محمد الحمامصي: يرعى معرضاً لفن الفوتوغراف يقيمه مركز رؤى للفنون تحت عنوان quot;تفاصيلquot; معرض لفن الفوتوغراف للفنان التشكيلي والمصور الفوتوغرافي هاني الحوراني، يركز كما يحمل اسمه، على التفاصيل، وتتخذ معظم الاعمال الفوتوغرافية شكل جداريات كبيرة ومتوسطة الحجم، مؤلفة من عدد كبير من الوحدات، التي تصل أحياناً إلى خمسين قطعة، هذا اضافة إلى صور منفردة ملونة وبالأبيض والأسود. يمثل هذا المعرض، الذي افتتح 31 مارس ويستمر حتى 20 أبريل بمركز رؤى للفنون تحت رعاية د. عمر الرزاز، مدير عام مؤسسة الضمان الاجتماعي، الرقم 13 من سلسلة المعارض الشخصية لهاني الحوراني والتي أقامها منذ عام 1996، حيث عرضت في عدد من العواصم والمدن العربية والاجنبية أبرزها عمان، حلب، الدوحة والقاهرة وجوتنبيرج وواشنطن. هذا بالاضافة إلى مشاركته الاخيرة بجداريتين بعنوان quot;الآخرquot; في بينالي القاهرة الدولي الذي افتتح في ديسمبر 2008 واستمر حتى فبراير 2009.يُعنى هاني الحوراني بالتفاصيل في أعماله الفوتوغرافية، حيث غالباً ما يركز على اختيار اللقطات المقربة للأشياء التي تلفت نظره. ولا سيما سطوح الأشياء وملمسها، حيث يحتفى بالتفاصيل التي قلما تلفت انتباه المشاهد العادي، لا لشئ سوى لانصرافه البصري إلى ما هو عام وقابل للقراءة والتوصيف والتفسير.. وإذا كان المشاهد العادي ينصرف إلى quot;رؤية الغابة لا شجرة بعينهاquot;، فإن عين المصور تبحث أكثر عن التفصيل الذي يختزل الغابة، أي عن الشجرة. وهكذا هو حاله في المدينة، حيث للتفاصيل على الجدران أهمية أكبر مما هي للمنازل أو الشوارع أو المشاهد العامة للمدينة.وقد ظهر احتفاء هاني الحوراني بالتفاصيل في معارض سابقة من خلال التقاطه صور مقدمات القوارب أو تفاصيل سطوحها الخشبية، أو انعكساتها على الماء أكثر من اهتمامه بأجسامها الطافية على سطح الماء.
لا يحتوي معرض هاني الحوراني الجديد على فكرة واحدة بقدر ما يركز على التنوع الهائل للتفاصيل في حياتنا ومن حولنا. ولا يقل أهمية عن ذلك طريقة تنفيذه لأعماله الجدارية من خلال تقطيعها إلى وحدات منتظمة بارزة، يقطعها الفراغ الذي يضفي على الصور نوعاً من الخداع البصري، فهي تبدو واحدة رغم تباعد أجزائها عن بعضها البعض، مستفيداً من العمق ما بين كل واحدة من أجزاء جدارياته.
ميزة أخرى للصورة الفوتوغرافية في معرض quot;تفاصيلquot; هو تحريرها من الاطار وأشكال التأطير التقليدية، اضافة إلى تنوع احجام وأشكال الصور، وابتعادها عن القياسات التقليدية وتجسيمها من خلال عرضها على سطوح صناديق متعددة القياسات والسماكات. هذا اضافة الى استخدام مواد مختلفة لطباعة مثل الورق والقماش وغيره من المواد.يذكر ان هاني الحوراني فنان تشكيلي من جيل الستينات، انصرف لأكثر من عقدين عن الرسم، حيث انشغل بالعمل السياسي والبحثي قبل أن يعاود عرض أعماله مع مطلع التسعينات. وبعد معرض وحيد لأعماله المائية في عام 1993، اكتفى بعرض أعماله الفوتوغراقية من دون لوحاته، رغم مواصلته الرسم خلال العقدين الآخيرين. وغالباً ما يصف اسلوبه في التصوير quot;بالرسم من خلال عدسة الكاميراquot;. وهو أحياناً يلجأ إلى اضافة الألوان والمواد المختلفة إلى صوره الفوتوغرافية.
والفنان هاني الحوراني من مواليد الزرقاء، عام 1945،وقد تلقى تعليمه الجامعي في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية التي تخرج منها عام 1970، قبل أن يحترف العمل الصحفي والسياسي والبحثي لمدة الثلاثة عقود، وقد تلقى دورات في الرسم والتصوير الضوئي في عمان وبيروت وموسكو.