جاء في محور إيلاف الموجه للكتاب العرب laquo;هناك دائمًا سوء فهم بين الكتاب العرب وكتاب الخليج عمومًا، ويبدو متعمدًا في كثير من الأحيان. ففيما هناك تصور ذهني لدى الكاتب العربي بالعموم أن الخليج بلاد شاسعة من النفط والدولارات والرفاهية، والتخلف أيضًا فإن هذا التصور ينتج استغرابًا شديدًا لديه، وهو يقرأ اعمالا ابداعية مميزة من هذه البلدان، بل لا نغالي أنه يصاب بالدهشة! لأنها تكسر له مستقراً ذهنيًا تكرّس مع اجتياح الاعلام التقدمي للعالم العربي في بداية عصر rlm;laquo;rlm;الثوراتrlm;raquo;rlm; العربية ووسمه لهذه البلدان بالرجعية ليصبح كل ما يصدر عنها لا يمكنه الخروج من تحت هذه اليافطة...
على الجانب الآخر هناك حساسية شديدة من قبل مثقفي الخليج اتجاه الكاتب العربي بأنه صوت عالي يضمر حقدًا دفينًا على شعوب هذه المنطقة، بسبب البحبوحة التي يعيشون فيها والتي جاءت مع ارتفاع المداخيل النفطية، وان الكاتب العربي لا يكتب إلا تحت هذا الضغط النفسي للحقد... وعندما يكتب غير ذلك فهو مأجور طامع بالمال، ومرتزق ليس إلا..

هناك نماذج كثيرة من الكتابات المدونة تفي بالغرض للاستشهاد ونحن هنا نتحدث عن كتل المثقفين التي تطلق شعارات التنوير والحداثة والأمة والـ... وفي لحظة التجاذب تعود -في الطرفين- الى جغرافية الانتماء، ولندع الانتماء متوقفًا عند التسميات المعاصرة للدول العربية الناجزة، إذ إن هناك انتماءات لما قبل الدولة تظهر لدى المثقفين في تجاذباتهم داخل كل دولة على حدة.
هل يمكن عقلنة هذه التصورات والوصول الى فهم مشترك.. فهم عام يستند الى اسس عقلانية في فهم خصائص كل منطقة، تتجاهل المستقر الذهني الاعلامي المؤسس ايديولوجيًا أو شعارتيًا أو جغرافيًا أو قبائليًا، وتنحو باتجاه الوقائع الماثلة والفهم المستند الى قراءة النص نفسه أيًّا يكن هذا النص، بعيدًا عن اسقاطاتنا الذاتية عليه وتأويله على نحو ما نريد قوله لا ما يقوله..

كيف لنا أن نتقدم باتجاه الانساني المشترك، والمشترك ليس بين شعوب المنطقة فحسب بل مع كل شعوب الدنيا. إنها مائدة للحوار بعيدًا عن الشعاراتية التي تسم اللقاءات العربية الثقافية؛ الواقعية أو المتلفزة والتي ترطن بأننا شعب واحد، لغة واحدة... والحوار هنا ينطلق من رؤية تنظر للثقافة على أنها بالضرورة عابرة للقطرية...raquo; هنا الجزء الثاني. الذي يتضمن أراء لعدد من الكتاب العرب حول القضية المطروحة:


إبراهيم المصري (شاعر وصحافي مصري مقيم في الامارات): الثقافة العربية تقوم على الردح
