كامل الشيرازي من الجزائر: دعا نخبة من الأكاديميين العرب بالجزائر، إلى إدماج المسرح في المنظومة التربوية العربية، كما أبرز هؤلاء في سياق مقاربتهم موضوعة quot;المسرح والمحيط الاجتماعي.. التأثير والتأثرquot;، على أهمية تعزيز وتطوير العلاقة بين أب الفنون والمنظومة التربوية في العالم العربي من أجل تنمية ثقافة الذهاب إلى المسرح في روح الشباب وأيضا لاكتشاف المواهب الشبانية المؤهلة لاقتحام الساحة الركحية في وقت مبكّر.
وبرسم ملتقى أكاديمي تحتضنه العاصمة الجزائرية منذ الثلاثاء، ويدوم ثلاثة أيام، يتعرض النقاد إلى راهن quot;المسرح والجامعةquot;، quot;المسرح والمنظومة التربويّةquot;، وكذا المسرح الجواري والحركية الثقافية والشبانية، ورأى نخبة من الدارسين بهذا الصدد، أنّ ترسيخ مكانة الفن الرابع سيساعد أيضا على تكوين جيل مثقف وواعي، وذهب quot;عمرو دوارةquot; المخرج والناقد المسرحي المصري المعروف، إلى التركيز على حتمية دعم المسرح المدرسي أو مسرح الطفل والشباب، واعتبر هذا النوع من التمسرح بـquot;المشتلةquot;، واصفا إياها بـquot;المسارح الفئويةquot; التي تبقى بحاجة مثلما قال إلى دعم وجهود معتبرة، خصوصا في ظلّ موجات الغزو الثقافية التي تجتاح عموم الدول العربية، وعدم مواجهتها بحسبه سيمكّن ذاك الشبح من مسخ الهوية العربية وتحطيم أفق الأجيال الجديدة.
بدوره، تصوّر الأستاذ قاسم مطرود أنّ العبرة تكمن في تعويد الطفل وتشجيعه على الذهاب إلى المسارح، بجانب تحفيزه على تذوق الأعمال الفنية وإجادة لغة الحوار، كوسيلة لتكوين جيل جديد ناضج، وأوضح الأستاذ أنّ المسرح من خلال الأعمال الدرامية يلعب دورا أساسيا في تنمية روح الجمال والنقد البناء في الطفل، وأيّده في ذلك د/ حافظ جديدي، حيث أشار الأخير إلى أنّ المسرح المدرسي حتى وإن لم يوفق في اكتشاف المواهب، فإنّ نجاحه في تكوين جمهور متذوق هو الأساس، كما شجّع حافظ جديدي على إنشاء رابطة للمسرح المدرسي أو لمسرح الشباب على مستوى الدول العربية، مبديا أسفه لـquot;عدم تحمسquot; بعض وزراء الشباب العرب لتجسيد هذه التجربة.
من جانبها، اعتبرت الناقدة السورية رغدة مارديني أن مسؤولية إدماج الفن المسرحي في المنظومة التربوية العربية مسؤولية متكاملة تقع على عاتق الدول والمنظمات المعنية، وألّحت مارديني على ضرورة أداء كل طرف لدوره في هذا الشأن من أجل وضع إطار واضح لإدخال الفن المسرحي في المؤسسات التعليمية، وقدرت الناقدة السورية أنّ تلقين الفن المدرسي في المدارس منذ الطور الابتدائي له مهمة أساسية في تنمية مخيال الطفل وتوسيع روافده الثقافية، كما يمكّنه من التحكم بحرية في أدوات التفكير والمناقشة.
وأهاب المسرحي السوري quot;أنور محمدquot; بالأنظمة الثقافية والتربوية العربية، للبحث في سبل إدخال أب الفنون وتدريسه في منظوماتها التعليمية والتربوية، ودافع بالقول أنّ المسرح يربي ملكات الاحساس والتفكير والاكتشاف، ويثمن العقل تبعا لانبنائه على مبدأ الحوار واحترام الآخر، وانتقد متدخلون في الملتقى، افتقار الكتاب المدرسي العربي بشكل عام إلى أقسام مختصة بالفنون سيما المسرح، كما استغربوا اقتصار النشاط الثقافي في المؤسسات التربوية على مادتي الرسم و الموسيقى، مع أنّه يمكن للمسؤولين إقحام مادة المسرح وتأطيرها بواسطة خريجي كليات الدراما.