د. فاضل سوداني: تتضخم ذاكرة الشاعر الإبداعية بالماضي من جديد نتيجة لغربته ومنفاه الداخلي، لتتحول الى ذاكرة لها هاجس السرد وسيلان الماضي والحاضر في وجود يبدو منخوراً حسب المفهوم الوجودي. فالشعور بالمنفى الداخلي يجعل الذاكرة ملتهبة بالماضي، لذا فان المنفى الشعري يحول ذاكرة الحاضر الى ذاكرة تمتزج بالماضي سواء ماضي طفولة الشاعر اوماضي أحلام يقظته او تلك الأزمنة التي يريد أن يحولها الى لحظة زمنية مكثفة بالشعر البصري.
أن وجود الخارج (الاشياء ـ الوجود في ذاته) بالرغم من استقلاليته إلا أنه مرتبط بالوجود الداخلي للشاعر.. أي الوجود لذاته وما يربط بينهما هو جوانية ذاكرة الشاعر الذاتية البصرية المطلقة.
فالأشياء في الخارج لا يتشكل وجودها إلا إذا ارتبطت بإبداع عن طريق حواس الشاعر وبصرياته. ومن هذه الأشياء الخارجية والأكوان التي تحاول أن تشكل وجودها الخارجي هي الصحراء كوجود معطى والتي لا بد أن تلامس صحراء روح الشاعر البصري. لذا فان الشاعر البصري ينثر شعرا كتعاويذ بصرية وهو على عتبة صحراء روحه التي تهجس ذلك العالم ألحلمي المندرس الذي كانت الصحراء تعج به في الماضي. وفي لحظة بصرية تخلى فيها الشاعر عن الواقع المعاش كوجود يعيق الروح في أن تصل إلى أسرار الحلم البصري ـ الشعري.وهام في صحراءه فكانت هي الرؤيا التي ستشكل تعويذة لنا.
أنه الشاعر الذي رأى شعرا في بصيرته كحلم متوهج ولازورد مشتعل تراءى له في ليل الصحراء فانبهر به وتبع شعاعه مأخوذا وكأنه في يوم القيامة، فاكتشف في هذا الحلم الشعري ـ الصحراوي عوالم وخيالات وملائكة وشياطين وملوك وأباطرة ونساء متبتلات ومومسات مقدسات وأفواجا من البشر وعوالم وعرة تؤدي الى الابدية، وإلتقى الخونة من الشعراء الذين طردوا من فراديس الحلم الشعري البصري المطلق وأصدقاء الفراغ في المدن الخائنة.
ورأى حيوانات غريبة وعوالم من المرجان واللؤلؤ، وأمواج شفافة بألوان قوس قزح، وصحراء للروح ملونة بالأخضر والأحمر والأزرق والأبيض كأنها روح متصوفة لملائكة ناعسة تهيم في الأفق وطريقهم فنارات السماء يتبعهم جنود العدالة الظالمين، ولكنه سمع موسيقى الوجود وكأنها همس متردد، وصدى لعزف طبول تنذر بالشرر والموت.
فتحول قول الشاعر الى حلم شعري ومن ثم الى نبوءة إبداعية،فهام في هذا المد الأعظم من فضاء بحر الحياة فتناقلت اسماك القرش الذهبية نبوءآته الى العوالم السفلى من المحيط،عوالم كانت منقرضة بغية إعادة خلقها من جديد. فاختلط عليه الامر،هل انشقت الصحراء عن أقيانوس حلمي هائل؟، أم أن الاقيانوس قد تحول الى صحراء بسمومها الحارقة التي سرعان ما تصبح تعويذة الشاعر، أنها رؤيا الشاعر في زمن البرزخ و بحر يدخر اللغة البصرية.
