كاتب سعودي يلجأ لهيئة حقوق الإنسان لفسح روايته:
عبد الله زايد: منع روايتي وضع حداً لتفاخر وزارة الثقافة!
منصور العتيق من الرياض: ليست سابقة وحيدة فحسب، بل غريبة وتحمل كثيراً من المعاني وربما علقت الجرس لكثير من الكتاب لخطوات شبيهة ساخنة. حيث لم يجد الكاتب الروائي السعودي عبد الله زايد مفراً من اللجوء إلى هيئة حقوق الإنسان في السعودية، لرفع ما وقع عليه من quot;ظلمquot; حسب تعبيره جراء منع روايته الأخيرة quot;ليتني امرأةquot; التي صدرت منتصف العام الماضي وعرفت حركة بيع جيدة عبر مواقع المكتبات الإلكترونية التي يلجأ إليها السعوديون أمام تباطؤ حركة توزيع الكتب وفسحها داخل السعودية، غير أن منع الرواية من التداول وعدم فسحها حجّم كثيراً من فرص انتشارها وأبعدها عن دوائر الضوء الأهم في معارض الكتب السعودية خلال العامين الماضيين.
ولم يجد زايد وناشره بداً، أمام القرار النهائي الذي أصدرته وزارة الثقافة والإعلام، من التوجه إلى quot;مؤسسات المجتمع المدنيquot; حسب تعبيره. وبدا الكاتب متفائلاً في حديثه لنا: quot;أحمل آمالا كبيرة جداًquot; وقال: quot;أرسلت خطاباً إلى الدكتور بندر العيبان، رئيس هيئة حقوق الإنسان، قبل نحو شهر، أطلب خلاله تدخل الهيئة ومساعدتي في هذا الشأن وأنا في انتظار ردهمquot;. وأوضح أنه تعرض quot;لظلم واضطهاد وتمييزquot;، وقال: quot;عموما هي خطوة أولى أرجو أن تؤتي ثمارها، لكنني سأتوجه لكافة مؤسسات المجتمع المدني، ولن أتردد في طرق كل أبواب العدالة، لأنني أعتقد أن زمن مصادرة آراء الآخرين قد مضىquot;.
وفي أعقاب معرض الرياض الدولي للكتب، الذي اختتم أيامه الشهر الفائت في الرياض، أدلى زايد بتصريح لإيلاف قال فيه: quot; هناك أعمال أدبية تشتم المجتمع السعودي بشكل واضح ومباشر، تمت الموافقة على دخولها إلى السعودية، لماذا؟ هل بسبب الأسماء التي تقف خلفها؟quot; وأضاف: quot;لا أريد أن يفهم من كلامي بأني مع تكميم الأفواه ومصادرة آراء الآخرين مهما كانت، لكنني أريد أن أوضح أن رواية quot;ليتني امرأةquot; تم وضعها على القائمة السوداء لأنها رواية فكرية تناقش قضايا حقيقيةquot;. معتبرا أنها وضعت حدا لما كانت تدعيه وتفاخر به وزارة الثقافة بأنها تكفل حرية التأليف والنشر. وقال إن أي متابع لمعرض الرياض للكتاب سواء لفعالياته أو لما ضم بين جنباته من كتب quot;سيتضح له ازدواجية قاتلة بين المحظور والمسموحquot;. وأضاف: quot;لا توجد معايير واضحة، بقدر انتقائية ومزاجية في مجال المنع والمصادرة فضلا عن هالات من الواسطات والمحسوبيات تتحكم بهذا الجانب، واثبات هذا الخلل سهل وبسيط جداquot;، معيداً الاهتمام إلى ما تحدث به كتاب سعوديون سابقاً حول أن منع وفسح الكتب يخضع لاعتبارات quot;شخصيةquot; صرفة.
عبد الله زايد الذي ترجمت روايته الأولى quot;المنبوذquot; إلى اللغة الإسبانية في وسط لا زال يقيس نجاح الأعمال الأدبية بمقدار الترجمات التي حصلت عليها، كان يعول على روايته quot;ليتني امرأةquot; بشكل كبير، رغم الاعتراض الذي حمله البعض على عنوانها، حيث تلقى الكاتب سيلاً من انتقادات الذين رأوا أن العنوان quot;يخدش الرجولةquot; بالنسبة إلى الكاتب. ودعا زايد الكتاب السعوديين إلى quot;عدم الصمتquot; قائلاً: quot;دعوة أوجهها للأدباء الذين تعرضت أعمالهم الأدبية للمنع إلى التحرك ورفع الصوت وذلك في إطار مؤسسات المجتمع المدني التي من مهامها رفع الظلمquot;. رافضاً، عن تجربة مريرة، مقولة سائدة في السعودية يرجع إليها انتشار كتابات العديد من كتاب الصف الأول من أمثال الحمد والقصيبي وغيرهم، التي تعيد انتشارهم الهائل إلى منع كتبهم بالدرجة الأولى، حسب القاعدة الشعبية المعروفة: quot;كل ممنوع مرغوبquot;.