كـلام

هكذا تقول أختى الشجرةْ
الضوء!
كلام لا يفقهه سوى الندى
هكذا تقول سيدتى الغيمة!
المطرْ
دموع السماء التى تتساقط على العشب
والعشبْ
كلمات الأرضِ
التى تبكىَ لوحدها
هكذا يقول الموت الحطّابْ!
بمناجلي هذه
سوف أحصد رقبةَََ َ الهواء
وأجزّ ضحكة َ الأرض ِ
الرنّانةِ!!

أفيــون!!

سوف نواصل الحياة بنفس التعب واليأسْ
اللذين ربيناهما صغاراً تحت أسرتنا الملونةِ
وأسقف بيوتنا الواطئة
فلم يكن ثمة ما نفعله فى الحياة
سوى الحياة ذاتها!!
وسوف نمتثلُ للموت
مثل نبتةٍ
وكرسالةٍ أخيرةٍ فى سلة الزمن ِ
لا، لكى نقرأها بتمعن وعمق
وإنما لنمضغها كقطعةٍ أخيرةٍ من الأفيون الحارّ
وسوف نختار كذلك
أن ننحاز إلى تلك المصائر المجهولةِ
والكلمات المتقاطعة
التى تتوارى بعيدًا عن الخيبة والنسيان
خلف الجدران المتهالكة لكل هذا العالم
كل ذلك
ودون أن ننحاز ndash; ولو لدقيقة واحدة ndash;
إلى ذلك الكائن المهمل تحت عبء ضربات القدر اللعينةِ
وصرخاتنا الخشنة المالحة
إلى أن نسير فى تلك الشوارع المطهمة بالجنونِ
والغفلةِ
والتى يتركَ عليها الزمن آثاره المبقعة بالدم
والرطوبةِ
وسوف نترك ndash;هنا وعلى الأرضndash; القليل من الذكريات المشققةِ
والكثير من الأحلام البائدةِ
تلك الأحلام
التى ترغب بعينين جارحتينِ
وأجنحةٍ
كليلة ٍ!!

نوافـذ

مضى
لا يتذكر أي شئ
سوى أعمال الهدم والبناء التى تتم بداخلهِ
كان ثمة نافذة
وكان ثمة بيت
الآن
رحلت النافذة
ولم يتبق من البيت
سوى ذكرياته التى تقيم فوق أصابعهِ وشوارعهِ
عندما داهمته هذه الفكرة
أومأ لكافة النوافذ أن تتوافد عليهِ
وركب طائراته الورقية وأوهامَه ومضى
تاركًا للنهر أن يتأمل خيباته اللانهائية
وطوفاناته
ثمة ليال كثيرة لم يتذوق فيها طعم النوم
سوى هاتيك الأحلام التى برزت فجأة
عبر الشبابيك
والغبارْ
وها هو ذا يسندها بيديه المكبلتين
حتى لا تقع فى هاويةٍ ما
من هاوياتهِ
التى أخذت ترتفع!!