وستزهر آثار الشاعر على رمل الصحراء رؤى لزمننا ولزمن آت أيضا:
1ـ ان العالم الحقيقي للشاعر هو الصحراء المختلفة الرمز والدلالة فمرة ترمز للموت واخرى تعني تلك الخطايا الغريزية التي تغري الانسان دائما في أن يترك الجنة وما عدا هذا فهو فضاء واقعي بالنسبة للشاعر.
2 ـ والصحراء هي الخيال والحلم والواقع الحقيقي في مقابل الواقع المزيف الذي يفرض وجوده اليومي على الشاعرن لذلك فان الشعر هوتلك المفردة وذلك التاويل الذي لا يصلح إلا لذلك الحلم والذي من خلاله يخلق الشاعر صحراءه او واقعه الإبداعي الشعري ـ الر وحي الآخر.
3ـ وماذا تعني تحولات الصحراء؟هل تعني تقلبات الموت أم هي واقع حلمي يستنفذ العذاب والألم الأبدي؟ وفي هذا الفضاء الذي هو روح الصحراء يجعل البشر يهيمون وكأنهم تائهون وبلا هدف.
وما دام هنالك صحراء لابد ان يكون هنالك شاعر ـ نبي او اكثرا او عراف صاحب رسالة شعرية مقدسة وفي مثالنا هذا هو الشاعر البصري بالذات ولهذا تراه مطرود ا ومطاردا ينزوي في عزلته الصحراوية حتى يخلق مملكته في الارخبيل البصري، حيث هناك سيخلق ماء البهجة وماء الالم اللذان سيرتوي منهما البشر.
وبالنسبة الى الشاعر البصري فان العالم ومدينته بالذات وواشياؤه ووجوده هو وجود صحراوي يمكن ان تتجدد فيه الازمنة والتاريخ، لان الصحراء هي انعكاس وذاكرة بصرية للشاعر إذ هنالك شّيدت الممالك، وخلق الفيضان البدئي، والحب المطلق نشأ وانمحى من الوجود او بقى فقط وجودا شعريا. والمدنية الصحراوية هي مملكة الشاعر المملوءة بالاحلام والمتخَيل والمرموز، فهي ليل بهيم ونجم سار،وهي موطن الانبياء والشعراء المتبصريين، إذ ان النبوءة الشعرية تبدأ هناك، كذلك فان رؤى الشاعر البصري تشع غنية في هذا السديم. وفي ليل الصحراء المشع بالنجوم يتبع الشاعر نجمه الساري الذي يرشده الى كهف النبوءة الشعرية البصرية.
الحلم والخيال والوجود في صحراء الروح يمنحان الشاعر وطن سماوي، وطن الحلم , والوجود الحالم. فالممالك والملوك والملكات المتبتلات وجنيات الاساطير والخرافة والواقع الحقيقي تعيش هناك في صحراء الشاعر وهو القادر على كشفها ومنحها وجودا شعريا.
لان صحراء الشاعر وفضاء تواجده هي التي تضاعف التبوئر الوجودي للكائنات والاشياء، وبهذا المعنى بالدقة يخلقها الشاعر في شعره وبصرياته فتتشكل الهارمونيا والتماهي بينه وبين وكائناته، فالصحراء تمنح حرية وشمولية لبصرية الرؤيا.
والشعر الذي يبهج ويخلق انفعالات مجدية هو ذلك الشعر الذي يكون للذاكرة البصرية المطلقة فيه تاثيرا كبيرا. فخيال الشاعر وقدرته على اسلبة الحياة وما فيها، شعريا وبصريا، هو الذي يخلق بصرية الشاعر والشعر في الان، وإلا كيف يمكن للقارئ ان يعي شعرية الوجود الصرف، ذلك الجوهر الحقيقي بالرغم من انه ينبثق من الوجود المبتذل الذي نعيشه؟ و هذا له علاقة بحساسية الشاعر. والشعر في احدى مهماته ان يجعل القارئ يعي شعرية الوجود المكثف والصرف ويخفف من إيغاله بالعنف. لهذا فان الشعر الصحراويّ الرؤيا يحول السراب النائي لوجودنا الى وجود شعري،فكل شئ هنا يؤكد ويعبر عنه من خلال الذاكرة البصرية الشعرية المطلقة.
