محمد الحمامصي من القاهرة: تكشف رواية (رخصة بغاء) للكاتب الروائي حسن هند والصادرة أخيرا عن مكتبة مدبولي في القاهرة عن استغلال ذوي السلطة والنفوذ أو المناصب للجنس مع الطامحين للنفوذ والمناصب، حيث يرصد الكاتب بجرأة ورؤية عميقة فساد استغلال النفوذ الذي يعتمل داخل قطاع مهم من الواقع المصري، وما تقع فيه الشخصيات التي تلجئها الحاجة والطموح وتحقيق الذات للخضوع لهذا النفوذ أو ذاك، وذلك عبر علاقات يلعب الجنس فيها دورا أساسيا، كما تكشف عن تميز في أسلوبه السردي وتقنيته الروائية، وتشخص الرواية عالما من الواقعية المتخمة بالاشتهاء والتعاطف والحب والاشتهاء، وكل الأفعال التي تفجر قدرا كبيرا من الواقع المسكوت عنه عبر علاقات العاطفية الشائهة للقانوني العجوز الذي يحمل خبرة خمسين عاما، والصحفي المتسلق الذي يتاجر بفكره طمعا في الرضا السامي لأجهزة الدولة، والأديبة الواقعة بين شقي الرحي فتسد فراغها العاطفي بمحاولات في مجال العمل أهمها مجال حقوق الإنسان. وفي هذا االحوار مع الكاتب نتعرف علي المزيد حول هذا العمل.
** هل تمثل الرواية أول عمل يصدر لك؟
** صدر لي عملا من قبل هو رواية عناقيد الروح، ورخصة بغاء عملي الروائي الثاني، وتوجد مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان امرأة الشمس.
** لماذا عنوان رخصة بغاء؟
** لأن الرخصة هي العمل المصرح به أو المباح والبغاء هو العمل غير المباح فكيف يكون هناك تصريحا شرعيا بغير مباح إلا إذا ارتكبت هذه الأعمال المصرح بها وكان ظاهرها الرحمة والبراءة وباطنها العذاب والدنس.
** هل تعتقد واقعية الجنس المطروح في رخصة بغاء موجود حقيقة في المجتمع؟
** إن الجنس في رخصة بغاء تشكيل علي لون من ألوان السيطرة أو القمع أو الخضوع التي تمارسه السلطة في الواقع.
** لماذا الاعتماد علي الجنس داخل أروقة السلطة؟
** من أهداف ثورة يوليو 1952 لتؤسس فكرة العدالة الإجتماعية التي تتمثل في حق الإنسان في العيش الكريم، بمعني الحق في الحصول علي لقمة العيش بكرامة انسانية. أما أن يقترف عبد الوهاب في أول الرواية هذا أوان الخدمة من أجل لقمة العيش. ثم يظل كراكب الدراجة يمارس ألعابا بهلوانية أو فانتازية. أو يقوم الإعلامي عبد الله بترويج اعلام يحقق للسلطة أهدافها وبتقارير أمنية حتي يطلق عليه لقب مراسلة وليس مراسل فهذا معناه أنه لم يقم برسالته الإعلامية أو سلطة الصحافة المنصوص عليها في الدستور والمنوط بها كشف الحقائق. وكل ذلك من أجل تحقيق أهدافه الشخصية. ونورا التي بدأت شاعرة تخاف ملامسة الأيدي تحولت الي سيدة للتداول من أجل الحصول علي مكاسبها الخاصة في دار نشر والسفر للخارج، هنا تحولت العلاقات الي علاقات خضوع تحكمها السلطة في نسق.
** هل يوجد اقتراب من روائيين آخرين؟
** أنا لا أعتقد وقد قارب الناقد د. عمار علي حسن في ندوة بدار هفن عن تقارب هذا العالم بعالم علاء الأسواني وأقطع يقينا مع حبي واحترامي للصديق علاء الأسواني أنك في رخصة بغاء لن تستطيع أن تمسك بشخصية رئيسية، أن تمسك بشخصية وتقول هذه الشخصية في الواقع فلان، فلن تجد عبد الوهاب مقصدار قانوني فقط بل حاكم بما تحتويه الكلمة من معني وهو جماع شخصيات مركبة أو أوجه متعددة وكذلك الحال مع نورا وعبد الله.

** ما هو مفهومك للجنس؟ وما مدي تحقق هذا المفهوم في الرواية؟
** في رأيي أن الجنس قمة ونهاية لحالة حب فإذا تمت علاقة بدون حب وتتضمن قدرا من الخضوع أو السادية أو الإستغلال أو الإنتهازية أو العبث أو الخديعة أو الخديعة تحول الحب الي شكل من الصور التي وردت في الرواية.
وعلي سبيل المثال إذا قامت نورا بممارسة الحب مع عبد الله، ثم كفرت به فلجأت لعبد الوهاب للهروب ومن أجل بداية جديدة وبعد أن كان في رأيها رب الأشياء فجأة اكتشفت أن هناك علاقات أخضعتها للتداول.
ثم ضمن سياق آخر يأتي هذا الفعل كحرام تماما حين يمارسه ابن خال محمد في الصعيد وعلي العكس مباح تماما وسببا لترقي آخرين في السلم حين يمارسه عبد الوهاب في شقة الأغا خان.