بيغن يتحدث
اريش فريد
انقر هنا لقراءة معلومات عن حياة الشاعر
ترجمة عن الألمانيةمعاذ العمري
بيغن يتحدث
إنَّهُ يَتحدثُ
كرجلِ دولةٍ
يريدُ أن يُسْتمعَ إليه
ومَن سيستمعُ إليه؟
ربما السادات
ربما
حسين.
ولكن ماذا يُعني هذا؟
ماذا يُعني
أنْ يتحدثَ بيغن؟
هذا يُعني أنَّ القاتلَ يتحدث،
القاتلُ في مجزرة دير ياسين،
والقاتلُ في عملية فندق الملك داوود،
وقاتلُ المئات والمئات
من النساءِ والأطفالِ والرجال،
قاتلٌ يظل مِن سنةٍ إلى أخرى
يتمادى في القتل،
والآن ها هو
قاتلٌ في لبنان.
مناحيم بيغن يتحدث:
القاتلُ يتحدث عن السلام،
القاتلُ يتحدثُ عن الحقِ والعدالة،
مناحيم بيغن يتحدث:
القاتلُ يتحدثُ عن المستقبل.
مَن سيستمعُ إليه؟
ربما السادات
ربما
حسين
وما الذي سيسمعونه منه؟
ما الذي ستنطوي عليه كلماتُ هذا القاتل؟
القاتلُ يتحدثُ عن المستقبل،
أمَّا هو فلا مستقبلَ له:
فقد كان الطريق من دير ياسين
إلى القتلى في لبنان
لسنين عديدة
أطول من الطريق
من لبنان إلى قبر مناحيم بيغن.
وإنَّ طريقنا
مِن اليوم
لتحرير فلسطين
لهو أقصرُ من الطريق
في الثلاثين عاما الماضية
أجل، أقصرُ من الطريق
من دير ياسين إلى ها هنا.

تشخيص
أطلقوا عليه أعراضَ المرضِ
في مستشفياتِ بيروت.
ويُقصدُ به،
أنَّ الدخانَ
ظل يخرجُ مع الأنفاسِ
من أفواهِ الأطفالِ والنساءِ،
فلقد اخترقَ الفسفورُ
الموجودُ في القنابلِ الفسفوريةِ
الرئتينِ عبرَ الجلدِ واللحمِ،
ثمَّ راحَ يحرقهما
من الداخل،
وقد استمرَ الدخانُ
يخرجُ منهما
حتى بعد الوفاة.

علينا ألا نغفلَ هذه الأعراض،
عند تشخيصِ واحدٍ
مِن أمثالِ بيغن أو شارون.

فندق الهيلتون في تل أبيب

افتتحوا فندقَ الهيلتون الجديد،
في موقع ٍ ممتازٍ،
يَبانُ جلياً للعيان،
على أرض ِ مقبرةٍ للعرب.
ناموا
يا ضيوفَ صهيون!
ناموا هانئين!
على قبورٍ دَنَسوا حُرْمَتَها.
والجَرّافَة ُ
التي سَحَقَتِ الحجارةَ
والأرضَ والعظام
قامتْ تشَخَرُ بصوتٍ عال
كما أنتم ستشخرون
إلى يوم ِ الحساب،
لن تستيقظوا أبداً من نومِكم،
فدعوا عنكمُ الأحلام.
مُمكنٌ؟
مُذ رأى الفأرُ
قِطْاً ميتاً
في فَخٍّ
لصيدِ الجرذان
أخذَ يُخططُ للثورةِ.