في شهر يونيوـ حزيران الماضي، كنت في الجزائر لاستلام جائزة ابن بطوطة.. فرع rlm;الرحلة الصحافية، عن كتابي rlm;laquo;rlm;رصيف القتلى ـ مشاهدات صحافي عربي في العراقraquo; وكنت برفقة rlm;الصديق الشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة، على مقهى في العاصمة الجزائرية ومعنا عدد من rlm;الكتاب والكاتبات الجزائريين، إحدى الكاتبات وهي روائية شابة قالت لي rlm;laquo;rlm;لقد مللنا منكم أنتم rlm;الكتاب المصريون والمشارقةraquo; ابتسمت وقلت لها rlm;laquo;rlm;لا تقرأي لناraquo; ولم أسترسل في المناقشة، كنت rlm;أشعر حينها أنَّ من حق كل إنسان في بلده، أنْ يشعر بمركزيته تجاه ذاته وتجاه العالم، وأنْ يتوقف rlm;عن اعتبار الآخرين، مصنع ثقافته ومركزه، ولطالما كانت نظرية المركز والأطراف، تقوم بدور rlm;هائل وما زالت في الحقيقة، في تبخيس القيمة المنتجة إبداعيًا أو ثقافيًا في منطقة الخليج العربي rlm;على سبيل المثال، بوصفها حسب هذه النظرية المقيتة، طرفاً من الأطراف.rlm;
يتصل بذلك، هذا التلاسن المضمر حينًا والظاهر حينًا آخر، وذلك في معرض تقسيم آخر، rlm;كاعتبار منطقة الخليج العربي منطقة بدو ونفط وتخلف، وأنها كذلك حتى لو كانت مرئية بحداثة rlm;اقتصادية وعمرانية ومجتمعية وثقافية متطورة إلى حد كبير، حتى قياساً ببلدان المركز، وما rlm;أقصده ليس فقط الكتابة والثقافة كإنتاج أدبي وإبداعي، وإنما حتى كتنظيم، ويكفي أنْ تنظر إلى rlm;حركة المرور في مدينة مثل أبوظبي أو مسقط وحركة المرور في القاهرة، لتعرف على الفور أنَّ rlm;ثمة فارقًا حاسمًا لصالح الأطراف، ولا يعني هذا مفاضلة في المجال الإبداعي، وإنما يعني أنَّ rlm;نظرية المركز والأطراف هذه لم تعد لها قيمة قياسًا بمن عنده القدرة والإرادة والرغبة في تطوير rlm;وضبط حياته مجتمعيًا وإنسانيًا وحضاريًا واقتصاديًا وعمرانيًا.rlm;

قد لا تكون الكتابة أو الثقافة بمثل هذه الصرامة في المثل المروري، لأنهما نتاج زخم rlm;مجتمعي وتاريخي قد يعطي المركز أرجحية نسبية، في إنتاج السينما على سبيل المثال، غير أنَّ rlm;ذلك لا يعني تلقائيًا حكم قيمة على كتاب ومثقفي منطقة الخليج العربي، بأنهم أقل أو أكثر إبداعًا rlm;من الكتاب العرب الآخرين، والمسألة هنا كلها تتعلق بالمنتج في حد ذاته، وتتعلق بما إذا كان rlm;المنتج الإبداعي يمثل إضافة وخصوصية إبداعية لصاحبه، أي إننا يجب أنْ نحتكم إلى معايير rlm;خارج نطاق التلاسن الذي يشكل ظاهرة عامة في جميع الدول العربية وبين جميع المثقفين للأسف rlm;الشديد، وهذا التلاسن داء موروث عن فترة الستينات تحديدًا، حينما قسمت القومية العربية rlm;وممثلوها السياسيون والمفكرون والمثقفون، العالم العربي إلى رجعي وتقدمي، حسب الاشتراكية rlm;الرثة التي كان يقودها جمال عبد الناصر وحزب البعث العربي في سوريا والعراق.rlm;
وهذا الداء يعمل الآن بكفاءة أيضًا، ويكفي أنْ تعبر عن وجهة نظر مؤيدة لإقدام أميركا rlm;على تقويض نظام صدام حسين، حتى تلحق بك اتهامات الخيانة والعمالة، أو أنْ تنتقد المقاومة في rlm;العراق وفلسطين أو أسامة بن لادن، حتى تخرج من صف المؤمنين وتصبح كافرًا ومستحقًا لقطع rlm;الرأس، إذ إنَّ العالم العربي في رأيي وخاصة مثقفيه، يعيشون الحياة لا كواقع معقد ومتشابك ومن rlm;مصالح متضادة ومتصادمة ومتطابقة أحياناً، وإنما كلغة رثة في الوعي، تقوم مقام هذا الواقع، rlm;وكأننا جميعًا نسبح في هذه اللغة المقيتة التي تشكل مجمل تصوراتنا عن ذاتنا وعن الآخرين، rlm;وهي لغة أيضًا موروثة من مرحلة الستينات، ومن الأدبيات الدينية التي تقسم الناس قسمة ناجزة rlm;بين الأبيض والأسود.rlm;
