تزايد الحراك الثقافي في السعودية يسترعي انتباه الاسوشييتد بريس
هل على البرازيلألاّ ترقص السامبا في شوارع الرياض؟

زيد بنيامين من دبي: حينما اعُلن في الرياض، ان البرازيل ستكون ضيفة لمعرض الكتاب السنوي فيها، كان على احد كبار مسؤولي وزارة الاعلام فيها وهو عبد العزيز السبيل الظهور على وسائل الاعلام والتأكيد على ان البرازيليين لن يرقصوا السامبا في شوارعها، وذلك ليطمئن العامة من تواجد البرازيل وغيرها من البلدان على ارض المعرض على مدى 10 أيام.

وزير الإعلام السعودي مع السفير البرازيلي خلال افتتاح المعرض

معارض الكتاب، او عروض الافلام والمسرحيات تعتبر من اكثر الامور التي تثير قلق المتشددين في المجتمع السعودي، خصوصاً حينما تسمح مثل هذه العروض والمعارض باختلاط الجنسين، كما ان تقديم الكتب البعيدة عن الدين قد تمثل باباً اخر لريح القلق.. بحسب الاسوشييتد بريس.

لكن رغم تواجد الاشخاص (الغير مرحب بهم) كما يصفهم منتقدوهم، الا ان هذا لا ينفي ان الاحداث الثقافية في المملكة في تزايد خلال السنوات الاخيرة. في السنة الأخيرة، شهدت السفارة الالمانية حفلاً موسيقياً كسر الكثير من جدران الممنوعات في السعودية، كان من ابرزها منع اختلاط الجنسين، ومنع الموسيقى العلنية رغم ان صفوف الرجال والنساء مازالت متفرقة امام مطاعم الوجبات السريعة في المملكة.

وفي نفس العام.. كان هناك مهرجان السعودية السينمائي الاول والذي حضره وزير الاعلام السعودي السابق بنفسه، ليمثل ذلك تغييراً اساسياً في التوجه السعودي الرسمي، ودعم لامحدود لمثل هذا النوع من النشاطات.

اما هذا العام.. فنشهد ان قدرة المرأة السعودية على الوصول الى معرض الكتاب تبدو اكبر واكثر حرية، بدل تخصيص ايام لها لمفردها كما جرت العادة سابقاً.

كما يمكن للناس الانتقال في جنبات المعرض في ظل تراجع تواجد رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تعرف في وسائل الاعلام العالمية على انها الشرطة الدينية.

حليمة مظفر احدى كاتبات الاعمدة الصحفية المعروفات في المملكة ابدت دهشتها حينما وجدت اثناء توقيعها لكتابها وجود ستة من رجال الحماية بالاضافة الى رجلين من الهيئة وهم يقومون بالاشراف على فصل الرجال عن السيدات وهو ما منع الرجال من الوصول اليها للحصول على توقيعها وتقول ان ثلاثة من ابرز الكتاب في السعودية تم القبض عليهم واستجوابهم بعد ان حاولوا الحصول على توقيع على كتابها.

إقرأ المزيد:

صخور النفط يحقق مبيعات عالية بعد فسحه من وزارة الثقافة والإعلام

بن بخيت لإيلاف: معرض الكتاب لدور النشر وليس للدوائر الحكومية!

الملك عبدالله يحيي المثقفين في معرض الكتاب

د. خوجة: سندعم كل عمل إبداعي مهما كان

التفاصيل الكاملة لمعرض الرياض للكتاب

الكتب السعودية تحقق مراتب متقدمة في سباق مبيعات معرض الرياض للكتاب

معرض الكتاب الدولي يأتي وسط تغيّر في وزارة الإعلام

تكتب مظفر في صحيفة الوطن السعودية قائلة quot;اي نوع من تشجيع الثقافة هذاquot; مضيفة ان الثقافة في المملكة مطوقة quot;بطريقة تخيف الذين يسعون اليها وتمنعهم من الاقتراب مناquot;.

بقية المحافظين اطلقوا العديد من العناوين في محاولة لمنع هذا النوع من الانفتاح في المجتمع السعودي، ففي الشهر الماضي كتبت احدى الصحف السعودية قائلة ان مجموعة من المتشددين الملتحين حاولوا ايقاف مسرحية في الرياض.. وقرر احد الرجال اللذين شاركوا في المنع القاء محاضرة دينية وهو يقف على المسرح، لكن مدير المسرح امر بالتوقف وبدأت جولة من الجدل بين الطرفين قبل ان يترك مع مجموعته لوحدهم في القاعة.

في نفس الشهر كان هناك خبر عن قيام مجموعة من الشباب الملتحين بضرب مجموعة من الراقصين في مهرجان ربيع الصحراء في قرية شرورا الواقعة غرب البلاد، وهو الامر الذي اجبر على ايقاف كل الرقصات التقليدية في المهرجان.

وفي نفس الشهر وفي جدة تحديداً تواجد خمسة شباب ملتحين حاولوا اقناع المارة بعدم الدخول لمشاهدة فيلم يعرض خلال مهرجان الربيع.. وكل هذا اوردته الصحافة السعودية في وقت حاولت الهيئة ابعاد نفسها عن هذه الافعال عبر بيانات رسمية اصدرتها.

كاتب الاعمدة السعودي حمود ابو طالب تسأل في احدى اعمدته عن الوقت الذي يمكن للمجتمع السعودي احتمال هذه التصرفات quot;خصوصا وانهم ازداوا عنفاً وهجوماًquot; مضيفاً quot;البقاء صامتين ازاء هذه التصرفات يجعلهم اخطر ليس على المؤسسات الثقافية فحسب، بل على المجتمع نفسهquot; بحسب عموده في صحيفة المدينة.

كاتب اخر وهو علي الموسى اكد على وجود مخاوف من التأثير المدمر على الاحداث الثقافية، مؤكداً على انه يجب السماح للبرازيلين رقص السامبا في معرض الكتاب لو ارادوا ذلك quot;الم نرقص رقصاتنا التقليدية في معارض باريس، لندن، موسكو، وواشنطن؟، لماذا نرقص في ساحات غيرنا ونمنع حضورهم في ساحاتنا!quot; بحسب عموده في صحيفة الوطن.

لمن يريد مساحات اكبر من السعوديين، يمكنهم الحضور الى جلسات البيانو او بعض العروض الكوميدية التي تقدم في السفارات الغربية او المجمعات السكنية التي يسكنها غربيون حيث يتواجد هناك اقل عدد من المتشددين، والتي يمنع السعوديون من حضور كثيرها وان حضورا يخافون ان يدخل احدهم فيحيل المناسبة الى كارثة!