برايتين برايتنباخ
محمد الحمامصي ـ دبي:
علي الرغم من الشعار والهدف والرسالة التي تم الإعلان عنها من قبل القائمين علي مهرجان دبي الدولي للشعر ينصب علي كون المهرجان جاء دعما للتواصل الإنساني وتعميق رؤى السلام والحب مع الآخر وتأكيدا لدور الشعر في تحقيق هذا التواصل والتفاعل بين ثقافات العالم المختلفة و التشجيع على ترجمة الشعر من لغات العالم إلى العربية وبالعكس، وأيضا تسليط الضوء على المكانة الراقية للشعر في الثقافة العربية بوصفه لغة للحوار وديواناً للعرب، علي الرغم من كل ذلك لكن المهرجان الذي افتتاح في حضور مائة شاعر يمثلون 45 دولة من القارات الخمس ومائة شاعر من الإمارات والعالم العربي، جاء كسرا للحصار الذي ضربه نقاد وكتاب عمدا علي مدار سنوات طويلة ضد الشعر محاولين التعتيم عليه وتحجيمه، فاتحا لأفق الشعرية العربية علي الشعرية العالمية ومؤكدا أن الشعر هو ديوان العرب
الشيخ محمد بن راشد
وديوان الكون، وكون المهرجان ينطلق من بلد عربي في القلب من العالمين العربي والعالمي، دبي، فهذا يعني أن الشعر العربي صاحب ريادة ومكانة كبيرة في التجربة الشعرية الإنسانية وأن العرب يدركون ذلك، بل إن قادتهم يدركون ذلك والدليل أن صاحب الفكر وداعمها ومطلقها ومستضيفها هو حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو شاعر قبل أن يكون حاكما.
قد جاء افتتاح المهرجان الدولي للشعر بدبي منسجما ومتناسقا مع رؤية الشعر وفي حضور حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي حرص عند دخوله للقاعة بمركز دبي الدولي للمؤتمرات أن يسلم علي ضيوفه من الشعراء، كما حضر الشيخ ماجد بن محمد آل مكتوم رئيس هئية الثقافة والفنون في دبي، و الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني في دبي الئريس الأعلى لمجموعة الإمارات، ونخبة شعراء العالمين العربي والدولي، انطلق المهرجان بعزف النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ثم، عرض فيلم تسجيلي عن الشعر، أبيات شعرية بكل اللغات الحية، ثم استعراض لتاريخ التجربة الشعرية الإنسانية بدءا من سومر العراق وانتهاء بالآن حيث التجلي الأعظم للرؤية الشعرية في مختلف بقاع الأرض، أبيات للشاعرة العربية الخنساء وأخرى لشعراء أوروبيين وصينيين.
جمال بن حويرب
لم تكن كلمات الافتتاح طويلة حيث تحدث جمال بن حويرب رئيس اللجنة المننظمة للمهرجان الذي أكد علي هدف ورسالة المهرجان : كان الشعر منذ الأزل أحد أهم قنوات الاتصال مع الآخر وكان أجمله يشيع الحب والجمال وينشر السلام بين بني البشر.
وأضاف حوير : المهرجان تجسيد لأهمية الأدب وتفوقه علي كل فن إنساني آخر وهو تأكيد علي أنه القنطرة الأقوى الباقية بين الشعوب، نريد للشعر أن يصلح ما أفسدته السياسة ونريد للأدب أن يجمعنا إذا ما فرقتنا السياسة.لقد أطلقنا مهرجان دبي للشعر ليكون فرصة لشعراء العالم للتعرف علي بعضهم البعض وينهلوا من تعدد ثقافاتهم الغنية كما أنني أدجعوكم للتعرف علي رواد الشعر الاماراتي الذين رحلوا بأجسادهم وبقوا بيننا بأشعارهم من أمثال أحمد بن سليم وسلطان العويس وحمد بوشهاب وغيرهم.
ثم جاءت كلمة الشاعر والرسام العالمي الجنوب أفريقي برايتين برايتنباخ التي أشاد فيها بمبادرة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاق مهرجان دبي الدولي للشعر كخطوة مطلوبة للتقريب بين ثقافات الشعوب وإجراء حوارات مباشرة يغلب عليها الأحاسيس المرهفة واستيعاب الأخر. وأعرب برايتنباخ في كلمته عن سعادته بوجوده في هذا المهرجان وفي دبي معتبراً أن هذا التجمع الفريد من نوعه والذي يعقد لأول مرة هو فرصة للتخاطب بين الثقافات والحضارات، مشيراً إلى الدور الذي لعبه الشعر في التعريف بالقضية الفسطينية وفي ثقافة المقاومة بشكل عام ملمحاً في القصائد الشعرية للشاعر الراحل محمود درويش.
واختتم الافتتاح بمعزوفة موسيقية رائعة شارك فيها العود والكمان والناي والتشلو والطبلة والترومبت، ولعبت الخلفية فيها دورا مميزا حيث جاءت أبياتا من الشعر بلغات العالم مع الطائر المحلق في سماء هذا الشعر.
.