و خلائق الصحراء وماتحويه في فضائها من كائناتها وأشياؤها الاخرى المتعايشة مع هذا السراب النائي تصبح اكثر تجوهرا وغير مكرورة بل تمتلك وجودها الديناميكي المتجدد دائما بوظائف غير وظائفها الأساسية، لأنها في وجود أخر تمنحه الذاكرة البصرية المطلقة. أما ليل الصحراء فهو الخيال الديناميكي الذي تتمتع فيه الأشياء، فلا يكون كالحا وكثيفا ودامسا ومملا، وانما هو مشعا وواضحا دائما بعد ان يتطهر بقرمزية شمس الوجود التي غربت قبل قليل، انها عزلة الاشياء لخلق وجودها الجديد، أنها الولادة الحقيقية في الوجود الميتافيزيقي الصحراوي الذي هو اساسا رؤيا الشاعر وشعره البصري وحلمه ووجوده الذي يتماهى معه دائما.
ان الوجود الصحراوي في الشعر هو حرية بصرية لهذا فان قرمزية الشمس الصحراوية بهذا الجمال والبهاء لا تشع إلا هناك كأنها ذلك الاله الاحمر الذي يظهر ليبارك ويطهر الوجود الشعري هذا بما فيها ذاكرة الشاعر البصرية المطلقة.
فعلى اطراف الصحراء في ليل داج ينتظر قمرا شعريا داميا مرتجفا وخائفا، ولهذا فان اعادة تشكيل العالم شعريا هي مهمة الشاعر البصري والمبدع حلميا. وبالرغم من ان الواقع هو صفحات رديئة صعبة التحمل والقراءة كما هو الحال مع نص ادبي سئ الرؤيا،الا ان غاستون باشلار في كتابه (الماء والاحلام quot;دراسة عن الخيال والمادة quot;) يرشدنا الى وسيلة اخرى لقراءته (اننا نستطيع ان نقرا هذه الصفحات بمساعدة حلم اليقظة الابداعية، بمحاولة النفاذ حتى النواة الحلمية للابداع الادبي بالتواصل خلال اللاشعور،مع ارادة الابداع عند الشاعر، عند ذاك تعطي هذه التوصيفات المردودة الى quot; وظائفها الذاتية quot; المستخلصة من واقعية سكونية،رؤية اخرى الى العالم،والافضل ان نقول رؤية الى عالم أخر)
لنعود الى وجودنا الليلي الصحراوي الذي يبدو مرآة متلألئة يرى المتأمل فيها جميع الاشياء التي حلم بها وجميع كائنات الصحراء فتختلط الرؤيا وتتحول الى يقظة حلمية. ففي هذا الليل تكتشف ـ الرمال والسماء والنباتات واشياء الصحراء الاخرى ـ عالمها،وما يزيد وجودها كثافة هو ان النجوم تتحول فيه الى ثريات تشع نورا كثريات الفنان الهولندي فان كوخ التي منحها نوره واشعاعات روحه في لوحته الشهيرة (فوق سماء رونه).
وصحراء الشاعر هي الصفاء الذي يمنح الكائنات نقائها الروحي فتسبح في هذا الليل وكانها في عمق الاقيانوس، تتجوهر وكانها تنحني على حافة زورق تتمايل في لجة الزمان.أن الذاكرة البصرية الشعرية المطلقة هي حلم يقظة الشاعر وموجوداته واشياءه.
