ايلاف منالقاهرة: صدر أخيرا كتاب quot;الشيخ إمام في عصر الثورة والغضبquot; للكاتب والناقد أمير العمري عن مكتبة مدبولي في القاهرة. ويسلط الكتاب الاضواء على ظاهرة الشيخ إمام.. المغني الذي عرف بأغانيه الثورية والتحريضية. ويرصد المؤلف الاحداث الصاخبة التي احاطت بتلك الفترة في قلب الزخم الثقافي والسياسي ثم انتشار الظاهرة في محيط الطلاب والمثقفين في زمن السادات.
ولا يعد الكتاب كتابا من كتب سير الأعلام، أي أنه ليس سردا أدبيا أو تاريخيا، لحياة المغني الشعبي العظيم، الشيخ إمام عيسى، الذي لمع نجمه في مصر والعالم العربي لأكثر من 25 عاما وأصبح بحق، فنان الشعب وخليفة سيد درويش العظيم، بأغانيه وأناشيده وألحانه ومواقفه الصلبة في مواجهة كل أشكال الإغراء والتخويف والقمع. ويشمل الكتاب ذكريات مؤلفه عن تلك الفترة اتسعت وخصوصية ظاهرة quot;الشيخ إمام- أحمد فؤاد نجمquot; وعلاقتها بالحركة الطلابية في مصر، وما انتهت إليه اليوم.
ويرصد الكتاب العلاقة بين الذاتي والموضوعي، وبين السياسي والفني، وبين الماضي والحاضر، وبين التأملات الشخصية والتحليل الذي يلزم نفسه بالبحث في الحقائق وتسليط الأضواء على بعض ما تجنب الكثيرون من قبل الاقتراب منه، تفاديا لما يمكن أن ينتج عنه من حرج، بين الغناء كفن وكتابة القصيدة الشعبية كشكل خاص من أشكال التعبير، وبين التحريض والهجاء السياسي خلال ما يعتبر بحق، quot;عصر الثورة والغضبquot;.
وفي سياق quot;التأملاتquot; واسترجاع الماضي ورد ذكر عشرات الأسماء لشخصيات لعبت دورا بارزا في مسار الحركة السياسية والثقافية في مصر، من طلاب في الجامعة تصدوا لقيادة حركة التعبير عن الرفض في عهد الرئيس أنور السادات في فترة من أكثر فترات الحياة السياسية المصرية سخونة فيما بين الحربين، أي بين حرب يونيو 1967 وحرب أكتوبر 1973، ومثقفين تباينت مواقفهم خلال سنوات الاستقطاب الحاد بين اليمين واليسار، بين الانحياز لحركة الشارع أو القيام بدور تصورونه إيجابيا، بالقرب من مواقع السلطة.
وسط هذه الأمواج كلها، وقف الشيخ إمام بقوته الخاصة في التعبير وعبقريته في الأداء، وصمد في وجه كل أشكال القمع والتجاهل والنكران والاستنكار والشجب، وصمد معه شاعره الأول الكبير أحمد فؤاد نجم، الذي زود تلك الظاهرة الخاصة التي لا تتكرر كثيرا، بوقودها المحرك من الأشعار التي لاتزال صامدة في وجه الزمن، برقتها وعنفها، وبقدرتها على إثارة الشجن وشحن النفوس بالغضب والثورة، وبسحرها الخاص وتمكنها من إثارة التفكير وإيقاظ الوعي أيضا، دون أن تفقد أبدا جمالها ورونقها الداخلي الخاص.