وهكذا يصبح الإنسان الخليجي متخلفًا وبدويًا ونفطيًا، والإنسان المصري مأجورًا rlm;وبيروقراطيًا ومداهنًا ومنافقًا، والسوداني كسولاً، والعراقي عنيفًا ومثله الجزائري، واللبناني rlm;نصابًا، وهكذا يغيب المشترك الإنساني، ويصبح من المستحيل علينا التعرف إلى بعضنا البعض rlm;كبشر على الأقل، لهم مشارب مختلفة ورؤى مختلفة ومجتمعات مختلفة وظروف معيشية مختلفة، rlm;وبالتالي لهم إنتاج إبداعي متباين من حيث الطرح والرؤى.rlm;
إنَّ الثقافة العربية في مجملها للأسف الشديد مسيَّسة، بمعنى أنها نتاج سياسة لم تنظم حياة rlm;البشر على القانون والإنتاج واحترام الآخر، وإنما على rlm;laquo;rlm;الردحraquo; بالتعبير المصري عن التلاسن، rlm;وهذا rlm;laquo;rlm;الردحraquo; وإنْ كان صفة مشرقية بامتياز، فإنَّ البعض في منطقة الخليج العربي لم ينجو منه، rlm;وهنا أتذكر قول أحد الباحثين الخليجين في مجال الآثار، عن الكتاب العرب المقيمين في بلده، لقد rlm;قال rlm;laquo;rlm;هؤلاء هاربون من بلدانهم، ونحن نرحب بهم في حدود التزامهم بالقانونraquo; وهذا تعبير يشي rlm;بأنَّ الكتاب العرب العاملين في منطقة الخليج العربي مجرمون أو مشبوهون، وبصرف النظر عن rlm;كونهم كتاباً، فإنَّ هؤلاء لا يقيمون في دول الخليج العربية بوصفهم كتاباً وإنما بوصفهم بشراً rlm;يعملون بوظائف ويحكم القانون وجودهم من حيث الإقامة وشروط العمل.rlm;
إنني أحد الَّذين يراهنون بشدة على الأطراف في شفاء المركز أو المراكز العربية من rlm;أمراضها المزمنة، وعلى سبيل المثال، أتمنى لو كان عندنا في مصر دستور مثل هذا الذي أقرته rlm;موريتانيا العام الماضي، أو أنْ تكون مدينة كالقاهرة أو الإسكندرية في مثل نظافة ونظام مدن rlm;الخليج، أو يكون اقتصادنا حيوياً ومنفتحاً وقادراً على العولمة كما في اقتصاد مدينة مثل دبي، rlm;وعلى أي حال، فإنَّ العالم كله يتحول مع العولمة إلى مركز واحد، لا بقاء ولا قيمة فيه، إلا لمن rlm;من يقدم قيمة حقيقية ومتطورة ولها طابع عابر للمحلية والقطرية والقومية، ويمكن أيضاً أنْ rlm;يستهلكها الملايين من البشر، أمَّا rlm;laquo;rlm;الردحraquo; فسوف يبقى ظاهرة عامة، حتى ينضج مفهومنا للإنسان، rlm;بما هو قيمة في حد ذاتها، بصرف النظر عن المكان الذي ينتمي إليه، وأنَّ هذا الإنسان له حق rlm;الاحترام كذات وإبداع، وحتى نصبح مجتمعات منتجة في الحقيقة، لأنه وبنظرة عامة إلى العالم rlm;العربي، لا يمكننا القول بأنه عالم منتج، دعوني أضرب مثالاً:rlm;
