عرض نبيل فهد المعجل: تنثر الكاتبة والصحفية الأردنية سلوى اللوباني في مقدمة كتابها البكر quot;أنت تفكر... إذن أنت كافر!quot; والصادر في شهر أكتوبر 2009 عن الدار العربية للعلوم ناشرون الكثير من الأسئلة وتحاول أن تعرف إجاباتها عبر العديد من المقالات والحوارات الشيقة مع بعض المفكرين والكتّاب العرب. تبدأ كتابها بمقولة معبرة للصحفي الراحل احمد بهاء الدين quot;من مفارقات الزمن أن يبتعد من يحق له الاقتراب.. وان يسكت من يحق له الكلامquot;.. مقولة تعبر فيها عن حال المثقف العربي وهمومه.. فما هو سبب تبدّل دور المبدع العربي من مؤثِّر في المجتمع إلى مشاهد له، ودور التطرف والإرهاب الفكري الذي تغلغل في أدق ثنايا حياتنا فأصبح يمارس سطوته ضد إبداعهم الفكري. كما تناولت دور المؤسسات الدينية وخطرها على الإبداع.. وطرحت موضوعا شائكا وهو هل الدين والإبداع لا يلتقيان؟
الخوض في هذه المسائل خطوة جريئة من كاتبة شابة مبتدئة، واختيارها للعنوان وإن يبدو صادماً للكثيرين، جاء معبراً ومتفقاً مع سياق الكتاب. فنحن نشاهد بشكل يومي من خلال السجالات في الصحف والإنترنت والإعلام المرئي أن مجرد محاولة التفكير خارج السرب النمطي أو النسق المتعارف عليه دينياً سبباً رئيساً لنعت الكاتب أو المفكر بكثير من التهم أولها التغريب وآخرها التكفير. وفي الآونة الأخيرة كثرت هذه التهم ورأينا كماً كبيراً من المفكرين العرب كفروا فقط لأنهم أثاروا ونبشوا بعض كتب التاريخ وحاولوا إعادة قراءتها بروح عصرية تناسب العصر الذي نعيش فيه رغبة منهم في حث الهمم لمواكبة وملاحقة من تقدم علينا من الأمم الأخرى.

الكتاب مقسم إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول يتحدث عن مصائر المثقفين والمبدعين فمنهم من تعرض للاغتيال أو الانتحار أو حتى للسجن وأيضاً للمرض النفسي قبل العضوي وكيف ساقت الأقدار بعضهم لتسول العلاج!
والفصل الثاني يركز ويؤكد على أهمية دور الإعلام في مناصرة المفكرين وهذا ما يفتقده إعلامنا العربي فتقول quot; هناك الكثير من المتناقضات التي نعيشها تحت مسمى الحرية وخصوصا في المجال الإعلامي، فالحرية متاحة لأشخاص معينين ولأعمال معينة. الحرية المتاحة في المجال الغنائي لا حدود لها.. هي ثقافة موجهة هدفها إحداث خلل ثقافي وفكري كبير من خلال تقييد الكتاب والمثقفين من الكتابة بحرية وبالمقابل إطلاق الحرية لبعض ndash; الأشخاص- بتأدية أغاني تحمل كلمات أقل ما يقال عنها رخيصة وأيضاً فيديو كليب أرخص.. جرب أن تدافع عن كتاب تم منعه ستتهم بالفساد والكفر وبالمقابل حاول أن تنتقد فيديو كليب سيتهمك البعض بالتخلف وينصحك بتغيير المحطةquot;، وتؤكد على أهمية التوازن في ثقافتنا من أدب وفن وتتساءل لماذا لا تفكر إحدى المحطات الفضائية بإنشاء قناة متخصصة للأدباء والكتاب والمثقفين تتحدث فقط عنهم وعن تاريخهم وسيرهم وكتاباتهم... قناة نشاهدها يومياً على مدار 24 ساعة تبث باللغة العربية ومترجمة إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، مثلما نشاهد يومياً المحطات الغنائية بأغانيها المختلفة التي تبث على مدار اليوم!
أما الفصل الثالث تطرح من خلاله العديد من الأسئلة على مجموعة من الكتاب والمفكرين العرب منها الدين والإبداع هل يلتقيان؟ هل الأدب العربي قابل ليكون عالميا؟ وغيرها من الأسئلة وتختم الفصل بموضوع حساس وشائك عن الجنس في الرواية العربية والسعودية تحديداً بعد الكم الهائل من الروايات الجنسية التي هطلت علينا مثل المطر في السنتين الأخيرتين.
ووجهت الكاتبة شكرها في مقدمة كتابها الى جريدة ايلاف اليومية الالكترونية قائلة quot;الى ايلاف التي منحتني الفرصة لاكتب.. ولولاها لما خرجت هذه الكتابات الى النور لتقرأquot;.
هذا الكتاب ستحتفل به المكتبة العربية لأسباب عدة منها جرأة الطرح وجديته وتوقيت إصداره بالإضافة إلى الآراء المتضمنة للكتاب كماً وكيفاً. بإمكان من يرغب في اقتناء الكتاب طلبه عن طريق مكتبة النيل والفرات عبر هذا الموقع
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb180035-143217amp;search=books

سلوى اللوباني كاتبة أردنية حاصلة على بكالوريوس علم إجتماع وعلوم سياسية ودبلوم إدارة، عملت لسنوات في مجال تأسيس وإدارة المكتبات. دخلت عالم الصحافة من خلال جريدة إيلاف اليومية الإلكترونية كمراسلة ثقافية، كتبت العديد من الموضوعات والتحقيقات الثقافية وأجرت حوارات مع مبدعين من مختلف الدول العربية. وتكتب مقالات في مجلات منها خطوة (المجلس العربي للأمومة والطفولة)، القافلة (أرامكو السعودية). عضو لجنة تحكيم في إتحاد الجامعات المصرية لتقييم أعمال شباب الجامعات الإبداعية في مجال القصة القصيرة quot;جائزة غسان كنفانيquot;.
تعمل في شركة الكرمة للإنتاج التعليمي والترفيهي كمديرة برامج وتكتب العديد من الأدلة التدريبية الخاصة بمشاريع التنمية لموضوعات متعددة. وتقوم بإعداد وتقييم محتوى البرامج التلفزيونية. تشارك في جلسات قراءة وتقييم سيناريوهات المسلسلات. تعد الأبحاث المكتبية وتنظم الأبحاث الميدانية والمجموعات الحوارية. شاركت كمنسقة في مشروع التراث العالمي بأيدي شابة (اليونسكو). كما تطوعت في عدة أماكن منها قرى الأطفال، رابطة المرأة العربية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.


[email protected]