الولد
استَثمَرَ حَافَّةَ قَلبِهُ بِالبُكَاءِ عَلَيها..
الوَلَدُ
كَتَبَ بِالخَشْخَاشِ عَلى ظَهْرِهَا:
سَتُغَادِرِينِي.. حِينَ أَعْتَنِي، قَلِيلاً، بِضَجِيجِ السَمَاءِ


البنت
عَاقَبَتْ أُمَّهَا بِتَألِيفِ كِتَابٍ سَمَاويٍ
عَلَى شَفَةِ حَبِيبِها السُفْلَى
البِنتُ
عَصَفَت كَحَرْفٍ آكَادِيٍ حِينَ ابتَسَمَ سَاخِرَاً
مِنْ تَسْرِيحَتِهَا الغَرِيبَةِ


الولد
اعتَرَفَ فِي السُوقِ
للسُوقِ
أنَّهُ، رُبَّمَا، يُحِبُّهَا
الوَلَدُ
نَاهَزَ الخَمْسِينَ رِسَالَةٍ
مُمُزَّقَاتٍ فِي حاكُورَةِ البَيْتِ


البنت
فَكَّرَتْ بِالخَطَرِ، فَأَمْسَى ضَئِيلاً، طَفِيفاً
كالاعتِدَاءِ عَلى الفَرَاشَاتِ
البِنتُ
كَانَتْ تَدُقُّ، دُونَ انتِبَاهٍ،
مَعْ عَقْرَبِ الثَوَانِي
أثنَاءَ انتِظَارِهَا لَهُ في ِمَحَطَّةِ البَاصِ.


الولد
يَستَخْدِمُ الوَرَقَ
كَمَا يَسْتَخدِمُ المُعْدَمُونَ وَعْيَهُم
الوَلَدُ
يَضرِبُ الصَحْوَ بِالأرضِ
في كُلِّ مَرَّةٍ يَستَيقُظُ فِيَها مِنْ مُحَاوَلَةِ انتِحَارٍ


البنت
تُعَوِّلُ ndash;كَبَنَاتِ جِنسِهَا-
عَلى حِكْمَةِ صَدِيقَاتِهَا المُخفِقَاتِ عَاطِفِيّاً
البِنتُ
تُشْعِلُ جَدِيلَتِهَا فِي الدَارِ
وَعَلى السَّرِيرِ تُوقِدُ صُورَةً شَمْسِيَّةً لَهُ


الولد
هُوَ الذِي أَخَافَهَا لمّا
طَرَقَتْ بَابَ قَلبِهِ المُتَّسِعِ
الوَلَدُ
يَرتُقُ أرواحَ أَصْحَابِهِ
وَحَبِيبَاتِهِم مِن ثَوبِ رُوحِهِ


البنت
اكتَفَتْ كُأُمَّةٍ جَاهِلَةٍ
بِمُبَادَراتِ القَدَرِ، وَتَحَيَّنَتْ مَطَرَ الصُدفَةِ
البِنتُ
رَضِيَت بِالأمرِ الوَاقِعِ
وأَطعَمَتْ سَلَّةَ الدُرَّاقِ
لِرَجُلِِ أَعمَالٍ


الولد
يَكتُبُ الشِعرَ هَذَا


البنت
تَغْسِلُ مَلابِسَ طِفْلَينِ
أنجَبَتهُمَا مِنْ وَلَدٍ آَخَر

شاعر مقدسي