ايلاف من دبي: يقيم نادي دبي للصحافة مساء الاربعاء القادم الموافق 15 اكتوبر حفل توقيع لرواية quot;سلاّمquot; للاعلامي السعودي هاني نقشبندي. ورغم ان الرواية طرحت في الاسواق منذ شهر يوليو (تموز) الماضي الا ان هذا هو حفل التوقيع الأول للرواية على مستوى الخليج.
وكان نادي دبي للصحافة قد نظم سابقا حفلا مماثلا لتوقيع رواية quot;اختلاسquot; للنقشبندي, وهي الرواية التي طبع منها خمسة طبعات منذ صدورها مطلع العام الماضي, ويتوقع صدورها باللغة الاسبانية والفرنسية مع نهاية العام. في حين ستصدر طبعة ثانية من quot;سلاّمquot; مع نهاية هذا الشهر, حسب ما اكد لأيلاف مصدر في دار الساقي الناشرة للروايتين.
وكانت رواية quot;سلاّمquot; قد واجهت بعض العقبات فيما يتعلق بحفلات توقيعها في كل من مصر, بعد ان الغت دار الشروق حفلا كانت قد اعلنت عنه رسميا, وايضا في مدينة اصيلة المغربية, ضمن فعاليات مهرجان اصيلة الثقافي الماضي. وارجعت مصادر لإيلاف السبب في ذلك الى مضمون الرواية التي يراها البعض تغرد بعيدا خارج سرب التاريخ العربي, خاصة التاريخ الاندلسي.
تتحدث الرواية عن الوجود العربي في الاندلس والرغبة في استنساخ قصر حمراء آخر في الرياض. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية تدور احداث الرواية حتى تصل بنا تدريجيا الى سؤال مهم: هل كان العرب فاتحون ام محتلون؟ لو كانوا فاتحين فلماذا خرجوا بعد 900 عام دون اثر يذكر في الديانة المسيحية او التدين المسيحي لأهل البلاد الاصليين؟ ولو كانوا محتلين, فلماذا يستمر الصدام مع اوروبا حتى اليوم؟ وتخلص الرواية الى ان الاندلس كانت مسرحا كبيرا للصدام الاسلامي المسيحي. وما يزال الصدام مستمرا حتى اليوم دون ان نعلن عن ذلك, بل وربما دون ان نرى ذلك. هكذا قال سلاّم: laquo;قبل أن نبني الحمراء مرّة أخرى، علينا أن نطهّر أنفسنا. حان للمعركة أن تنتهي، لن ننتصر على أحد، لن ينتصر أحد على أحد، لأنّه لا يمكن أن نحيا من دون آخر نستمدّ منه بقاؤنا، الأشجار الكثيرة هي ما يصنع حديقة جميلة، كذلك الأديان، كلّها يقرّبنا إلى الله، وكلّها يصنع إنساناً صالحاً وحديقة جميلةraquo;.
وكانت الساحة الأدبية قد شهدت في الآونة الأخيرة سلسلة من الروايات السعودية, اطلق عليها البعض لقب quot;تسونامي الرواية السعوديةquot;. إلا ان معظم هذه الروايات غلب عليها طابع اجتماعي, يتطرق الى سلبيات المجتمع السعودي. وهي في معظمها مكرورة ومتشابهة في المضمون.
من هنا تأتي رواية quot;سلاّمquot; لتفتح مجالا جديدا للأدب الروائي السعودي, بتناولها لقضية تبدو تاريخية للوهلة الأولى, لكنها في العمق تتحدث عن قضية خطيرة تهم المجتمع العربي بل والانساني ككل, وهي قضية الصدام مع الآخر, وتحديدا الصدام بين المسيحية والاسلام, والذي يرى نقشبندي ان الاندلس كانت نموذجه الاقدم والاكثر وضوحا.
تبقى الاشارة الى ان الرواية تخلو تماما من أي عنصر نسائي, بخلاف رواية quot;اختلاسquot;, وبخلاف الخط العام للرواية السعودية والخليجية بصفة عامة. وقد علق النقشبندي على ذلك قائلا: quot;ما الذي يمنع ان تأتي الرواية بلا عنصر نسائي؟ نعم المرأة نصف المجتمع, بل هي روح المجتمع, لكن الرواية روح قائمة بحد ذاتها. انا اكتب رواية لا اصنع فيلما. والرواية قادرة على ان تنجح ولو كان محورها انسان واحد فقطquot;!