فالكثير من الشعراء جعلوا الصحراء حلم بديل واعتبروها وجودا نقيا ومكثفا يختزل ثرثرة الكون، أو يأسلب الوجود. وهي وجودا شعريا مؤسلبا للمتخيل والخيال ففيها نجد كل شئ ولا شئ ايضا، وفي ذات الوقت نجد براءة الكائنات وطفولة الانسان ولكننا لا نجد ابدا شيئا مزيفا يخص ويميز المدينة المزيفة المتعالية، مدينة النقود المزيفة والتجارة البشرية التي تشوه وجود الكائن، ومدينة سماسرة العنف، ولا نجد فيها ايضا أصدقاء الفراغ.
ففي الصحراء يقترن الافق بافق السماءويصبح اخصابا جديدا للوجود ولا يمكن ان يتم هذا الا من خلال الذاكرة البصرية الشعرية المطلقة التي تحول الشعر الى اسطورة بصرية، فالشعر البصري هنا هو خلق جديد كالخصب الذي ينتجه الاقتران بين السماء والارض وبين اله الذكورة وآلهة الانوثة.
وهو في ذات الوقت يكشف الوجود اللانهائي للخصب والشبق المقدس، ويكشف قدر الصحراء عندما يمزجها مع القدر البشري.اذن شاعرية الحلم في يقظة الشاعر لا يعتبر زائلا وانما راسخا في حياته لأنه حلم يقظة مستمر حتى موته او فناءه او ميلاده من جديد اعني قيامته في العود الابدي، والحلم هو الذي يعيد للشاعر مفردات الوجود المتخيل الذي يحتمي به.
فالأفق الصحراوي هو مجرة نائية حلم الشاعر بها في يوم ما فظلت تنأى بعيدا حتى تحولت إلى سراب لا يمكن وصوله، أنه اللمبو بين السماء والأرض والفردوس المفقود، أو انه سراب يشغل الملائكة عن معاقبة البشر ويشغل آدم ان يمارس الخطيئة الكبرى مرة اخرى. ولكن في ذات الوقت يساعد قضاة العدالة للنزول إلى هناك لمعاقبة الشعراء المزيفين والمبدعين الخونة، انه طائر الجنة الأسطوري الذي كلما اقتربت منه يهرب لكنه يبقى منتظرا على البعد (أنه مليهي الرعيان في الاساطير العراقية القديمة)، وكما إن ظِلَ الشاعر المؤثر هو سراب نائي في الحياة يختفي في اللحظة التي يوجد فيها إذا لم يكن تصورا شعريا بصريا، لكن ظِلَ الصحراء ليس له معنى حقيقي إلا بوجود اله الشمس والشاعر البصري، وعندما يتظلل به البشر آنذاك يصبح له معنى، لانه يصبح جزء من الذات كما يقول باشلار.
لكن الذات عموما، ذات القارئ غير الواعية والشاعر غير المتبصر هي تلف سوداوي تتظلل بظل دامس وتتعايش معه، بالرغم من انه كظل القبر احيانا، لهذا فان هذه الذوات غير قادرة على مواجهة اله الشمس. ولكن عندما تتماهى الذات المغامرة للشاعر البصري ـ مع الصحراء فانه يعرف كيف يعيد خلقها ويمنح ديناميكية الوجود للاشياء التي تتعايش فيها، فالصحراء هي حياة وموت في الان ذاته، انها حياة لجميع الاشياء اللامتناهية الوجود وهي موت ايضا وخاصة عندما لايمتلك الشاعر القدرة على فهم فضائها اللامتناهي بما فيها تلك الظلال التي تولد وتموت حال ولادتها. انه انتحار الاشياء الدائم في الوجود اليومي او عدمها في الزمن الكئيب، اذ ان الموت هنا هو انفصال الجسد والروح عن مصادر النار أي عن مصادر اعادة ديناميكيتها من جديد بالرغم من ان الموت هو النار الازلية التي تخلق وتذكي الوجود او هو الذي يفرض على الذات اللافاعلة الهروب والاختفاء والعدم.