يزيد الدخل القومي لإسبانيا سنويًا، عن الدخل القومي لجميع الدول العربية بما في ذلك rlm;الدول المنتجة للنفط، مع أنَّ عدد سكان إسبانيا نحو خمسين مليون نسمة بينما عدد سكان العالم rlm;العربي نحو مائتين وثمانين مليون نسمة، هل خرجت عن الموضوع، حسناً، سأعود إليه قائلاً: rlm;حينما يقرأ الإنسان كتاباً فإنه في الحقيقة يدخل تجربة مع إنسان آخر كتب هذا الكتاب، والمشترك rlm;الإنساني هنا والقيمة المنتجة إبداعياً هما المحددان الوحيدان في رأيي لأي تقييم، وما عدا ذلك rlm;هراء تام عطل ويعطل حياتنا كلها.rlm;
وتبقى أخيراً مسألة مهمة للغاية، إننا جميعاً عالقون في غياب الحرية وسيادة القانون ودولة rlm;المؤسسات، والكتابة والثقافة بشكل عام، تحتاج إلى مناخ من الحرية لا أظن شخصيًا أنه متوفر rlm;بشكل كافٍ في جميع الدول العربية، وحتى في لبنان الذي كان يتمتع بأرجحية نسبية هنا، ولكنه rlm;عالق كما نرى يومياً في برزخ الصراعات الإقليمية والدولية.rlm;
من ينعم بالغنى أو من يغص بالفقر بحاجة إلى الحرية، ولا فضل لأحدنا على الآخر إلا rlm;بالمنتج الإبداعي واحترام الإنسان، إنهما: المقياس الأول والأخير والوحيد.rlm;

موسى حوامدة (شاعر فلسطيني اردني):جميعنا نعاني من وهم المركز
bull; لم أتوقف من قبل لأسأل نفسي عن خلاف ما، بين المثقفين rlm;العرب في كل أرجاء الوطن العربي، هل حقا هناك نظرة ما rlm;تجاه مثقفي الخليج، وهل حقا هناك نظرة سيئة من مثقفي rlm;الجزيرة والخليج للعرب عموما؟ ام هل هناك عدائية بين rlm;المغرب والمشرق ؟ ربما كانت هناك حساسية بين المشرق rlm;العربي والمغرب العربي، لكن لا أظن ان هناك اشكالية بين rlm;مثقفي الخليج ومثقفي العالم العربي. نحن نعاني جميعًا من rlm;وهم المراكز الثقافية لكن لا أرى أن هناك تصديقًا كبيرًا لهذه rlm;المقولة، والادب الجيد ينتشر سواء جاء من الجزائر او من rlm;قطر أو من المغرب، ومجموعة محمد شكري الخبز الحافي rlm;عبرت العالم العربي بلا إستئذان، كذلك فعلت كتب د. عبدالله rlm;الغذامي النقدية وقصائد قاسم حداد وسيف الرحبي وميسون rlm;صقر، والعديد من الروايات والكتب التي صدرت مؤخرًا في rlm;السعودية، ودول الخليج. rlm;
bull; لا أرى سوء فهم بين مثقفي الخليج والمثقفين العرب عمومًا، rlm;ولا تنقصني الامراض لأزيد في التنظير للتفرقة والعزلة rlm;والخلافات، لكن لو قلت لي أن نظرة الحكومات العربية rlm;عموما للمثقف والمبدع واحدة، لقلت لك ربما هناك فروق rlm;كبيرة وكثيرة، فهناك من تقلم أظافر المبدع وهناك بعض rlm;الدول تصادر الكتب وهناك من تحاكم المبدعين وهناك من rlm;تقتلهم احياء، وهناك من تشفط الاوكسجين من غرف نومهم rlm;ومكاتبهم وتجلعلهم في حالة يرثى لها، وهناك من تجرهم جرا rlm;للسلطة، وهناك من تجيد قتل المواهب وتكريس الامية، مشكلة rlm;المثقف العربي مع السلطة، وليس مع زملائه في بقاع الأرض rlm;وخاصة (الأشقياء) في العروبة.rlm;

سعد الياسري (شاعر عراقي مقيم في السويد): معظم كتاب الخليج لاتتعدى رؤيتهم حدود الجغرافيا
ما دمنا نؤمن rlm;بأن الثقافة في مرحلة من مراحلها هي ابنة المجتمع الشرعية و ظاهرة rlm;اجتماعية كالدين تمامًا، فإن هذا سيقودنا للحديث عن المجتمعات التي تؤسس للثقافة؛ فوفق رؤية rlm;الصينيين القدماء فإن المجتمع عبارة عن rlm;laquo;rlm;ولايات متحاربةraquo; كما أن rlm;علم الاجتماع ينطلق من rlm;laquo;rlm;أساس أخلاقيraquo;. وأنا أميل إلى هذا التصوّر رغم rlm;كلاسيكيّته، حيث أن المجتمعات وما يحيط بها وما ينتج عنها -الثقافة rlm;مثلاً- هي في صراع دائم حتى في تلك الجوانب التي ينبغي لها أن تؤسس rlm;لنمط أخلاقي يحكم العالم، نمط ينظّف ما جناه ويجنيه السياسيون وأصحاب rlm;رؤوس الأموال.rlm;
وفي ما يخص الثقافة الوافدة من دول الخليج العربية، لا أجد اختلافًا بينها rlm;وبين ما يكتبه ابن العراق أو الشام أو مصر، إلاّ بما هيّأته التراكمية في rlm;تلك المناطق وما أنتجته الحداثة ndash; حداثة التجربة عُمريًّا ndash; في مناطق أخرى، و تلك مسألة واضحة فالفعل الأدبي ndash; الحديث - في العراق والشام و rlm;مصر سبق تلك المنطقة زمنيًا على الأقل. أمّا النتاج الثقافي في الخليج عمومًا والسعودية بشكل خاص؛ فهو مثال حيّ على نشاط وفاعلية الجهد الثقافي في تلك rlm;المنطقة، وليس مطلوبًا منه أن يكون على مقاسات الآخرين، وفي نفس rlm;الوقت ليس عليه أن يبقى مغرقًا بالأحكام المسبّقة، وما زلت أذكر أحد rlm;الصحافيين السعوديين و هو يصف بما معناه (كل من يكتب بشيء من rlm;المديح أو الإيجابية عن عمل لأديبة سعودية.. هو طامع بالمال)، وأذكر rlm;أيضًا أنني قلت له (رغم سعوديّتك لكنك لا تعرف مدى الفقر والعوز في rlm;تلك البلاد على ما يبدو)، وهذا ما أودّ طرحه الآن، النظرة المتفائلة لعلو rlm;مداخيل الخليجيين يجب أن تتغيّر، إذ إنني أعرف أدباء من دول الخليج لا rlm;يملكون ما ينفقونه في آخر اسبوع من كل شهر، وأعرف آخرين لا rlm;يملكون بيتًا ويسكنون بالإيجار منذ أن تسرّبوا من أرحام أمهاتهم، لذا يجب rlm;أن نحترم معاناتهم و نميّزهم كي لا تظلمهم كلماتنا اللاّمسؤولة.rlm;
وأيضًا؛ من وجهة نظري، أن الندرة فقط من مثقفي وأدباء الخليج rlm;يمتلكون رؤية تتعدّى حدودهم الجغرافية، رؤية تتعدى الوطن إلى الكونية، rlm;وأنا هنا لست في صدد محاكمة الكتابات، ولكنني أودّ الإشارة إلى أن الكثير rlm;من أولئك الأدباء لا يريدون الخروج إلى المدى، بل يكتفون بما أنتجته rlm;بيئتهم، ويعتبرونها رسالتهم، وحين يودّ ndash;البعض منهمndash; الخروج إلى rlm;شأن ما خارج حدوده الجغرافية، ستجده غارقًا في بساطة الشعارات وrlm;مباشرة القضايا الخاسرة، وحين يودّ ndash;البعض الآخرndash; الخروج إلى rlm;العالمية، لن يفكّر مرتين قبل أن يسحق بيئته وإرثه متخيّلاً ndash; بشكل محبِط rlm;rlm;- أنّها أولويّة للنهوض.. !!rlm;
rlm; rlm;يتبع