فالصحراء بهذا المعنى هي كلمة الوجود الأكثر حميمية في قلب الشاعر البصري، بل هي اللاشعور متجسدا كحلم يقظة صحراوي او هي فضاء جديد لا يمكن ان يتعافى خيالا متوهجا الا بالشعر البصري بالرغم من ان الصحراء في لا وعي الشاعر تبدو جثة رملية حتى وان تزينت بلا نهائية فضائها، وما أشيائها وزهورها البرية المتوحشة و حيواتها حتى وإن امتلئت بحميمية انسانية اكثر من الانسان ذاته، ومادام الماضي هو جثة فان الصحراء تبدو جثة الحاضر، ويستطيع الشاعر البصري فقط ان يحّيها من خلال بصرية حلم اليقظة اليومي عندها تتحول الى صحراء الحلم او حلم الصحراء او حلم الشاعر الصحراوي بالمعنى الذي نتأمله الان.
لان الصحراء بفضائها اللا متناهي تمنح الشاعر القدرة على أن يحلم بالصور اللامتناهية، فالشعر البصري هو نداء وهاتف كالنبوءة أو التوهان لان الشاعر البصري هو المجذوب شعريا ومن هنا فان شكل القصيدة وجوهرها وماهيتها هي أقانيم لابد أن تؤدي إلى تحديد وعي بصري وذاكرة بصرية متفردة نتيجة:
ـ لتفرد الشكل،
ـ وديناميكية صيرورة القصيدة،
ـ ووضوح المعنى وغموضه.
وما اعنيه بديناميكية صيرورة القصيدة، أنها تبدو وكأنها تُكتب وتتكامل لحظة قراءتها بالرغم من تكاملها، ومن هنا يأتي تفرد القصيدة بذاكرتها الشعرية الصحراوية المطلقة التي تجعلها تتكامل شعريا وبصريا.
واذا كانت الصحراء تتحول يوميا حسب قانون الزمن و المكان من وجود مكثف الى سراب نائي، ومن تحقق الى تلاشي، ومن حياة الى عدم أو بالعكس، كذلك القصيدة غير البصرية فهي تحيا ديناميكيا وتجف عدما مادام كل شئ موجود فيها كثنائي لا ينفصل أي الولادة والموت.
فبعد ضجيج الصحراء وتوهج الشمس واحتفالها بكائناتها الصحراوية (الانسان ـ الاشياء) يصمت الكون إجلالا مما يبهج هذه الكائنات من جديد فتتجلى بطقسها السرمدي الهامس المملوء دفئا لتلك المخلوقات التي لا يمكن أن توجد إلا في هذا المكان المقدس فتصمت لتتأمل، ويزدحم كل وجود في هذا الكون ويصاب بالخرس من اجل استقبال آلهة الليل اللازوردي لأنه ليل الحلم الصحراوي والذي يجعل الكائنات الصحراوية يقظة وينسى العشاق معه قلوبهم أو أحلامهم ونبوءاتهم وحتى صدى همساتهم السرية الليلية تختبئ في الرمال، انه فردوس العشاق لتأمل الحياة والموت معاً. انها كآلهة تمنح حرية الخيال للشاعر العاشق في ان فيهمس شبقا مقدسا ليتحول كل شئ الى فردوس، بالرغم من ان الصحراء لا تصغي لصوت الشاعر أحيانا وهذه هو إحدى اوجه صراعه ايضا.
وكما يستشهد غوستاف باشلار بمقولة الفيلسوف ساتيين (فضلا عن هذا هل يمكنني، أنا عالم الأسطورة، أن أبرهن شيئا، أياً كان) فنستطيع هنا أن نقول أيضا باسم الشاعر (فضلا عن هذا هل يمكنني، أنا الشاعر، أن أبرهن شيئا، أياً كان) أليس الشاعر هو من يتنبأ بأسطورتنا؟ وأن كل (مايدوم انما يؤسسه الشعراء )؟؟.
*ـ الدراسة هي جزء مقتطع من كتاب (تراتيل الملاك واستنطاق الصمت) المعد للنشر